ثمة تشابه كبير بين حشود القاهرة بميدان التحرير اليوم , وعند اندلاع ثورة 25 يناير التي أسقطت حسني مبارك في 12 فبراير الماضي, وذلك من حيث أسلوب التجمع في الميدان والشعارات المرفوعة, ونوعية المواجهات مع الأمن المركزي , بل وفي التعامل المتأخر للمجلس العسكري مع مطالب المحتجين بالميدان .. غير أن الجديد اليوم يكمن في تعامل الإعلام الرسمي المصري مع الحدث .. والذي اتسم بقدر جيد من المهنية , من خلال النقل المباشر للاحتجاجات في الميدان , ونقل آراء المتظاهرين المنتقدة للمجلس العسكري والحكومة الحالية , عكس إعلام مبارك الذي ركز على نقل صورة أحد الكباري الخالية وكأن الأمور على ما يرام , فيما العالم كله ينقل على الهواء تفاصيل الاشتباكات الدامية على الناحية الأخرى من الكوبري .. ويبدو أن ما نشهده حاليا هو استكمال لثورة 25 يناير التي أسقطت رأس النظام وتبقى نظامه مسيطرا على المشهد السياسي في مصر , ممثلا بالمجلس العسكري المعين من قبل الرئيس المخلوع حسني مبارك , فالمطالبات لثوار التحرير متنوعة وعديدة , ولكنها تجمع على أهمية إسقاط حكم العسكر الذي فشل في تسيير الفترة الانتقالية , وتسبب في إحداث كثير من الاضطرابات كادت تجهض أحلام ثورة 25يناير وتودي إلى كارثة وطنية وفتنة طائفية. وهم يأخذون على المجلس العسكري تنصله من التزاماته السابقة في نقل السلطة خلال ستة أشهر ولم يحدث ذلك , كما استمرت الممارسات السابقة لنظام المخلوع مبارك كمواصلة محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية, وتعيين محافظين من العسكر, وبقاء أركان النظام المخلوع في المؤسسات والمناصب القيادية , وعجزه عن وضع حد للانفلات الأمني غير المبرر, الأمر الذي قد يتيح له التعلل بها لتأجيل الانتخابات النيابية المقررة بعد أيام , وأخيرا التعامل مع مطالب المحتجين في ميدان التحرير بالقبضة الأمنية أسوة بنظام مبارك.
تحيه لأصحاب الموترات: خلال الثورة اليمنية برز دور سائقي الدراجات النارية "الموترات".. والحقيقة أنني لا أجد عبارة مناسبة تفي حقهم وتعطيهم جزء مما يستحقونه من الإشادة والشكر الجزيل . هؤلاء الرجال الفدائيون قاموا طوال الأشهر الماضية من عمر الثورة بأعمال جبارة وفي ظروف استثنائية أثناء إسعافهم الجرحى والمصابين تحت الخطر الشديد , ووسط الرصاص المتطاير من حولهم , دون أن يعرفهم أحد أو يتحدث عن بطولاتهم الأسطورية . اسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء على مآثرهم البطولية التي أنقذت حياة الكثير من الثوار من الموت , ولابد يوماً من أن ينالوا حقهم من التقدير والاعتراف بدورهم الكبير في نصرة الثورة العظيمة التي تشهدها بلادنا حالياً..