فرضت مليشيا الحوثي جبايات مالية على موظفي الصحة بمحافظة إب وسط اليمن، في ظل جبايات مالية تفرض على كل شرائح المجتمع بجميع مديريات المحافظة الخاضعة لسيطرتها المسلحة منذ ست سنوات. وقالت مصادر محلية إن مليشيا الحوثي فرضت مبالغ مالية كبيرة على منتسبي القطاع الصحي بمحافظة إب، تحت يافطة قطع بطاقة "مزاولة مهنة". ويعاني القطاع الصحي بمحافظة إب من تدهور وتردي وإنهيار غير مسبوق أثر على حياة المواطنين، بفعل الإنقلاب والحرب ومصادرة المليشيا للمساعدات الطبية المقدمة لأبناء المحافظة، ونتيجة لقطع المليشيا مرتبات موظفي الدولة. وشكلت مليشيا الحوثي لجنة قبل أيام بهدف إجبار الموظفين في القطاع الخاص والحكومي على قطع بطاقة "مزاولة مهنة" وفرضت فيها مبالغ مالية كبيرة على منتسبي الصحة. وبحسب مصادر متطابقة فإن مليشيا الحوثي أعطت إشعارات لمنتسبي القطاع الصحي الحكومي والخاص بضرورة قطع البطاقة مالم فإن الفصل والإبعاد والعقوبات ستفرض عليهم وهو ما أجبر القطاع الصحي للبحث عن تلك البطائق خصوصا وأن بعضا منهم يعمل في القطاع الخاص بعد أن قطعت المليشيا مرتبات موظفي الدولة. وأضافت المصادر أن المبالغ المفروضة على كل من يحمل شهادة الدبلوم 25 ألف ريال، ومن يحمل شهادة البكالريوس 50 الف وبعضهم 60 ألف ريال، فضلا عن مطالب أخرى بقصد التعنت والإهانة للعاملين في القطاع الصحي. وقال أحد الأطباء : أعمل في عيادتي منذ 25 عام ويريدون مني الان قطع بطاقة مزاولة مهنة، في الوقت الذي فتحنا العيادة بترخيص ورسوم وكل سنة نجدد التراخيص ولدينا مؤهلات معترف بها عالميا، لكن المليشيا لا تعترف سوى بالنهب والجبايات. وأضاف الطبيب الذي فضل عدم ذكر اسمه، بالقول: الان يطلبون مني شهادة الثانوية بعد أكثر من 30 عام ولا أدري أين هي ولم أستطع الحصول عليها، ولم يرضوا بمؤهلاتي العالية، ويهددوني بإغلاق العيادة، نتيجة عدم عثوري على شهادة الثانوية، وفي الحقيقة هم يبحثون عن مبالغ مالية على موظفي الصحة. وأكد أن غياب دور النقابات الطبية جعل المليشيا الحوثية تستأسد على الموظفين والذين لا يجدون قوت أولادهم خصوصا ممن توقف راتبه وليس لديه عمل وكثير من منتسبي القطاع الصحي في الأرياف وليس لديهم فرص للعمل في القطاع الخاص، والان يمارسون عليهم التعنت والبهذلة، بهدف قطع مزاولة مهنة. وقال في ظل الأوضاع الحالية يفترض أن يتم مكافأة الأطباء والممرضين خصوصا مع انتشار الأوبئة والأمراض القاتلة وعملهم في ظل المخاطر وقطع المرتبات، يتعرضون للإبتزاز والجبايات. وتحدثت مصادر طبية ان لجنة حوثية من صنعاء وصلت إب لقطع البطائق وأعلنت عن مدة ثلاثة أيام فقط لتسليم المبالغ المالية والوثائق المطلوبة منهم، وهو ما جعل طوابير طويلة وزحام شديد في مكتب الصحة بمحافظة إب، وشكل معاناة خصوصا للنساء والذين قدموا من مديريات المحافظة وتحملوا تكلفة مالية كبيرة. وأفادت المصادر أنه وبعد نهب المليشيا للملايين من الأطباء والمرضين وغيرهم من منتسبي الصحة، غادرت اللجنة بعد خلافات بين قيادات حوثية بينهم القيادي الحوثي "أشرف المتوكل" والذي أعلن عن إيقاف عمل اللجنة، بعد خلافات حادة حول تقاسم المبالغ.