تحاول الحوثية عبثا استغلال مركزية القضية الفلسطينية من خلال التحاقها بربيبتها إيران، أو ما يلوكه اعلامهم "بيوم القدس"، اذ أن قضية فلسطين ومركزيتها الكارزمية التي تتمتع بها لدى كل عربي ومسلم وحر تدينهم ولا تشهد لهم. فكل محاولات إيران والحوثية بردم الهوة السحيقة بينهم والشعب العربي وقضيتهم لم ولا يمكن لها أن تتجاور مع تلكم العنصرية المقيتة التي تستزرعها إيران وأدواتها في العالم العربي، والحوثية أحد مرتكزات ذلكم المشروع الإيراني يمنيا وعربيا ككل، فالتطييف وتسييس القضايا المركزية وبث الفرقة واستصناع العنصرية ،والطائفية والموت والخراب في كل عواصم وبلدان العالم العربي لا يشفع لإيران وربيباتها ذلك التغني الممجوج والمخاتل برفعهم شعارات مقاومة لذلك المحتل الإسرائيلي،خصوصا وأن محاولات استغلال إيران والحوثية وغيرهم لكارزمية القضية الفلسطينية وعدالتها يأتي في سياق سياسة إيرانية أولا وحوثية ثانيا ترتأي النفاذ إلى قلب الأمة العربية /الإسلامية -جمهورها- أعني ،وجعل تلكم السياسة متمركزة في قلب ذلك الجمهور ابتداء، أي خلق الإنقسام والتغلغل والنفاذ إلى الحواضن الرسمية والشعبية -عربيا/اسلاميا/انسانيا،وبم يتيح لإيران وسياستها تلك من مواجهة الضغط والتخفيف من اعباء حملتها على كل ماهو عربي،عبر استغلالهم لتلكم الكارزمية التي تحتلها القضية الفلسطينية وتتحكم بوجدان العالم العربي وطريقة تفكيره ومحدداته منها،أي احلال ايران وأذرعها وميليشياتها في خارطة ووجدان وقلب عالمنا العربي وجعلهم المركز وما دونهم هامش يجب منازلته واستئصال شأفته وتغيير الديمغرافيا والجغرافيا ،عبر تحريك تلكم المستنقعات القذرة والموحلة بكل اشكال الطائفية والعنصرية والتنظيمات الباطنية والسرية التي تعزز من قوة إيران واذرعها وتفتح الباب لخلق انقسامات افقية وعمودية تهدد أمن وسلامة ووحدة البلدان العربية وتبدد قواها،لمصلحة إيرانية صرفة، ومن ثم تعزيز أذرعها والعمل على تمددها وانتشارها لما يفضي إلى تخليق كل عوامل القوة نحو الهدف المركزي الإيراني"امبراطورية فارس"اللعينة والتي تئن وترزح تحت طائلتها إيران منذ القادسية الأولى إلى اليوم. فإيران واذرعها تتماهى بتلك السياسات مع ما اجترحته وسنته وشرعت فيه اسرائيل-كما تظهر ذلك وثائقها منذ مطلع ثمانينيات القرن المنصرم- أي سياسة التمذهب والطوائف وخلق الإنقسام واستزراع الفوضى في كل بلدان العرب بغرض محاصرتها ووأد احلامها ومحاربتها في عقر دارها، وحتى لا تقترب او تفكر ببناء القوة وتعبئة الموارد للإنتصار للقضية الفلسطينية. وبدلا من محاصرة إسرائيل الغاصبة للحق العربي الفلسطيني وجعلها ترضخ لمطالب الفلسطينيين اصبح العالم العربي يرزح تحت طائلة الحصار ومشاكله العميقة بفعل الطائفية واشكال العنصرية والخراب والدمار اسرائيليا وإيرانيا واذرعهم وميليشياتهم وقواهم السرية والخفية والعلنية على حد سواء،أي أن إيران واسرائيل وجهان لعملة واحدة والهدف المركزي لهم تدمير كل ماهو عربي ،قضية ومبدأ وجغرافية وديمغرافية وقوة وموردا،وكلاهما دولتا احتلال وخطر على امننا القومي العربي وقيمة العدالة والحرية والمستقبل ككل. فكيف سينتصر لفلسطين من جعل اليمن والعراق ولبنان وغيرها تعيش اسوأ مما يعايشه الفلسطيني نفسه، قتلا ودمارا وتجويعا وحصارا ،وهدما للبيوت والمساجد وتهجير المسلم وغير المسلم واستباحة ماله وعرضه وعقله وعقيدته..أي كل ما جعلته الشريعة السمحاء من كلياتها وضروراتها الخمس وجاءت به كل شرعة دينية او وضعية وجعلته مدارا لاهتماهما واساسا لاهدافها ومسوغا لسياستها!؟ وكيف سننتصر لفلسطين القضية والمبدأ والإنسان والعرض والحرمة وقد قذفت بكل ذلك وطرحته ارضا؟ فعنصرية اسرائيل واتصالها بالصهيونية قد جعلت من سياسة إيران واذرعها تلك وجها آخر للصهيونية الأصل ونسخة منها،بل وأشد تنكيلا،فمالم تستطع الصهيونية الأم فعله، فعلته إيران واذنابها في سوح ومختلف بلدان العرب باسم الإسلام واستغلالا لكارزمية القضية الفلسطينية؛فإن ما يسمى"بيوم القدس" اضحى يتمثل جسرا للإيقاع بكل ما ومن هو عربي، أي صيغة من اقانيم المحتل الإسرائيلي وحلقة من اساليب تدعيمه على أمل تقاسم الوطن العربي بين إيران واسرائيل مستقبلا..تلكم هي الإستراتيجية الصهيوإيرانية والتي يجب علينا ادراكها ومنازلتها قبل فوات الأوان.