* الشرق الأوسط الكبير، ذلك هو عنوان امريكا السياسي واستراتيجيتها في العالم العربي ، والذي تجسد حرفيا عبر قيادتها لتحالف دولي هدفه غزو العراق ووضع اللبنات الأولى في تأسيس ذلك المشروع ، وبتسمية سياسية جديدة اسمها "الشرق الأوسط الكبير " تكون فيه اسرائيل وإيران حكومتان تنفيذيتان لهكذا مشروع ، ومسئوليتهما مباشرة أمام العراب الأكبر "أمريكا" حاملة لواء الغرب ، وقائدة حلف شمال الأطلسي، وذات الهيمنة الأوسع في التاريخ عالميا.. فماذا فعلت إيران وتبتغي، وأين مكمن الخلاف ولماذا!؟ - حتى علاقة إيران بحركتي "حماس/والجهاد" نجدها بهدف استزراع الإنقسام ، وتحشيد الناس واستقطابهم على اساس من مد نفوذها ، وخلخلة الصفوف، وتغلغل نفوذها! وعلى حساب كرامة الناس وقضاياهم، وتاريخهم المثخن بالجراح. إيران تقوم بعلاقات رسمية مع من سيسهل لها كل ذلك"سوريا/العراق" انموذجان ، والا فحقيقة سياساتها لا تكون الا مع "اللارسمية" تحديدا ، وعندما يتخلق الإنقسام ويستوي على مستوى الدولة/السلطة/المجتمع الشعب، تصبح هي متخذة القرارات السياسية والإستراتيجية الصعبة ، والتي تتطلب موقفا سياسيا ووطنيا موحدا من الشعب والسلطة او النظام السياسي العربي ككل. إنها تعمل على خلخلة اللحمة الوطنية لأي وكل دولة تدخلها، ليصفو لها الجو من ثم؛ فهي تبتغي الدول والكيانات العربية مجرد "خرائب" يعبها الفشل والإنقسام السياسي والإجتماعي"افقيا وعموديا" ؛ ووحدها الدولة والشعب القائد في المنطقة ، إنه حنينها الإمبراطوري الموغل بالثأرية والإنتقام ممنجعل امبراطورية فارس في خبر كان. هذه النزعة المتأصلة في عقل ووجدان الإيراني ، واتخاذها من مجال "الوطن العربي" جيوسياسية ذلك الحلم الإمبراطوري، يضعها واسرائيل مصدرا رئيسيا ومباشرا وخطرا وجوديا يتهدد الوطن العربي "دولا وأنظمة ومجتمعات" ، ناهيك عن أن مد يدها الملوثة بدماء كل عربي لما تسميه "المقاومة=حماس والجهاد" محل تساؤل وشك تجاه حماس ومن إليها ، فلا احتسب علاقتها بحماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية الا مجلبة للعار، علاوة على كونها تجسيد عملي لسياسة "شد الأطراف" على أن تكون إيران هي المركز والقلب إقليميا ودوليا، بالإضافة إلى ما تعنيه تلك العلاقة بضرب الثقة في حماس ، وتشويه سمعتها ، والعمل على ضرب اتجاهها الوطني وخط المقاومة في الأصل، وصولا إلى استخدامها في طموحات إيران الإمبراطورية ، ودولة إقليمية أولى وشرطي أمن المنطقة والعالم ، وما على منظومة الأممالمتحدة وناديها الأمني سوى الإعتراف بتلكم الحقيقة وتجسيدها كسياسة واجراء من ثم. - يساعدها في ذلك كارزمية "الإسلام والمقاومة او الممانعة" تبعا لما لذلك من تأثير وسمعة وتقبل في عقل ووجدان العرب ، واستساغتهم لذلك، بينما في حققيقة الأمر فذلك الخطاب وهذه الشعارات ليست سوى استغلالا بشعا ومنحطا من قبل إيران ، فما يحركها ويمثل المتغير الخفي والأصيل في سياستها هو محدد "القومية الفارسية" ومجدها والحنين الإمبراطوري وشهوة الإنتقام وطابع الثأرية الذي يتحكم به وفيه ومن أجله. وما خطر تلك السياسة "غربيا=اسرائيليا" الا بمدى ما تمثله تلك الإستراتيجية الخبيثة من خلال تمكنها من ذلك من ما تمثله كإحتواء "لإسرائيل" التي تعتبر قلعة الغرب المتقدمة في قلب الوطن العربي، وجعلها من ثم دولة ثانوية إقليميا ، وليس كما يتوخاها العالم الغربي دولة إقليمية إولى ومخلب الغرب المتقدم. - خصوصا وأننا نعرف أن العالم العربي في جغرافيته وتاريخه ، وجيواستراتيجيته يمثل المعادل الموضوعي -والأصوب- لمركزية الغرب ممثلا"بأوروبا"وذراعه الأمني والعسكري )حلف الأطلسي( .فتاريخيا واستراتيجيا ليس هناك منطقة جغرافية في طول وعرض خارطة العالم تحوز على مركز "القلب" مثل الوطن العربي ، وتحديدا "قلب القلب " فيه )شبه الجزيرة العربية( ، ووجود تكتل عربي فاعل في هذه المنطقة ينازع المركزية الأوروبية مركزيتها ابتداء، كما كان يمثل في تاريخ ما قبل المركزية والهيمنة الأوروبية في عالم الأمس.وعليه فسياسية ايران ومن خلال تتبع مسارها التاريخي ، وانعطافاتها عند كل حدث يعزز من حكمنا القائل "بأنها واسرائيل" والإستراتيجية الأمريكية تصب في بنك أهدافهم ؛ بل وهي في صلب استراتيجيات الغرب وعلى رأسهم أمريكا واسرائيل قلعتهم المتقدمة ، وإيران التي تخدمهم في افغانستانوالعراق، حتى قال نائب الرئيس خاتمي آنذاك "لولا نحن لما استطاعت امريكا دخول افغانستانوالعراق" ، وما غزو امريكا وتسليمها العراق كجائزة لإيران الا تجسيد حرفي لذلك التحالف الملتبس لدى كثير من المراقبين، ناهيك عن كونه تعاديا متلبسا أساسا. فضغط اسرائيل على دول الوطن العربي كان من خارجه ، ولم ينجح كما هو مخطط له غربيا، فكانت إيران هي شرطي الغرب الذي سيفخخ الوطن العربي من داخله، مذهبيا وفئويا، وباسم الإسلام نفسه، وبمادته ذاتها "العروبة" وهذا هو ماعملت عليه إيران ولا تزال حتى اللحظة. وما نقطة الخلاف اليوم بين إيران والغرب وتحديدا امريكا ، سيما بعد إغتيال سليماني ، الإ بسبب محاولات إيران زعزعة مصالح حلفائها اولئك، والتأثير على مجريات الأحداث خارج المتفق عليه استراتيجيا بينهم، وما يمكن أن يشكله ذلك التوجه الإيراني من ضرب مصالح الغرب وأمريكا ، واعتبار ما كان يقوم به سليماني قفزة في الهواء غير محسوبة العواقب ، ومتجاهلة لكافة التحذيرات التي أرسلها الغرب في حينه؛ حيث اتخذت إيران "سليماني" سياسة بلطجة بالنسبة للغرب وأمريكا، أي خارج إستراتيجيات التكامل والهادفة لمنع أي امكانية للنهوض عربيا، اضافة إلى الحد من تشكيل خطر لأي دولة وكيان عربي على مصالح أي من الحلفاء حتى وان اتخذ طابع العداوة اعلاميا ، فأي قوة عربية ووسائل حيازتها يشكل تهديدا مباشرا على ثلاثتهم "اسرائيل وإيرانوامريكا حاملة لواء الغرب وراعية وعراب الإستراتيجيات تلك.