في الوقت الذي تدعي فيه ميليشيا الحوثي انطلاقها من تعاليم الإسلام، تكشف الحقائق والأرقام ضلوعها في تجارة المخدرات والسموم بكميات مهولة. وبيّنت تقديرات اقتصادية، صدرت في نهاية 2020، أنّ حجم الأموال التي يجنيها الحوثيون من تجارة المخدرات تصل إلى ستة مليارات دولار سنويًّا. وفي أواخر 2020، تمّ ضبط أكثر من 275 كيلوجراماً من المخدرات، التي تمّ تسهيل دخولها إلى بعض المناطق التي يشرف عليها الحوثيون، وقد تم ضبط هذه الكميات من قبل قوات التحالف العربي الذي اتهم هذه الميليشيات بالاتجار بالمخدرات وتهريبها إلى صنعاء بالتعاون مع جهات خارجية مثل حزب الله ".
طرق تمويل وفي نوفمبر العام الماضي، قالت قوات التحالف العربي أنّ الحوثيين يقومون بتهريب وترويج المخدرات للحصول على الأموال، وذلك عن طريق استخدام صناديق المساعدات الإنسانية لإخفاء المخدرات داخلها، ودعا التحالف المنظمات المعنية للقيام بواجبها في وقف تهريب هذه السموم للميليشيات. وفي الجوف، تمكنت قوات الأمن، خلال الأعوام الثلاثة السابقة من إحباط أكثر من 36 عملية تهريب لمواد مخدرة، ضبطت خلالها أكثر من 12 طنا من المخدرات. وأورد تقرير صدر حينها أن النقاط الأمنية التابعة لقوات الشرعية في مديريات حيران وميدي وحرض بمحافظة حجة تمكنت خلال نفس الفترة من ضبط مئات الكيلوغرامات من المواد المخدرة التي كانت، بحسب اعترافات بعض المهربين المضبوطين، تتبع قيادات حوثية في صنعاء. كما تطرق التقرير إلى وجود ارتباط وثيق بين الحوثيين وبين عصابات تهريب وتجارة المخدرات تابعة لإيران وحزب الله اللبناني.
تقارير دولية وفي مأرب ضبطت قوات الأمن خلال الأعوام الثلاثة الماضية أكثر من 27 طنا من مادة الحشيش والمواد الأخرى المخدرة. حسب تقرير وزارة الداخلية الذي صدر نهاية العام 2020 وبحسب التقرير فقد كان آخر تلك العمليات، ضبط الأجهزة الأمنية في مأرب، في منتصف يونيو الماضي، شحنة من مادة الحشيش المخدر، تقدر ب 99 كيلوغراما، كانت مخفية على متن سيارة نوع شاص بطريقة احترافية بنقطة " الفلج" الواقعة على الطريق الرابطة بين صنعاءومأرب والتي كانت في طريقها إلى الحوثيين في صنعاء. وفي يناير من العام 2020 ذكرت صحيفة "واشنطن تايمز" الأميركية، أن "حزب الله" الإرهابي استخدم مطار رفيق الحريري الدولي في لبنان، كمركز لتهريب المخدرات والسلاح والمقاتلين بما يخدم "مصالح إيران الخبيثة في المنطقة" . وبعده كشف معهد "واشنطن لدراسات الشرق الأوسط" ، في دراسة بحثية أعدها استنادا لمعلومات من عناصر استخباراتية أميركية، عن طريقة جديدة تتبعها إيران لتهريب الأسلحة والمدربين والمخدرات إلى ميليشيات الحوثي في اليمن، عبر تعاونها مع تجار المخدرات في كولومبيا.
تعاون مع المافيا وقالت الدراسة الأميركية إن ما يسمى " الحرس الثوري" الإيراني تعاونت مع تجار المخدرات في كولومبيا لإنتاج غواصات صغيرة ومراكب غاطسة لتهريب الأسلحة ومكونات الصواريخ والمخدرات إلى الحوثيين. وبحسب الدارسة التي أعدها برنامج الشؤون الأمنية والعسكرية، رصد المعهد تعاونا غير تقليدي بين عناصر من "فيلق القدس" التابع ل"الحرس الثوري" والذي يقوده الهالك قاسم سليماني، وبين كبار تجار المخدرات في كولومبيا بأميركا اللاتينية في استخدام ما يشبه الغواصات الصغيرة محلية الصنع ومراكب الغطس التي يستخدمها التجار الكولومبيون لتهريب المخدرات إلى عدة جهات من بينها الحوثيون في اليمن. ويقدر اقتصاديون حجم الأموال التي تدخل جيوب قيادات الميليشيات الحوثية جراء الاتجار بالمخدرات، بنحو ستة مليارات دولار سنويا. مؤكدين على ان الميليشيات تعتمد بدرجة أساسية على تهريب وتجارة المخدرات لتمويل حروبها ضد اليمنيين، إلى جانب ما تفرضه من إتاوات وجبايات على المواطنين ونهبها المتواصل للمؤسسات وبنوك الدولة المختطفة.