في الوقت الذي كانت تنتظر فيه أسرة الدكتور نصر السلامي المختطف في سجون مليشيا الحوثي الإفراج عنه، تفاجأت قبل يومين بقرار حجز جماعة الحوثي لمنزله الوحيد الذي تسكن فيه اسرته لتعيش الأسرة همّاً جديداً وخوفاً من أن تجد نفسها مرمية في الشارع. إذا استمر ما يعرف ب "الحارس القضائي" في إصراره للاستيلاء على المنزل الخاص بالدكتور السلامي، المراقب الشرعي في "كاك بنك الإسلامي" الذي اختطفته ميليشيا الحوثي في نهاية العام 2015م من مقر عمله بعد عملية مداهمة، دون أن تستجيب لمطالبات الإفراج عنه حتى اليوم. وقبل يومين فوجئت أسرة المختطف نصر السلامي بإقدام مليشيا الحوثي على حجز منزلهم والتحفظ عليه بدون وجه حق. وقالت زوجة الدكتور نصر، إن عناصر من المليشيا، سلمتها يوم الاثنين إشعارها بحجز المنزل، من قبل ما يسمى المحكمة الجزائية المتخصصة، التابعة للحوثيين، وحذرتها من التصرف فيه، وكتبت في حائطه " محجوز من قبل المحكمة، وعندما اعترضت على قيامهم بالكتابة على جدران البيت. وتقول إنهم قالوا لها ساخرين "احمدي الله أننا مخلين لك تسكنين فيه أنتي واولادك".
لعنة التاريخ بدوره شكك محامي الدكتور نصر، عبدالباسط غازي، من وجود حكم قضائي بشأن المنزل، متهًما مليشيا الحوثي بتلفيق التهم وتزوير الاحكام وارتكاب مخالفات كبيرة اثناء المحاكمة. وقال غازي، في منشور على صفحته في فيسبوك "لم يكتفوا بحبسه 6 سنوات بل عمدوها بحكم الاعدام وبعد كل هذه المعاناة والمآسي والأحزان زبانية الحارس القضائي يحجزون على منزل موكلنا السجين المظلوم". ويضيف "في أي شرع أو قانون يحجز على سجين؟؟ ....حجزت حرية الرجل وحكم عليه بالإعدام في محاكمة افتقرت لأدنى معايير العدالة.. ثم يحجزون على بيته، ما سلم من اذاكم هو حتى آذيتم زوجته وأولاده، ما تركتوهم في حالهم" وتابع "هل هو ابتلاء من الله للصالحين من عباده أم هي لعنة التاريخ". وجاء في منشور المحامي غازي "أقسم واجزم انه لا يوجد اي قرار قضائي بالحجز سيما وقضية الدكتور نصر ورفاقه امام الشعبة الجزائية وحضرنا مع الزملاء جلسات الشعبة الاخيرة ولم يصدر اي قرار بالحجز، فمن اين يستقي الحارس القضائي شرائعه وأحكامه". من جهته وصف الإعلامي محمد الضبياني ما حدث لأسرة الدكتور السلامي بالإرهاب، وكتب تغريدة على موقع تويتر قال فيها: "الأكاديمي والمتخصص في الاقتصاد الإسلامي الدكتور نصر السلامي، اختطفته مليشيا الحوثي منذ سبع سنوات، تعرض لتعذيب وحشي وفاشي، أصدرت العصابة الإيرانية قرارا بإعدامه مع العشرات من المختطفين، واليوم تريد استكمال جرمها وحقدها بمصادرة المنزل الذي يأوي أطفاله". متسائلاً: " هل هناك إرهاب أبشع من هذا؟.
أحكام غير شرعية اما الإعلامي "عبدالرحمن جهلان" فقال إن "ما بني على باطل فهو باطل، وما تصدره محاكم مليشيا الحوثي الارهابية ( الغير شرعية) من احكام لا تساوي الحبر الذي كتبت به ، وتهجمها على منزل الدكتور نصر السلامي المختطف لديها منذ ست سنوات وترويع النساء والأطفال يعكس مدى جبن المليشيا، وسعيها المتواصل لنهب أموال المواطنين وممتلكاتهم"
إجرام وكتب الصحفي "صدام المدني" على صفحته في الفيس بوك قائلا:" لم تكتف مليشيات الحوثي بخطفه وإنزال به صنوف التعذيب، ها هي اليوم تحتجز منزل الدكتور نصر السلامي -القابع بزنازينها للسنة ال 7 على التوالي- بصنعاء تمهيدا لمصادرته وتهدد زوجته وأولاده بطردهم منه، أي إجرام أكثر من هذا الذي تمارسه هذه المليشيات الطائفية".
عصابة مجرمين وعلق الاكاديمي منير محمد على احتجاز منزل الدكتور السلامي بالقول "الدكتور نصر السلامي اختطفته جماعة الحوثي من منزله منذ ست سنوات والحقت به كل صنوف التعذيب وأصدرت قرار بإعدامه بسبب رفضه لفكرهم، اليوم ما يسمى بالحارس القضائي الحوثي يحتجز منزله بصنعاء تمهيدا لمصادرته ويهدد زوجته وأولاده بطردهم منه".
وكانت منظمات حقوقية محلية وعربية منها مركز الخليج لحقوق الانسان ، قد أشارت إلى أن الدكتور نصر السلامي وزملائه يتم احتجازهم بسجن الأمن والمخابرات بالعاصمة صنعاء وهو سجن لا تتوفر فيه شروط الرعاية الصحية والنظافة المطلوبة. ويواجه المختطفون المعاملة السيئة من قبل سجانيهم بالإضافة الى الآلام النفسية الناتجة عن عدم رؤيتهم لأسرهم لفترة طويلة، ومواجهتهم خطر الإصابة بفايروس كورونا (كوفيد-19) في بيئة لا تفضي أبداً إلى معايير صحية مناسبة.