أظهر مقطع فيديو، قياديا في مليشيات الحوثي الانقلابية، في أحد المراكز الصيفية التي تقيمها المليشيات، هو يدرب أطفالا ويلقّنهم على حمل السلاح وكيفية استخدامه. ويظهر الفيديو، القيادي الحوثي وهو يقدم شرحا تفصيليا عن السلاح، ثم أجرى تدريبا عمليا للأطفال حول كيفية استخدامه. وتستغل المليشيات مايسمى ب"المراكز الصيفية" لاستدراج الأطفال الذين لا يتجاوز أعمالهم 12 سنة، وتعبئهم بالأفكار المتطرفة وشعارات الموت والعنف والكراهية، وإرسالهم لجبهات القتال. وأكدت العديد من المنظمات أن آلاف الأطفال أجبروا على الانخراط في القتال، عبر وسائل عدة اعتمدتها الميليشيات سواء بالترهيب أو الترغيب، فضلا عن الابتزاز. ولفتت إلى تعرض هؤلاء ممن نجوا من الموت على الجبهات، لصدمات مروعة، وحتى عمليات اغتصاب وتحرش. وكان فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن الدولي، رصد بعض المدارس والمساجد التي يستخدمها الحوثيون لنشر عقيدتهم بين الأطفال، ترويج هذه المناشط لخطاب الكراهية والعنف. وأشار إلى استغلال الحوثيين المساعدات الإنسانية من خلال توفيرها أو منع الأسر من الحصول عليها على أساس مشاركة الأطفال في أنشطة الحوثي، لافتاً إلى مشاركة البعض خوفاً على حياتهم أو منع الحوثيين وصول المساعدة الإنسانية إليهم. وثق تقرير الخبراء، مقتل 1406 أطفال زجّ بهم الحوثيون في ساحات المعارك عام 2020، و562 طفلاً بين يناير (كانون الثاني) ومايو (أيار) عام 2021، مشيراً إلى أن أعمار الأطفال تراوحت بين 10 إلى 17 سنة، ومعظمهم قتلوا في محافظاتعمران وذمار وحجة والحديدة وإب، إضافة إلى صعدة وصنعاء. وفي وقت سابق استغربت الحكومة استمرار الصمت المطبق من قبل المجتمع الدولي، وعدم اتخاذه أي خطوة لوقف عمليات تجنيد ميليشيا الحوثي للأطفال، واتخاذهم وقودا لحربها العبثية، والتي تأتي في ظل إعلان الهدنة الأممية والجهود التي تبذل للوصول لوقف شامل لإطلاق النار، وحل سياسي شامل وفق المرجعيات. وقال وزير الاعلام معمر الإرياني إن المشاهد التي تتسرب من داخل ما يسمى «مراكز صيفية» لقيادات في ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، وهي تستدرج الأطفال وتعبئهم بالأفكار المتطرفة وشعارات الموت والعنف والكراهية، يؤكد استعداداتها لدورة تصعيد جديدة، ومضيها في أوسع عمليات لتجنيد الأطفال في تاريخ البشرية. وجدد مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأمريكي باتخاذ موقف قوي وواضح من هذه الجريمة النكراء، والضغط لوقف عمليات تجنيد ميليشيا الحوثي الإرهابية للأطفال، وملاحقة المسؤولين عنها من قيادات وعناصر الميليشيا، وإدراجهم ضمن قوائم الإرهاب الدولية. يذكر أن مسؤولا عسكريا في ميليشيات الحوثي كان أفاد عام 2018 بتجنيد 18 ألف طفل بحلول ذلك الوقت. كما أكد جنود أطفال سابقون أنه تم تجنيد صبية لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات.