لم يدر في خلد "الحبيشي" أحد تجار الأقمشة في أمانة العاصمة بأن المناسبات الدينية المختلفة التي ابتدعتها المليشيات الحوثية طوال العام ستتحول الى وسيلة ابتزاز ونهب لأمواله، فقبل ثلاث أيام أجبرته الجماعة على دفع 4 مليون ريال لأحياء ما يسمي ب"يوم الولاية". يقول "الحبيشي" لموقع الصحوة نت: "لقد أصبحت هذه المناسبات التي تفرضها المليشيات الحوثية تخيفنا وتمثل كابوسا حقيقيا". يجد الحبيشي نفسه مجبرا في كل مناسبة على دفع مبالغ مالية كبيرة، تتراوح بين 4 مليون ريال و6 ملايين ريال ، كون المليشيات تعاقب من يرفض بالسجن أو الاعتداء عليه ونهب ممتلكاته.
موسم للنهب تقوم مليشيا الحوثي باستغلال المناسبات كالمولد النبوي ويوم الولاية ويوم ما تسميه الشهيد وذكرى استشهاد الحسين والإمام زيد وغيرها بفرض رسوم وإتاوات باهضه على التجار، تتراوح بين مليون ريال و10 ملايين ريال، بحسب حجم العمل التجاري لكل تاجر، لتغطية تكاليف طقوسها الطائفية كتوزيع صور زعيمها وكبار قادتها فضلا عن الشعارات الطائفية المتنوعة. وخلال الأشهر الماضية كشفت دراسة اقتصادية عن أن الحوثيين يجنون من وراء هذه المناسبات ما يقارب الأربعين مليار ريال سنويا، وهذه المبالغ الطائلة لا تستخدمها الجماعة في تحسين وضع الاقتصادي المتدهور للمواطن، بل في زيادة ثراء قادتها.
يوم الغدير يعمل الحوثيون في الثامن عشر من ذي الحجة من كل عام ، كما الشيعة الاثنا عشرية، على إحياء مناسبة " يوم الغدير" التي يعدونها تظاهرة سياسية عقائدية يحشدون لها كافة إمكانياتهم المادية والفكرية لتثبيت أيديولوجيتهم الشيعية فيها ولحشد الناس من خلفهم وتأطيرهم وكسبهم عقائدياً وسياسياً كنوع من أنواع التبشير بفكرهم الشيعي المستورد من إيران. يقول "أحمد" وهو تاجر مواشي: "كل شهرين أو أقل تأتي أطقم المليشيات، وفيه نفس المسلحين ونفس الوجوه، يريدون مني دفع مبلغ كبير لدعم مناسبة وكأنني أجلس على جبل من ذهب، نحن في النهاية نضطر لرفع السعر بسبب هذه البلطجة والذي يدفع الفاتورة في الأخير هو المواطن الفقير". ويضيف "للصحوة نت": انتظر قدوم اليوم الذي نتخلص فيه من هذه الجماعة، فكل اليمنيين يريدون الخلاص من الحوثيين، التاجر والمواطن والغني والفقير، هذه الجماعة تريد هلاك الجميع وتنهب أموالنا باسم الدين أهل البيت". تاجر أخر تحدث للصحوة نت (طلب عدم ذكر اسمه) يلخص إجمالي المبالغ التي ينهبها منه الحوثيون كل عام بالشكل التقريبي قائلاً: "عيد الغدير ثلاثة مليون، وعيد المولد النبوي اثنين مليون، وعيد الفطر والاضحى أربعة مليون، وذكرى كربلاء ثمانمائة ألف، وما يسمى ثورة 21 سبتمبر مليون ونصف". ويضيف: " كل هذه المبالغ نتحمل نحن جزء منها ونحمل المواطن الجزء الأكبر فكلنا في سله واحده ندفع من جيوبنا وارزاقنا للخزعبلات والخرافات التي تفرضها علينا مليشيات الحوثي لنهب أموال الناس".
تجار الحوثي وفي الفترة الأخيرة شهدت الأسواق المحلية في مناطق سيطرة الحوثي ظهور أسماء جديدة لتجار لم يكونوا معروفين من قبل، وهؤلاء التجار من الحوثيين المنخرطين في التجارة من باب" غسيل الأموال" لا يدفعون الاتاوات ولا الضرائب كغيرهم من التجار القدامى، هذا ما حدثنا به أحد التجا في صنعاء. يقول " حسن " تاجر مواد غذائية : "اصحابهم والمحسوبين عليهم لا يدفعون الضرائب في الغدير ولا المولد وغيرها، الضرائب فقط علينا احنا". ويضيف ساخرا : "رغم أنهم يزعمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم جدهم وهم أحفاده، المفروض هم الي يدفعوا في المناسبات هذه وليس نحن". وليست مسيرة الابتزاز هذه وليدة اليوم، فقبل دخول الحوثيين صنعاء فرضت المليشيات الاتاوات على التجار وأصحاب المزارع في صعدة وحجة لتمويل حروبهم ضد الدولة وتغطية نفقات احتفالاتهم الطائفية. ففي صعدة.. كانت المليشيات الحوثية تأخذ من كل مزارع في المولد النبوي ما يقارب "أربعين سلة" مما تنتجه أرضهم سواء من الطماطم أو الرمان أو البرتقال أو القات وغيرها، أما اليوم، وكما يقول أحد التجار "فهم في صنعاء حيث الموارد لا تنتهي ولا تنضب، والمناسبات كثيرة والمحلات أكثر".