إنَّه الربيع الدائم وبدايته يوم الإثنين 12 ربيع الأول، وإنه الربيع الخالد والحيوية المستمرة المتجددة، إنَّه ربيع (ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم) والذي كان إيذاناً ببداية علاقة السماء بالأرض، وتدشيناً بانطلاق الرسالة الخالدة والربيع الدائم للبشرية جميعاً، وهو الذي عبر عنه الشاعر اليمني (عبده عثمان) وهو يحيي ردفان الباسلة كرمز لثورة 14 أكتوبر المجيدة فقال: كنتُ أدري ما على ردفان يجري إنَّ إخواني وأهلي أذرع تحتضن النور وأرواح تصلي في طريق الراية الخضراء والشمس الأسيرة وربيعٌ ذات يومٍ كان في شبه الجزيرة ترضع الدنيا شذاه وعبيره أجل إنَّه الشذى والعبير الفوّاح الذي يُضمّخ أريجه جَنَبَات العالم ويمدها بأكسجين الحياة، وهو الغاز الفعّال كما سماه المسلمون في حضارتهم العلمية. أجل إنَّه ربيع (ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم) وذكراه العطرة تمر بنا اليوم ونحن في خضم ثورات الربيع العربي، والتي ما هي إلا إحدى المواليد المتمخضة والناتجة والمتولدة عن ذلك الربيع الخالد على مر الدهور والعصور والأجيال والقرون. ولعله من حسن الطالع– إن شاء الله تعالى– أن تأتي هذه الذكرى العطرة وشباب ربيع الثورة اليمنية ومن خلفه الدوحة الكبرى الشعب اليمني كله وهم في ساحات التغيير وميادين الثورة ومهاد الحق والخير والعدل والحرية والتي جاءت بها رسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم والتي عبر عنها أديب العرب والمسلمين مصطفى صادق الرافعي حيث يقول: إنما الإسلام في الصحراء امتهد ليجيء كل مسلم أسد وفي هذه الذكرى العطرة أجدني أردد قول الشاعر: يا خير من دفنت في الترب أعظمه فطاب من طيبهن القاع والأكم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الطُّهر والكرم وأختم بها عن حال إخواننا وأشقائنا في سوريا، وماذا كان سيقول عنهم المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو الذي انتصر لعمرو بن سالم الخزاعي لو كان بيننا؟