دعت صحيفة"الخليج", الإماراتية إلى ممارسة الضغوط على الرئيس المخلوع لإخراجه من المشهد السياسي نهائيا كي يتمكن الرئيس عبدربه منصور هادي من السير بالبلاد إلى بر الأمان خلال الفترة الانتقالية المحددة بعامين. وحذرت الصحيفة في افتتاحية عدد الأربعاء كل من يقف حجر عثرة أمام طريق تنفيذ بنود المبادرة الخليجية أو يعترض على قرارات الرئيس بالتمرد أو الرفض لأنه سيعرض نفسه لعقوبات المجتمع الدولي. وشنت الصحيفة هجوما عنيفا على الرئيس المخلوع واتهمته بالمزايدة على الحكومة من خلال مطالبتها بتنفيذ إصلاحات خلال أشهر قليلة كان نظامه السبب في عدم تنفيذها خلال أكثر من 33 عاما حسب تعبيرها. وأثنت الصحيفة في افتتاحية حملت عنوان"حفاظا على اليمن", على القرارات الجمهورية الأخيرة التي أصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي والمتصلة بإجراء تغييرات جوهرية في القيادات العسكرية، التي ظلت مهيمنة على مقاليد الأمور في البلاد منذ أكثر من ربع قرن، وارتبطت بدرجة رئيسة بعهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، واعتبرتها تشكل فرصة لإعادة ترتيب الأوضاع المختلة في اليمن منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام قبل أكثر من عام . وقالت الصحيفة:" لقد أدرك هادي أن بداية تصحيح الأوضاع تكمن في فك الاشتباك بين الوظيفة العامة التي تخدم الدولة والمنصب العائلي، الذي ظل حكراً على أقارب الرئيس السابق، حيث تحول هذا المنصب مع مرور السنوات إلى أشبه بإقطاعيات يرفض فيه المتنفذون ترك مناصبهم حفاظاً على إرث خاص لا إرث الدولة" . وتابعت:" من المهم الإشارة إلى ضرورة التزام الأطراف السياسية في البلاد، بخاصة من ظل ممسكاً بالسلطة لعقود طويلة ويريد استمرار الوضع كما كان عليه قبل ثورة الشباب التي أطاحت مشروع التوريث بشكل نهائي، بالقرارات التي يصدرها الرئيس هادي، والتي تترجم الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية الخاصة بنقل السلطة، من أجل الحفاظ على اليمن والخروج الآمن من الأزمة التي طحنتها ولا تزال تطحنها منذ أكثر من عام، وعلى الجميع ألايقف حجر عثرة أمام هذه التسويات التي شرع باتخاذها هادي المدعوم بشرعية شعبية وإقليمية ودولية غير مسبوقة، حتى لايكونوا عرضة لعقوبات المجتمع الدولي" . وطالبت الصحيفة الرئيس هادي بأن يزيد وتيرة الخطوات الكفيلة بتطبيع الأوضاع في البلاد، والتخلص من مراكز القوى والنفوذ التي سلبت الدولة هيبتها خلال فترة حكم الرئيس السابق . وأكدت أن الرئيس هادي يحتاج إلى مساندة قوية من قبل الأطراف السياسية كافة، وأن يستجيب كل من موقعه لخطة إعادة بناء الدولة التي فقدت هويتها خلال حكم صالح، داعية لإتاحة الفرصة لهادي لمعالجة ما خلّفه نظام حكم الرئيس المخلوع من صراعات وأزمات اقتصادية وسياسية مستحكمة خلال سنوات بقائه في السلطة.