لأنك فبراير المجيد فذكراك ليست كسواها ، وعبقك يملاء الارجاء ، وأسمك مدوياً، رخيماً ، ندياً، لا يشبهه شئي ، فيك ارتفع صوت الحرية عاليا كنخلة شماء ذات جذور ضاربة في تربة هذا الوطن المعطاء . فبراير فريد لا يشبه الا نفسه ، وفيه كان صوت الحرية اقوى الأصوات ، صوت الأمل والتفاؤل بمستقبل أفضل ، وحين تنطلق قافلة الحرية لا تتوقف الا لتتزود للمسير ، وقد انطلقت قافلة حريتنا في فبراير المجيد ، ولازالت منطلقة يتساقط منها خبث الطريق ، والمتسلقون ، ومن اراد تجيير الحرية لمشروعه الطائفي الصغير . لا تعجب يا فبراير إن رأيت مدعوا حبك يوماً يريدونك لتعيدهم لزمن ما قبل الجمهورية ، انهم بلا شك شذاذ الأفاق ، وضعاف النفوس ، والمتمرغين بتراب الذل البادئ على وجوههم الكالحة . أيها المارد الذي أدرك حقيقة الفجر : ستظل مورداً للأحرار ، وملاذاً لعشاق الحرية ، وذكرى حسنة تتكرر كل عام لتعطينا قوة بعدة قوة ، فنواصل مشوارنا نحو التحرر واثقين بطريقنا نحو الانبلاج . لعينَي فبراير الأجمل سنعزف أجمل الألحان ، وبعبير ازهاره الفواحة سنعطر أيامنا القادمة بأمل الانعتاق من قبضة أعداء الحرية الواهمين باستعادة تاريخهم الأسود . ايها الثائر الفبرايري : ثورتك انطلقت .. ولن تتوقف . انطلقت بقوة الإرادة ، ولازال منطلقة ، ومبادئها تتصادم مع احلام الواهمين بالحكم باسم السلالة أو الطائفة . رجال ثوار فبراير الأفذاذ يحملون الراية ، ولازالت خفاقة ، وسترفرف عالية في جهات الوطن الأربع ، وستتناقلها الأجيال بقوة الإرادة ، وصدق العزيمة ، والتلذذ بالكفاح . وكالرجال لن تتوقف نساء فبراير المجيد عن العطاء والبناء والتضحية ، فهنَّ من انجبن الأحرار ، وهنَّ اللائي خلطن الحليب بالإباء ، ومزجن الماء بالإقدام ، وانضجن الخبز بحرارة الحب المخلص للوطن ، وعلمنَ الأطفال أن الوطن أمانة ، والأرض التي نشرب عذب مائها لا مجال بالمطلق إلا أن نكون محبين لها ، ولأجلها تهون التضحية . في ذكراك العبقة نعاهدك يا فبراير ان لا نترك ازلام الإمامة البغيضة ليعودوا من جديد هذه المرة لسلب حقنا في التحرر ، وستظل ذكراك معلماً يشدنا أكثر لنرسخ مدامك جمهوريتنا الحبيبة . عليكم يا احرار فبراير السلام .