عشرُ سنواتٍ انقضت وقحطانُ لا يزال هناك في عتمة السجون خلف الجدران السميكة التي تحجُبُ النور ولكنّها لم تستطعْ أن تحجُبَه عن قلوبِ الأحرار عن ضميرِ وطنٍ يسألُ كلَّ صباح أينَ محمد قحطان؟ عشرُ سنواتٍ وكلُّ شيءٍ تغيّر إلا تلكَ الزنزانةُ التي ما زالتْ تبتلع صوته إلا ذلك الظلمُ الذي ما انفكَّ يجثمُ على أنفاس الحقيقة عقدٌ من الغياب القسري لم تهزم فيه الجدران صلابةَ رجلٍ حملَ الوطن في حناياه ولم تُخرِسْ فيهِ الأغلالُ صوتَ الحريّة الذي صدح يومًا فارتجّت العروشُ المتهالكةُ خوفًا. ليس الغياب ما يُوجِع بل هذا الصمت الثقيلُ الذي يُظلّلُ المشهد هذه العيون التي أعماها التواطؤُ فغضّتْ الطرف عن واحدةٍ من أفظع الجرائم عقد من الخذلان المدوّي لا قاعة مفاوضاتٍ أنصفتْه ولا صدى العهود التي أُطلقت وجدَ طريقًا إلى زنزانته. لكنّ قحطان ليس اسمًا يذوي ولا رجلًا يُنسى هو قضيّة تُضيءُ كلَّما حاول الطغاةُ إخمادَها هو صوت يُعادُ بثُّهُ كلَّما اعتقد الجلّادون أنّه صار صدىً بعيدًا عشرُ سنوات وما زالَ قحطان حاضرًا في الضمير اليمني شاهدًا على وحشيّة خصومِه وعلى تخاذُل مَن ادّعوا أنهم رفاقُ دربِه.
عشرُ سنواتٍ وما زالَ السؤال معلّقًا في الهواء كاللعنةِ إلى متى؟