انطلق اليوم الاثنين في نيويورك مؤتمر الأممالمتحدة بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين، برعاية كل من فرنسا والسعودية. وفي الجلسة الافتتاحية، دعا وزير الخارجية الفرنسي جون نويل بارو إلى جعل المؤتمر "نقطة تحول" لتنفيذ حل الدولتين، مؤكدا أن بلاده أطلقت زخما لا يمكن إيقافه من أجل الوصول لحل سياسي في الشرق الأوسط. كما دعا إلى وقف الحرب والمعاناة في قطاع غزة والبدء بوقف إطلاق نار دائم، مشيرا إلى أنه "لا يمكن القبول باستهداف الأطفال والنساء بينما يسعون للحصول على المساعدات" في القطاع المحاصر. وشدد على أنه يجب الانتقال من نهاية الحرب على غزة إلى إنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني برمته. محطة مفصلية بدوره، اعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود المؤتمر "محطة مفصلية" نحو تفعيل حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. وثمن إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطين، مشددا على أن تحقيق الاستقرار في المنطقة يبدأ بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه. كما دعا إلى وقف فوري "للكارثة الإنسانية" في غزة بسبب الانتهاكات الإسرائيلية، مؤكدا أن مبادرة السلام العربية هي أساس جامع لأي حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فقد اعتبر في كلمة بالمناسبة على أن حل الدولتين هو الإطار الوحيد المتجذر في القانون الدولي الذي أقرته الجمعية العامة والمدعوم دوليا. وحذر من أن هذا الحل بات الأن "أبعد من أي وقت مضى"، داعيا إلى جعل المؤتمر نقطة تحول لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق السلام في المنطقة. كما اعتبر أن النزاع الحالي في غزة يزعزع الاستقرار في المنطقة والعالم بأسره وأن إنهاءه يتطلب إرادة سياسية، مستنكرا في ذات الوقت الضم التدريجي للضفة الغربية المحتلة الذي اعتبره "غير قانوني" ودعا لوقفه. تأجيل المؤتمر يشار إلى أن المؤتمر الدولي لحل الدولتين كان من المقرر أن يعقد في نيويورك بين 17 و20 يونيو/حزيران الماضي، لوضع خارطة طريق تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية، لكن الهجوم الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو/حزيران دفع عدة وفود من الشرق الأوسط إلى الاعتذار عن الحضور، مما أدى إلى تأجيله. وبحسب مصادر دبلوماسية فقد مارست إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغوطا دبلوماسية واسعة لمنع الحكومات من المشاركة في المؤتمر، عبر إرسال برقيات تحثها على عدم الحضور. ويأتي المؤتمر في وقت تواصل فيه إسرائيل، بدعم أميركي، شن حرب إبادة جماعية على قطاع غزة منذ 7 اكتوبر/تشرين الأول 2023، أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين. وينظر كثيرون إلى المؤتمر بوصفه محاولة دولية أخيرة لإحياء المسار السياسي نحو حل الدولتين، في ظل انسداد أفق المفاوضات وتواصل العدوان على غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدسالمحتلة.