نظم المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح في محافظة مأرب، مساء الثلاثاء، مهرجانا جماهيريا خطابيا وفنيا بمناسبة الذكرى ال35 لتأسيس الحزب، وأعياد الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر. وفي الحفل الجماهيري الحاشد الذي حضره قيادات من السلطة المحلية والأحزاب السياسية ومنظمات مجتمع مدني، وجمع كبير من الشخصيات والوجاهات الاجتماعية، أكد عضو الأمانة العامة للإصلاح، المهندس عبد الله صعتر، على أهمية المزيد من اللحمة المجتمعية والسياسية في مواجهة المليشيا الحوثية. وحسب موقع "الاصلاح نت" فقد شدد صعتر على أن المعركة معركة كرامة تتطلب الوقوف مع القوات المسلحة والأمن، والمقاومة في سبيل استعادة الدولة، مشيدا بالتضحيات والصمود الذي قدمه أبناء محافظة مأرب، التي مثلت حضنا لكل أبناء اليمن، منوها بأهمية منح مأرب فرصة كبيرة في الحصول على التعليم الأكاديمي. وأوضح رئيس المكتب التنفيذي للإصلاح بمحافظة مأرب، الشيخ مبخوت بن عبود الشريف، أن العملاق الذي يجري الاحتفال بذكرى تأسيسه هو امتداد للحركة الإصلاحية اليمنية ورموزها التاريخية، ضم بين صفوفه كوكبة من جميع شرائح الشعب بلا تعصب لحسب أو نسب أو مذهب أو مناطقية. وقال الشريف: "الإصلاحي لا يمكن أن يكون حوثيا ولا تمزيقيا، وأعضاء الإصلاح متساوون في الحقوق والواجبات لا فضل لأحدهم على الآخر". ونوه بمواقف الإصلاح وأدواره الوطنية في مواجهة المشروع الانقلابي الحوثي، ولا يزال مع الخيار الوطني الجامع ومع المصلحة العامة، ولم تنحرف بوصلته عن الثوابت الدينية والوطنية. وأكد أن رجال الإصلاح وشبابه في طليعة المدافعين عن سيادة الوطن وعن شرف الإنسان وكرامته، لافتا إلى أنه قدم أكبر التضحيات من شهداء وجرحى ومعاقين لكنه لا يتبع ما قدم منا أو أذى. وتطرق إلى حضور الإصلاح في محافظة مأرب وعلاقاته الواسعة، وأنه بتضحيات قبائل المحافظة أصبحت مأرب قلعة الصمود وعنوان المقاومة، وأنها سطرت قصة نجاح وتلاحم وطني لا نظير له بين سلطتها المحلية وقواها السياسية وقبائلها الأبية وجيشها الوطني ومقاومتها الباسلة ووافديها المخلصين، ورسمت لوحة جهاد ونضال وكفاح تفتخر به كابرا عن كابرٍ وجيلا بعد جيل، مذكرا بأن مأرب مقبرة الغزاة حيث غزاها الرومان والفرس والحوثي. وأشاد رئيس إصلاح مأرب بصمود تعز وتصديها للغزو الحوثي، وقال إنها رسمت مع مأرب ثنائي المواجهة، فأصبحت حاجز صد أمام تكرار تمدد الحوثي إلى المحافظات الجنوبية كما مأرب حاجز صد من وصول الحوثي إلى حضرموت والمهرة. وحول مبادرة رئيس الهيئة العليا للإصلاح عن المصالحة الوطنية والتوافق لمرحلة ما بعد الحوثي، أكد الشريف أن اليمن بحاجة إلى التوافق وليس السيطرة والإقصاء، داعيا مجلس الرئاسة والحكومة والقوى السياسية والقبلية إلى تأييد هذه المبادرة والانخراط من اليوم في تشكيل لجنة لرسم خارطة طريق حكم اليمن لعشر سنوات قادمة. وترحم على الشهداء وتمنى الشفاء للجرحى والحرية للزعيم السياسي محمد قحطان وجميع الأسرى والمختطفين. وتوجه بالشكر والتقدير للأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لوقوفهم مع اليمن عسكريا وسياسيا واقتصاديا. وذكر الشريف بالقضية الفلسطينية وغزة الجريحة التي قال إنها مأساة الإنسانية، مجددا الموقف اليمني الداعم للحق الفلسطيني. بينما أشاد وكيل محافظة مأرب، الشيخ علي محمد الفاطمي، بدور الإصلاح والقوى السياسية في المحافظة، وتلاحمها في مواجهة المليشيا الحوثية المدعومة من إيران. وقال الفاطمي: "تأتي احتفالات الإصلاح بالذكرى والأعياد الوطنية متزامنة مع احتفالات الشعب اليمني بأعياد سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر". وأشار في كلمة إلى بدايات الرفض المأربي للانقلاب الحوثي، ودور اللواء سلطان العرادة في جمع الأحزاب والسلطة والمكونات الاجتماعية في مواجهة المليشيا الحوثية. وأضاف الفاطمي: "وأنتم تحتفلون بهذه المناسبة أدعوكم وكل القوى السياسية إلى مزيد من التلاحم وجمع الكلمة والالتفاف خلف القيادة السياسية والنظام الجمهوري ونعمل على حفظ المؤسسات العامة". وأكد أن العودة إلى صنعاء لن تكون إلا بوحدة الصف، مشيرا إلى أن السلطة المحلية تعمل بكل جهد وبالإمكانيات المتاحة لخدمة النازحين. وفي كلمة الأحزاب السياسية بمأرب، أوضح رئيس فرع حزب التضامن الوطني بمأرب، المهندس عدنان أحمد سيف الولص، أن الإصلاح قدم تجربة سياسية وطنية فريدة ونموذجا مضيئا في مسيرة الحركة الوطنية والحياة السياسية. وأشار الولص إلى أن الإصلاح أثبت خلال المنعطفات الصعبة عمق انتمائه أرضا وإنسانا، وقدم نموذجا مضيئا من العمل الوطني المخلص للدفاع عن مصالح الوطن وقضاياه العادلة. وقال الولص: "لقد خاض حزب الإصلاح تجارب متعددة وكان شريكا فاعلا في الحكم والسلطة وتحمل في الوقت ذاته أعباء المعارضة بصدق وتذوق مرارة العمل في صفوف المعارضة". وأضاف: "في هذه المناسبة نستحضر بكل إنصاف بعض الحقائق من المواقف الوطنية الكبرى التي سطرها الحزب، ومنها تأسيس اللقاء المشترك مع قوى سياسية يختلف معها في الأيديولوجيا والمنهج، لكن المصلحة الوطنية وحتمية تعزيز العمل السياسي فرضت عليه تجاوز الخلافات". وأكد أن الإصلاح شكل تجربة فريدة في المنطقة ما تزال بصماتها في تاريخ العمل السياسي، وأنه انحاز دوما إلى جانب المبادئ الوطنية ومكتسبات الشعب مدافعا عن النظام الجمهوري وأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر. واعتبر الولص أن موقف الإصلاح والأحزاب السياسية في مأرب هو موقف فخر واعتزاز، كون الإصلاح جسد مع بقية القوى الوطنية موقفا وطنيا خالدا، عندما سقطت صنعاء بيد المليشيا الحوثية المدعومة من إيران وتهاوت المحافظات الواحدة تلو الأخرى. وتخلل الحفل قصائد شعرية ومقطوعات فنية، عبرت عن الإصلاح وأدواره الوطنية، ودفاعه عن الجمهورية والثوابت الوطنية والكرامة الإنسانية. -