التمرد الذي تنفذه عائلة صالح بقيادة نجله أحمد ضد قرارات الرئيس هادي ليست غريبة, فالطيور على أشكالها تقع, وهي ذرية بعضها من بعض في ممارسة الأعمال الطائشة بل والعدائية للوطن والمواطن. هذا التمرد الذي يمارسونه ويكررونه, قد يؤجل بعض الخطوات ولكنه لن يستطيع أن يعيق التغيير في النهاية, وسيكون مصير المتمردين الفشل مصحوبا بالخزي والذل. فلم يحدث في التاريخ أن متمردا حقق أهدافه, بصرف النظر عن أنه يثير البلبلة لبعض الوقت أو قدرا من المشاكل التي يكون المتمرد هو من يدفع ثمنها في الأخير. لولا أن القوم قد طمست بصائرهم لما كرروا خطوات (والدهم) المخلوع الذي تمرد من التوقيع على المبادرة بضعة شهور, رغم أنه كان مرارا يوافق ويتعهد بالتوقيع لرؤساء وملوك دول ثم ينكث بعهده ووعده, وهي صفة ظلت ملازمة له طول عهده مع الداخل والخارج على حد سواء. بل بلغ تنكره لعهوده ألا يكتفي بنكث العهد ولكن يرفقه بممارسات تعد في العرف الدبلوماسي جريمة مثل ما حدث يوم أن أوعز لبلاطجته وقد تعهد بالتوقيع على المبادرة يوم 22 مايو 2011م, فإذا هو يوعز إليهم بمحاصرة عدد من السفراء الخليجيين والغربيين ومعهم أمين عام مجلس التعاون الخليجي حيث كان من المقرر أن يوقع يومها على المبادرة, لكنه تمرد على الجميع رغم تعهداته واحتجز الجميع بسفارة الإمارات العربية المتحدة, في سابقة تعتبر في غاية الخطورة وبعد ساعات طوال يفك عنهم الحصار بعد تلك الجريمة الدبلوماسية التي بينت ضحالة وعي المخلوع ومدى السفه الذي وصل إليه, لم يكن ذلك التمرد من المخلوع هو أول تمرد ولا كان الأخير, بل ظل يعد ويخلف الوعد حتى مضى إلى التوقيع وهو مجبر عليه فهل أغناه تمرده المتكرر شيئا, وهل جنبه أن يسلم السلطة لنائبه وهو صاغر؟ كلا! لقد وقع الرجل على المبادرة بعد تمنع, وبدلا من أن يتم التوقيع بصورة سهلة مختصرة بعيدا عن التشهير, إذا بالتوقيع يتم بعد حوالي سبعة أشهر ومباشرة على الهواء وأمام أنظار العالم كله, ولم يكن ذلك الحفل والنقل المباشر على الهواء إلا فضحا وتشهيرا. وعلى قاعدة المثل القائل:(الفضيحة عرس) يمضي أقاربه وأبناؤه اليوم على التمسك بمذهب أبيهم, فهم لا يحبون الستر ولكن يميلون إلى التشهير بأنفسهم والهرولة نحو مواطن السخرية والازدراء. أليس في هذه العائلة من رجل رشيد يجنب نفسه تبعات هذه التمردات التي لا تثمر غير الخزي والمذلة. اللهم لا شماتة! ولكن لا يملك أحد أن يجنب أحدا عقوبة يريدها الله به. مجزرة السبعين: يطرح كثير من المراقبين وحتى رجل الشارع البسيط أن بين هذه الجريمة وبين رقود المخلوع بالمستشفى – كما ذكرت الأخبار – نسبا وصهرا بل رعاية وتخطيطا وغطاء, مما يجعل الجميع يتساءل أين كانت قوات ما يسمى بمكافحة الإرهاب وقد خرج منفذ المجزرة من أحد أهم مواقع المخلوع؟ لقد عرف العالم - بلا شك – من هو الإرهابي الأكبر! تعازينا لأسر الشهداء بل لكل الوطن وتمنياتنا للجرحى بالشفاء العاجل.