إذا كان حظك يسوقك للوقوع في قبضة مسلحي الحوثي لساعة تشاهد فيها الموت عدة مرات,فما بالك إذا مكثت في ضيافة أحد سجونه ل 50 ساعة,حينها ستتمنى الموت من هول التعذيب لكن سجانيك لن يمنحوك ما تريد. أربعة من شباب الثورة بصعده وجدوا أنفسهم فجأة في قبضة مسلحي الحوثي مساء الخميس,تناوب على تعذيبهم جلادون عدة,ساموهم أصناف العذاب والتهمة " أدائهم لصلاة التراويح وإدارة حلقات قرانية مسجدية",خلال شهر رمضان. في صعده حيث سلطات الدولة غائبة ,يفعل الحوثي ما يشاء,يعتقل ويسجن,ويمنع الناس من أداء شعائرهم الدينية كصلاة التراويح,ويفرض إتاوات تارة باسم حق "الشهيد", وتارة أخرى دعما لمن يسميهم ب "المجاهدين". تصنف منظمات حقوقية ممارسات جماعة الحوثي بأنها انتهاكات مروعة وفظيعة ضد حقوق الإنسان,وتقول أخرى أنها ترتقي إلى جرائم الإبادة وجرائم ضد الإنسانية عندما يتعلق الأمر بالقتل المباشر وزرع الألغام التي تحصد أرواح الأبرياء. بعد 50 ساعة من التعذيب استعاد في وقت متأخر من مساء السبت,كل من عابد مشعل وفاضل الشغبان و أمين فرحان غمري و ضيف غارب البدري نور الحرية التي حرموا منها بعد اعتقالهم في أحد سجون الحوثي بمديرية ساقين محافظة صعده.
تعرض الشباب الأربعة لألوان التعذيب من ضرب بالسياط و أسلاك الكهرباء و الركل بالأرجل وأعقاب البنادق إضافة إلى إدخالهم في زنازين انفرادية لا تتعدى مساحتها 80سم 1,70سم و مُنعوا من الصلاة داخل تلك الزنازين و قراءة القرآن.
وقالت مصادر حقوقية إن المعتقلين منعوا من الزيارة ولم يسمح لهم بالخروج إلى دورة المياه إلا مرة واحدة خلال اليوم والليلة.
وبين حين وآخر كان يتم استدعائهم وبشكل إنفرادي ويكون في استقبالهم 4 أفراد من مسلحي الحوثي ينهالون عليهم بالضرب بسياطهم المتنوعة مابين الوايرات والكيبلات والعصي و منهم من يركلهم بأحذيته و منهم وبعضهم يضربه بأعقاب البنادق إلى حد الإغماء وهو يردد حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله و نعم الوكيل و البعض منهم كان يردد أحد أحد كما قالها سلفه الصالح ويفقد وعيه ثم يأخذوه و يرجعوه إلى زنزانته المظلمة.
ولم يكتف الخاطفون بذلك,بل منعوا أهاليهم الذين كانوا يحملون لهم الطعام و الشراب من زيارتهم وكانوا يرجعوهم و يمنعوهم من مقابلتهم ويأخذوا الطعام منهم و لكن لا يوصلوها إلى المعتقلين وإنما يأخذوها لهم و يعطوا المعتقلين بعض كسرر الخبز الذي يكون مرمي به وله أكثر من أسبوع.
المعتقلين الأربعة خرجوا من السجن في حالة سيئة فالبعض منهم لم يستطع السير على قدميه وإنما تم حمله إلى منزله و من ثم تم نقلهم إلى أحد مستشفيات العاصمة صنعاء . الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات(هود) قالت عقب زيارتها لهم في المستشفى ,إن حالتهم الصحية سيئة ووضعهم النفسي صعب. وذكرت المنظمة التي قالت إنها ستصدر تقريرا شاملا حول الموضوع في وقت لاحق,إن النيابة المناوبة وجهت الطب الشرعي بمكتب النائب العام بالكشف على شباب الثورة الذين تعرضوا للتعذيب على يد جماعة الحوثي بناء على طلب منها. وقد حملت التكتلات الثورية بمحافظة صعده عبدالملك الحوثي شخصيا مسؤولية التعذيب الوحشي الذي تعرض له المعتقلون الأربعة الذين أفرج عنهم. ويمارس الحوثيون اعتداءات واعتقالات متواصلة ضد المخالفين لهم فكرياً من أبناء المحافظة, حيث شنّوا الأسبوع الفائت حملة اعتقالات واسعة في أوساط أئمة المساجد وحفّاظ كتاب الله في مديرية حيدان ومطاردة وتهديد آخرين. وفي نفس مديرية سحار أقدم مسلّحو الحوثي الأسبوع الفائت على تفجير مدرسة لتحفيظ القرآنّ الكريم في مسجد يرسم وتدميرها بعدد من الألغام والمتفجرات ما أثار الرعب والهلع في أوساط المنطقة من هذا العمل الإجرامي. كما قامت بقتل الشاب رشيد العويري أمام أفراد أسرته و إصابة والدة بجروح خطيرة و تفجير منزله الكائن بمنطقة أل مزروع بمديرية سحار . من جانبها,دانت منظمة رقيب لحقوق الإنسان بشده عمليات التعذيب الوحشي التي ظهرت ملامحها البشعة على أربعه من أبناء صعده استطاعوا الوصول إلى صنعاء,مؤكدة أن هذه ليست الحالة الأولى من الانتهاكات التي يتعرض لها شباب الثورة والمواطنين من أبناء صعده. وقالت المنظمة في بيان لها,إن هذه انتهاكات ممنهجة وعلى أساس طائفي رصدها فريق المنظمة في المحافظة ,وسيكشف عنها في وقت لاحق , وأن الكثير من الانتهاكات يسكت عنها خوفا من الانتقام. وأبدت المنظمة في هذا السياق,استغرابها من صمت الجهات الحكومية المعنية وإهمال المنظمات الحقوقية لتلك الانتهاكات,داعية المنظمة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء إلى تحمل مسئولياتهم القانونة والتاريخية في حماية المواطنين و الحفاظ على كرامتهم. كما دعت المنظمة إلى تشكيل لجنة تقصي الحقائق من قبل الحكومة ومنظمات المجتمع المدني لزيارة سجون الحوثي والإفراج عن المعتقلين , والوقوف على تلك الانتهاكات, محملة جماعة الحوثي مسئولية الحفاظ على أرواح أسر المعتقلين الاربعه الذين قد تتعرض لعمليات انتقامية من قبل الحوثيين جراء كشفهم حقيقة الانتهاكات. وفي ختام بيانها دعت المنظمة جميع الأطراف الفاعلة المحلية والدولية للضغط على جماعة الحوثي للكف عن تلك الانتهاكات والسماح للمنظمات الحقوقية بزيارة المنطقة,مؤكدة أن تلك الأعمال الإجرامية لا تسقط بالتقادم وأنه لابد من محاسبة المتسببين وتقديمهم إلى العدالة .