تمر علينا الذكرى الثانيه علي رحيل الداعية المجاهد الدكتور عبدالله بن عبدالله قشوة,نائب رئيس دائرة التنظيم بالإصلاح هذا العالم الرباني الذي تتلمذ علي يديه عدد كبير من ابناء اليمن، فهوعالم رباني من الصائمين القائمين لليل التالين للقرآن الكريم، بذل نفسه وماله وجهده في دعوة الله، حق على الدعاة إلى الله أن ينهجوا نهجه الوضاء ويقفتوا سيرته العطرة. إنه العالم الناسك الذي رحل بصمت عبدالله بن عبدالله قشوة رحمه الله من مواليد 1952 م محافظة حجة قلعة الشراقي له من الأبناء 4 ذكور و 6 إناثوله أخ وأختان ترتيبه الاصغر من بين إخوانه. بداية حياته العلمية بدء دراسته رحمه الله في مدينة حجة بمنطقة الدخاري حتى أكمل التعليم الابتدائي والتمهيدي، وكان يدرس في الصباح وفي المساء يذهب لرعي الأغنام ومعه الكتاب يقرأ حتى يعود للبيت كما يقول عنه قرناؤه الذين عرفوه في صغره وكان من المتفوقين في الدراسة على زملائه. وبعد يقول ولده عمر على لسان جدته أنها كانت تصف ابنها عبدالله بأن أحب ابنائها إليها واحسنهم وأفضلهم خلقا وأدبا واحتراما رحمه الله، وكان تصفه بالطيب والمستمع لها في كل شيء حتى أنه كان يساعدها في أعمال المنزل الخاصة وبالذات بعد زواج أخواته. وبعد أن أكمل دراسته في الدخاري انتقل إلى هجرة - من هجر العلم - في الظفير بمديرية مبين للجلوس لدى أحد الصالحين المحبين للعلم حيث مكث الدكتور لديه ثلاثة أشهر للتعلم علوم دينية ويكتسب معرفة وتجارب من حياة الدعاة، ثم انطلق بعدها إلى صنعاء ليكمل دراسته بعد أن قرر ذلك ومكث في صنعاء فترة كبيرة للدراسة في عزيمة وإصرار. درس الابتدائية في مدينة حجة، و درس الإعدادية في مدرسة جمال جميل بالعاصمة صنعاء فيما درس الثانوية في مدرسة جمال عبد الناصر بصنعاء وتخرج من الثانوية في عام 72 حتي 73 م وأدى فترة التدريس الإلزامي في مدرسة النور بمدينة حجة، التحق بعدها بالدراسة الجامعية في كلية الاداب في صنعاء عام 76 م و تخرج من كلية الاداب عام 80 م تخصص عربي، وحصل على درجة الماجستير عام 1997 م في الإدارة من السودان، كما حصل على درجة الدكتوراة في الإدارة عام 2009 م من جمهورية السودان، عمل مدرسا في التربية والتعليم، و ترقى في السلم التربوي وكان آخر منصب تقلده مستشارا لمكتب التربية والتعليم بمحافظة حجة .. ثم أكمل دراسته رحمه الله وعاد إلى مدينة حجة وأعلن عن زوجه وعمل مراسم للعرس بشكل متواضع ومنع الغناء والصخب في عرسه . مسيرته في الدعوة: لقد كان الفقيد رحمه الله علما من اعلام الدعوة، عالما ربانيا تتلمذ على يديه عدد كبير من ابناء اليمن، فهوعالم رباني من الصائمين القائمين لليل التالين للقرآن الكريم، عرفه البلد وهو يبذل نفسه وماله وجهده في الدعوة إلى الله، متواضع لا تفارقه البسمة، الرحمة والحنان لمن يدعوهم الى الله عز وجل لا تفارقه، شخص من الذين آمنوا وعملوا الصالحات، مارس الأعمال الدعوية ونجح فيها، وأسس العمل الدعوي في كثير من مناطق الجمهورية، وفي محافظة حجة ما من قرية ولا عزلة ولا مديرية إلا وهي تعرف حقا في حق الله عز وجل العالم الرباني الذي فقدناه اليوم، نسأل الله أن يخلف علينا جميعا بخير خلافة بعد زواجه رحمه الله جاءه تكليف للتدريس في خولان الطيال وسكن لدى أحد رجال الدعوة هناك ويدعى حسين الصلاحي وبعد أن تعرف عليه ابناء المنطقة نصبوه إماما لهم في الجامع لحلاوة صوته بالقراءة للقرآن الكريم فقد كان له صوت جميل وتلاوة رائعة يجعل من يستمع إليه يبكي من حسن تلاوته للقرآن. تقول أم عمر "زوجته الفاضلة" كان رحمه الله كثير الأسفار للخطب والمحاضرات وكنت اقول له من شدة التعب الذي يلاقيه "خفف على نفسك" وكان يرد علي ان هذا العمل لا يساوي شيء في سبيل الدعوة إلى الله ". ومن المناطق التي ذهب إليها منطقة وأسس الدعوة فيها أل جباره بمحافظة صعدة دعا الله فيها آلي وقام بمهمة التدريس وكانت منطقة نائية في صعدة وكانت بداية التاسيس للعمل الدعوي في تلك المنطقه، يقوم بخدمة وكان المدرسين الذين كلفوا بالتدريس فيها جميعا ويؤكلهم وكانت زوجته ام عمر تشكوا من التعب إلا أنه كان يقول لها اصبري واحتسبي الاجر من الله فهذا هو الهدف من وجودنا على الحياة، وبعد ان اكمل التدريس في آل جباره بصعدة عاد آلي صنعاء وبدء دراسته الجامعية. ويضيف عمر قشوة، "كان يحثنا على العلم وطلبه" ويصف طلب العلم بالمكمل لشخصية المسلم "وكان رحمه الله يهم بنهضة الامة وكيف تعود إلى الصواب والرشد، لديه همة لم اجدها في رجل قط، كما انه كان يتصف بالإخلاص والاتقان في العمل ولا يحب ان يطلع على عمله احد. طاف رحمه الله الوديان والصحاري والجبال وزار مئات القرى وفتح الله علي يديه العمل الدعوي في مناطق شتى ليس في المحافظة فحسب بل في مناطق عانيت الكثير من اليمن. يقول الشيخ يحي الفقيه مديرية قارة بقوله "عرفت الفقيد عاملا في الظل، يصل الينا في أقصى المناطق النائية مشيا قبل أن تأتي المواصلات ، يعمل ويدعوا إلى الخير منذ السبعينات، وفضله على المحافظة كبير، وكان يقوم الليل كله، ينسل من بين النائمين ليقوم الليل دون كلل او ملل " ويضيف الدكتور "عبدالوهاب لمؤيد رئيس دائرة التوجيه والإرشاد للإصلاح بحجة": عرفت الفقيد رحمه الله منذ عشرين عاما نموذجا للداعية المحتسب المتواضع، لقد كان مدرسة للدعاة الى الله، فمن جهة اتيته اى وجدته مثالا للداعية آلي الله والإنابة إليه، يسبقه صمته قبل كلامه، مثال في التواضع، والتعاون مع الخلق وحب الخير لكم والفرح في أن يأتي من من طلابه يتسنم المواقع فتقر عينه. أما الاستاذ ناجي الخزاعي رئيس هيئة الشورى المحلية بالمحافظة فيقول: عرفت الدكتور عبدالله قشوة شخصا متواضعا، عرفته منذ أربعين سنة وما نحن اليوم الا ثمرة من ثماره الصالحة وبصماته معروفة في كل ارجاء البلاد. محمد عبدالله قشوة ابن الفقيد: لقد كان الوالد رحمه الله ابا للجميع، كان لا يحمل في قلبه شيء على احد، وكان حريصا على طلب العلم والتعليم والدعوة، أحب الجميع وأحبه الجميع. تعامله مع الاسرة: لقد ضرب الدكتور عبدالله قشوة المثل في التعامل مع ابنائه فلم يعهد منه كما يقول ابنائه ان وبخ احد يوما وإنما كان يستخدم الوسائل التي ما عرفت إلا مع الرعيل الأول في التربية، يقول عمر قشوة .. "كان ايام الدراسة يهيئ لنا الجو للمذاكرة ويتابعنا في المدرسة ويزور المدير ويسأل علينا جميعا وفي البيت يأخذ الدفاتر ويتابعنا في الواجبات ويكافئ المحسن منا ويشد على يد المقصر بوسائل كثيرة، وكان رحمه الله ما سألناه عن شيء إلا وأجابنا عليه سواء في الاحياء أو الفيزياء أو الرياضيات أو القرآن أو الإسلامية، وفي الإجازة ينظم لنا برنامج للاستفادة من الاوقات وكانت البرنامج حافلا بالكثير من الأنشطة التي منها الحفاظ على صلاة الفجر والمواظبة عليها جماعة في الجامعوكذلك في غير الإجازة حيث يبدأ يومنا من قبل الفجر بساعة ومن ثم صلاة الفجر وبعدها نقرأ معه جزء من القرآن وبعد ذلك نذهب للرياضة جميعا بحوش المنزل ومن ثم نعود لقراءة الأذكار والصبوح وبعدها يخرج الوالد للعمل في الدعوة أو التدريس ولا يعود إلا الظهر أوالمساء. وكان يتعهد الأقرباء ويزورهم ويعطف عليهم ويواسيهم احمد عبدالله قشوة شقيق الفقيد: لقد كان رحمه الله زاهدا وكان ابا لكل الناس وما عرفت انه تخاصم مع يوما احد، لقد كان زاهدا، وأذكر أنه كان إذا زاد من مرتبه شيء يتصدق به على الفقراء والمساكين. يقول الاستاذ محمد هطيف أمين الإصلاح بالمحافظة كان اسلم الناس لهجة وأفضل الناس تواضعا وكان له كل مكان قصة وفي كل قرية حديث، مضيفا "من رآه تذكر الأخرة، لقد كان علما بارزا من أعلام الإصلاح. عادل جبر ويصفه احد جيرانه بأنه كان عانيت الكثير، if من أبناء المحافظة الأستاذ عبدالله قشوة خسروا كداعية وواخ وأب، فقد فقدناه كجار وكان مما أكرمني الله عز وجل بشراء ارض وكان الدافع الكبير لي بعد الله في الشراء الدكتور عبدالله قشوة حتى نصبح جيرانا، فكانت صفاته في الجوار كتلك التي كنا نقرأها عن السلف الصالح رضوان الله عليهم، احبه في الحي الكبير والصغير والنساء وكان يزو المريض ويواسي المسكين ويكرم الضيف، وقد ترك فراغا لا يمكن ان يسده احد مرضه صبر واحتساب: وكان في مرضه والكلام - لعمر قشوة - رحمه الله نموذج للمؤمن بربه لم يجزع ولا يتبرم أو يشكوا من الألم ومن سأله يقول الحمدلله على كل حال وكان في مرض الذي توفى على إثره بسبب انتشار السرطان في جسمه مبتسما دائما لم يؤذي أحدا في البيت ولم يسمع منه انينا أحدا، or صياح أوشئ من هذا القبيل وكان أكثر ما يتوجع رحمه الله علي الصلاة في جماعة وعندما يسمع صوت المؤذن الصلاة يبكي علي في جماعة، وكان نموذج للمؤمن الصابر المحتسب، وكان رحمه الله يكثر من الدعاء ومما يدعوا به "اللهم إني أعوذ بك من البرص والجذام وسيء الأسقام وأعوذ بك من الهرم والجنون وسوء الكبر، اللهم إني أسألك العافية والمعافاة في الدنيا والأخرة، اللهم ارحمنا يوم العرض عليك إلى غير ذلك من الأدعية رحمه الله. التحاقه بالحركة الإسلامية: التحق بالحركة الاسلامية من بداية السبعينيات من القرن الماضي وقام بالعديد من المهام الدعوية، كما عمل رئيسا للمكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة حجة منذ أسس حتى عام 2006 م، ثم تم تعيينه نائبا لرئيس دائرة التنظيم بالأمانة العام للإصلاح. الدكتور عبدا لله قشوة نائب رئيس دائرة التأهيل والتنظيم بالأمانة العامة أكد أن الإصلاح في مرحلته الراهنة قد قطع أشواطا كبيرة في البناء المؤسسي والتنظيمي في المحافظات والمديريات واستطاع خلال فترة 19 عاما أن يصل إلى كل بيت وإلى كل أسرة بل لقد أصبح الإصلاح رقما صعبا لا يستهان به . كان اخر كلام له عن الإصلاح في عام 2010 م عندما تحدث عن ذكرى تأسيس الاصلاحرؤيته لمستقبل الاصلاح حيث قال "هناك الكثير من المؤشرات التي تنبؤ أن الإصلاح له مستقبل مشرق مستقبل واعد بالخير والعطاء والبناء لليمن وله إسهامات كبيرة ومشرقة عبر مسيرته الغراء أهمها المحافظة على الوحدة من أن تتصدع وتجنيب البلاد الكثير من الكوارث والأزمات، وقد شارك في الحكم فكان مثلا رائدا في النزاهة، وشارك بعدها في المعارضة فكان قمة في الوطنية والحب لهذا الوطن والوقوف إلى جانبه " ويؤكد رئيس المكتب التنفيذي للإصلاح بحجة مهدي الهاتف على أن الفقيد كان علما في الفقه والتربية، ورجلا سياسيا محنكا قاد العمل السياسي بعد إعلان الوحدة اليمنية بكل جدارة، كما انه واجه من المصاعب والمعوقات والمحن الكثير في سبيل مواجهة كل العواصف التحديات التي كانت تقف أمام توسيع العمل الإسلامي وانتشار قاعدة الإصلاح في مختلف مناطق المحافظة، مشيرا إلى أن الفقيد وأمثاله من المجاهدين المربين والقادة لم يموتوا لأنهم خلفوا ورائهم الكثير من الرجال الذين سيواصلون الدرب على منوالهم وعلى طريق الحق حتى تقوم الساعة. يقول صادق الحمادي لقد كان الفقيد ممن يحملون الدعوة لا تحملهم، حمل آلام الجسد بصمت وبلا أنين، لم يتمسك بالمظاهر والأشكال ولم يستجب لملذات الحياة المترفة، مشاعر الرضا والقناعة وصلت عنده إلى حد اليقين فقد استأصل حظ الدنيا من نفسه مع قدرته على استدعائها إن شاء، لم يضخم ذاته على حساب المجموع ولم ينخدع بالأماني الكاذبة، ظل ملازما للجماعة إلى أخر العمر مبتعدا عن مواطن الشهوات سالما من الشبهات. لقد جعل من الخوض في غمار حاجات المجتمع خبزه اليومي، لم يركن إلى حياة الدعة والكسل، كنت إذا وجدته يزيل عنك الوحشة ويبدد الكآبة، لذا لا عجب أن يكون قريبا من القلب حاضرا في وجدان كل من عرفه، كيف لا وهو من يمتاز بلطف المعاملة وحسن المعشر. كان يرحمه الله ماهرا في تشخيص علل المجتمع يسعى مع إخوانه جاهدين لعلاجها يناصرون الضعفاء ومن يسكنون هامش الحياة. لقد حدد مشكلة المجتمع فرأى المشكلة الثقافية والتعليمية هي ذات الأولوية. فصنع من بواكير حياته الدعوية معلما يعلم الناس الخير وخاض رحلة شاقة جاعلا من التعليم ميدانا يغالب فيه الجهل تذرع بالصبر على قسوة الحياة وشظف العيش، حول المحن إلى منح وهبات والعقبات إلى منجزات، جسد في حياةابنائه من الدعاة ألآمال والطموح واستشراف المستقبل بلا قطيعة مع الماضي كان يرحمه الله مصلحا اجتماعيا وثائرا ضد الجهل بامتياز ومدرسة حركية لتربية القيادات ومع ذلك يستعذب الصمت ويلوذ بالعمل الجماعي إلى أخر نفس.