كما كان لأعماله ورومانسية صوته تأثير في قلوب محبيه في كل العالم العربي، طوال 15 سنة، تصدرت خلالها ألبوماته المبيعات، كان لاعتزال الفنان اللبناني فضل شاكر (45 عاما)، وما رافق ذلك من مواقف سياسية، وقع الصدمة على محبيه. هذا التحوّل وصل في المرحلة الأخيرة إلى حمله السلاح والقتال في مدينته صيدا، إلى جانب أنصار الشيخ أحمد الأسير في معارك مع عناصر من حزب الله وحركة أمل. وانتهى به الأمر إلى إصدار القضاء اللبناني بلاغ بحث وتحرٍّ بحقه، إثر أحداث صيدا الأخيرة، التي وقعت بين عناصر الأسير والجيش اللبناني، بينما لا يزال مصير الاثنين مجهولا. كان اعتزال شاكر ليمر كغيره من المطربين الذين سبقوه إلى الخطوة نفسها، لو لم يترافق في حالته مع تلك المواقف السياسية الصاخبة، التي بدأ بإطلاقها جهارا بعد عام تقريبا على بدء الثورة السورية. قبل اعتزاله رسميا، كان الظهور الأوّل لشاكر في «صورته الجديدة» ملتحيا، في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2012، في اعتصام دعا إليه الشيخ الأسير، أمام جامع بلال بن رباح، رفضا للمجازر التي يرتكبها النظام السوري بحق الشعب، في ساحة الشهداء في وسط بيروت، حيث ألقى أنشودة بعنوان «طالع أتحدى الموت يا أمي»، ليطلق عليه بعدها لقب «المطرب السلفي». هذا المشهد المستغرب لمحبي مطرب الرومانسية، الذي اعتبر أن جمهوره سيتضاعف بعد ذلك، استدعى مواقف معارضة بل ومستنكرة من الإعلام وعامة الناس، كما من الوسط الفني، بينما عبر البعض الآخر عن تأييده له ولدعمه الثورة السورية. مواقف شاكر السياسية، ترافقت في الوقت عينه، مع مبادرات إنسانية، كان أبرزها تقديم المساعدة لمدمني المخدرات في صيدا للإقلاع عن إدمانهم، من خلال توفير العلاج اللازم لهم في مراكز متخصصة، وهو الأمر الذي لاقى تجاوبا من عدد كبير من الشباب وعائلاتهم. وبعد أشهر قليلة، وتحديدا في مارس (آذار) 2012، اختار شاكر «قناة الرحمة» ليعلن اعتزاله رسميا عبرها، وقال إنه اتخذ قراره بالاعتزال بعد «تردده في الآونة الأخيرة على مسجد بلال بن رباح، والاستماع الجيد للشيخ الأسير، الذي وجد فيه حلاوة اللسان، ما ترك أثرا طيبا في نفسه، فجذبه ذلك إلى مواضيع دينية وإنسانية». أشار كذلك إلى أنه يقوم بتحضير بعض الأناشيد الدينية. نقلاً عن الشرق الأوسط