يصادف اليوم4 من مايو الجاري, يوم المرور العالمي, والذي يحل بالتزامن مع انطلاق فعاليات أسبوع المرور العربي الموحد الذي تنظمه الإدارة العامة للمرور ويستمر حتى10مايو الجاري. وتأتي هذه المناسبة لتسليط الضوء على ضحايا الحوادث المرورية, واستمرار النزيف الجائر الذي تسببه تلك الحوادث على امتداد الطرقات في بلادنا, وتكون حصيلتها الآلف من الناس ما جعل اليمن تتجاوز بعض إحصاءات وفيات الحروب والنزاعات في بعض البلدان, وتتقدم عليها بفضل وفيات الحوادث المرورية المروعة والتي تزداد يوميا بشكل مخيف ومأساوي. وحول دور الحكومة إزاء هذه المشكلة, وما إذا كان هناك مسؤولية قانونية تتحملها الدولة تجاه ضحايا الحوادث المرورية, قال المحامي عبد العزيز السماوي في تصريح "للصحوة نت" إن دور الحكومة يقتصر على إصلاح الطرقات والمنعطفات, وعمل لوحات إرشادية على جانبي الطرق والشوارع, معتبرا أن أسباب الحوادث أخطاء بشرية والمسؤولية الجنائية هنا شخصية. وفي قصة مروعة ومؤسفة لقي 30 شخصا مصرعهم في حادث مروري مروع في نقيل ملعا "بمحافظة مأرب "بينهم تسعة أطفال و 11 امرأة , ينتمون إلى عائلة واحدة ( تشمل الأب وأولاد أخيه وأمه وأخواته وأولاده). ومحافظة تعز أيضا لم تكن بمنأى عن خطر الحوادث المرورية ففي 24ابريل الماضي, لقي 14 شخصا مصرعهم ينتمون إلى عائلة واحدة بعد اصطدام قاطرة بسيارة هيلوكس حيث لقي 8 من الذكور مصرعهم وإمراتان و2 أطفال ذكور وطفلتان. ويكفي أن نورد هنا إحصائية لشهر واحد (ابريل الماضي), لكي نحاول من باب التوعية والشراكة في المسؤولية العامة أن ندق ناقوس الخطر في آذان السائقين المتهورين, ونطلق صرخة للجهات المعنية بوضع حد لهذه المأساة وتكثيف حملات التوعية والإرشاد ووضع الضوابط الصارمة بحق المتجاوزين للسرعة المعقولة التي تودي بحياة الناس. وقد قضى 273 شخصا وأصيب ألف و400 شخص بإصابات مختلفة إثر وقوع ألف و75 حادثة مرورية سجلت في عموم محافظات الجمهورية. وشهد إبريل الماضي، وقوع حوادث مرورية مؤسفة منها الحادث المروري الذي وقع في نقيل ملعة بمديرية حريب محافظة مأرب والذي بلغت عدد الوفيات فيه 30 حالة وفاة حصدهم الموت في لحظة واحدة، وحادث البرح محافظة تعز الذي أودى بحياة 14 شخصاً وحوادث أخرى مؤسفة, في حين تصل الخسائر سنويا إلى 6 مليار و800 مليون ريال.. وأوضح مركز "الإعلام الأمني" التابع لوزارة الداخلية في إحصائية أعدها أن الحوادث توزعت على 543 حادثة صدام سيارات، و359 حادثة دهس مشاة، و153 حادثة انقلاب مركبات، مرجعا أسباب تلك الحوادث إلى السرعة والإهمال، والتجاوز الخاطئ والخطر، واستخدام الهاتف أثناء قيادة المركبات، بالإضافة إلى هطول الأمطار، وعدم استخدام حزام الأمان من قبل السائقين وأسباب أخرى منها أعطال فنية في المركبات وانفجار الإطارات إلى جانب أعطال الطرقات. وكان وزير الداخلية اللواء الركن مطهر المصري,قد أكد في كلمته,أثناء تدشين فعالية أسبوع المرور العربي,أمس الاثنين, على ضرورة تنفيذ الأنظمة واللوائح المرورية المنظمة لحركة السير واتخاذ الإجراءات الصارمة ضد المخالفين وبما من شأنه الحفاظ على الأرواح وصيانة الممتلكات وتفادي الخسائر الناجمة عن الحوادث.
وأشار إلى أهمية تزامن التوعية في أسبوع المرور العربي مع متابعة المخالفين الذين يكسرون القواعد المرورية,مشدداً على ضرورة العمل ببرامج التوعية المرورية على مدار العام وعدم اختزالها في أسبوع أو شهر لما لها من أهمية في التقليل من الحوادث المرورية وتجنب آثارها السلبية على الفرد والمجتمع..
وقال: "إن انضباط الشارع العام مهمة الأجهزة الأمنية وعلى رأسها جهاز المرور الذين يمثلون واجهة وزارة الداخلية واليمن ككل"، منوهاً بما يقوم بة رجل المرور من مهام جسيمة في سبيل تنظيم حركة السير والتقليل من الحوادث المرورية وما ينجم عنها. وحث وزير الداخلية في ختام كلمته سائقي المركبات على أهمية الالتزام بربط حزام الأمان والامتناع عن استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، مؤكداً ضرورة التطبيق الصارم لكافة اللوائح والقواعد الخاصة بمستخدمي الطريق من سائقين ومشاة . فيما قال مدير عام المرور العميد يحيى زاهران الحوادث المرورية أصحبت تشكل واحدة من أهم المعضلات التي تؤرق وتستنزف المجتمعات في أهم مقوماتها ومكوناتها الفاعلة وهو العنصر البشري، فضلا عن ما تخلفه من تأثيرات ومشاكل وخسائر مادية ضخمة.. وأضاف: "أدت التحولات البنيوية التي شهدتها الدول العربية في السنوات الأخيرة وعلى مختلف الصعد إلى تفاقم المشكلة المرورية، وهذا الأمر حذرت منه منظمة الصحة العالمية التي اعتبرت أن استمرار الوضع الحالي في المنطقة العربية سيؤدي لامحالة إلى زيادة أعداد الوفيات والإصابات بنسبة 60 بالمائة عما هي عليه الآن بحلول عام 2020م". وأوضح أن الحوادث المرورية في المنطقة العربية تودي بحياة نحو 26 ألف شخص سنويا، وإصابة أكثر من 250 ألف آخرين، يصاب جزء كبير منهم بعاهة أو عجز دائم، فيما يبلغ عدد هذه الحوادث في الأقطار العربية أكثر من نصف مليون حادث سنويا، مخلفة خسائر مالية فادحة تقدر بأكثر من 25 مليار دولار أميركي. وتابع العميد زاهر: "وأمام هذه المأساة المرورية فإن الجهود وإن تضافرت على جميع المستويات العمودية والأفقية للحد من هذا النزيف فإنه يتوجب أن توضع في إطار شمولي متجدد تتكامل فيه مجهودات الدولة مع مبادرات المجتمع المدني على أن يتسم الأمر بالاستدامة والواقعية والوضوح في الأهداف والوسائل والإمكانيات، بغية التأسيس لسلوك حضاري جديد في استخدام المركبة وفي تفاعل متناسق ومتكامل مع أنظمة المرور والبرامج الوقائية". ودعا إلى نشر مبادئ ومفاهيم ثقافة المرور وتكثيف حملات التوعية المرورية الهادفة إلى تعميق مفهوم التربية المرورية وبما يسهم في تنمية وترسيخ الحس المروري لدى السائق وِإشعاره بأهمية وضرورة تحمله المسؤولية، فكلما زاد الوعي المروري لدى مستعملي الطريق كلما كانت الطرق أكثر أمناً وسلاما.. يذكر انه لقي 3041 شخصاً من مختلف الفئات العمرية مصارعهم في حوادث مرورية باليمن في 2009، بزيادة 144 حالة عن الحصيلة التي سجلت في 2008.وذكرت إحصائية رسمية لوزارة الداخلية وزعت الجمعة أن عدد حالات الإصابة جراء تلك الحوادث بلغ 19828 حالة مختلفة، بانخفاض بلغ 383 حالة عن 2008. وأوضحت الإحصائية أن 2009 شهد وقوع 15122 حادث سير في مختلف طرق محافظات اليمن، 70% منها وقع بسبب أخطاء بشرية، توزعت ما بين حوادث صدام سيارات وانقلابها ودهس مشاة وسقوط من آليات. وأرجعت الإحصائية أسباب وقوع الحوادث المرورية إلى السرعة، وإهمال السائقين والمشاة، وعدم استخدام حزام الأمان من قبل السائقين، بالإضافة إلى تعاطي القات والحديث بالهاتف الجوال أثناء القيادة. كما أرجعت هذه الحصيلة لأسباب أخرى ذات طابع فني، وأخرى متعلقة بصلاحية الطرق وعدم توافقها مع المقاييس والمعايير الدولية.