الاحداث في هذه الايام متسارعة ومتجددة ومتنوعة ، وان من القصور في الخطاب الدعوي والإعلامي هو عدم مواكبته هذا التسارع والتجدد في الأحداث حيث ان الحديث عن السرقة كان مطلوبا حينما كانت تسرق وتنهب المحلات التجارية وغيرها من اعمال سرقة ونهب وهو مازال الحديث عنها مطلوب .. وكذلك الحديث عن الطلاق و قدوم رمضان وغيرها من المواضيع مطلوب الحديث عنها ولكن في الوقت متسع لذلك ، حيث انه لا يتسع الوقت لتأخير الحديث عن الغش وظاهرة الغش الفاضحه التي انتشرت في حضرموت العلم والعلماء والتفوق وهو حديث الساعة في هذه الأيام . تنوعت خطب خطباء الجمعة فمنهم من تكلم عن السرقة وأخر عن الطلاق وثالث عن رمضان و رابع وخامس في عدة مساجد من مدينة المكلا ، وكم تمنيت لو ان كل خطباء مساجد مدينة المكلا وحدوا خطبهم وتحدثوا فيها عن الغش و عواقبه الوخيمة وخطورته على مستقبل ابنائنا ومحافظتنا وخاصة ونحن نسمع ونقرأ في المواقع الاخبارية عن اقتحام لمراكز امتحانيه للطالبات بالسلاح لفرض الغش بالقوة وهذا ما لم تعهده حضرموت من قبل وهي ظاهرة دخيلة علينا .
الهدف من هذه الحملة المنظمة لفرض الغش بالقوة وخاصة بعد ان اتخذت وزارة التربية والتعليم خطوات جادة للحد من ظاهرة الغش بإنزال اربعة نماذج امتحانيه وكتابة اسئلة الامتحان في نفس دفتر الاجابة .. من وجهة نظري هو ليس الهدف الغش في حد ذاته وإنما هو تشويه لوزارة التربية والتعليم وإفشالها فيما قامت به من خطوات للحد من ظاهرة الغش ، وأيضا لإفشال حضرموت من انجاب الكادر المؤهل الجدير بإدارة محافظتهم من علماء ومدرسين وأطباء ومهندسين وسياسيين .. فلا اعتقد ان الوزارة او العاملين فيها من وزير الى فراش سيتأثرن من الغش وإنما هم ابنائنا و مستقبلهم الذي سيتأثر بنتائج الغش حينما يكون فوز بلا علم وتفوق بلا اجتهاد .. ماذا عساهم يقدمون لأنفسهم وأهليهم ومجتمعاتهم وأوطانهم ..