الغش ظاهرة مشينة أضحت متفشية بشكل كبير وملفت للنظر وأضحى تأثيرها على مستوى التعليم واضح وجلي من حيث عرقلة تقدمه كما أن تأثيرها النفسي على التلاميذ الأذكياء لايمكن أن يقف عند حد الأمر الذي يؤدي بمعظمهم إلى الاهمال في الدراسة..ولما كان لهذا الموضوع أهميته تحتم على طباشير إجراء التحقيق التالي: ظاهرة غير محمودة البداية كانت مع الدكتور/ناصر سعيد العيشي عميد كلية التربية م/شبوة الذي تحدث عن هذه الظاهرة بالقول: الغش في الحياة العامة ظاهرة غير محمودة وفي العملية التعليمية ظاهرة أسوأ من أي شيء آخر والرسول صلى الله عليه وسلم يقول «من غشنا فليس منا» ونحن نتمنى من جميع خطباء المساجد وعلماء الدين أن يوجهوا خطاباتهم لاستجلاء هذه الظاهرة وبيان أسبابها ومضارها وأثرها الذي يؤدي بالتعليم إلى الانهيار وكذلك توجيه النشئ إبتداءً من المدرسة الإبتدائية حتى المرحلة الجامعية في أن هذه الظاهرة مشينة ومذمومة ولاتؤدي سوى إلى الجهل والأمية.. وأضاف في سياق حديثه: الطالب الذي يعتمد على الغش له تأثير على المجتمع وتأثير على نفسه حيث يخرج من التعليم صفر اليدين فينعكس ذلك سلباً على الحياة العملية التي ينخرط فيها ومن هنا يبدأ مستقبل التعليم عده التنازلي كما أن عملية الغش تؤثر على الطالب الذكي خصوصاً حين يفوقه الطالب المعتمد على الغش وربما يؤدي إلى تعقده وخروجه النهائي من الدراسة وأؤكد انه لو قضي على ظاهرة الغش هذه لأضحت بلادنا في رحاب الدول المتقدمة. ضرورة البحث عن حلول مناسبة أما الدكتور/ حسين محمد السيد استاذ الفيزياء بالكلية فقد بدأ حديثه قائلاً:الغش يعد ظاهرة خطيرة وضارة للتعليم بشكل عام ومع الأسف أن هذه الظاهرة منتشرة في مدارسنا بشكل كبير وانتقلت إلى الكليات وفي كلية التربية شبوة نلاحظ أن هذه الظاهرة تتكرر في كل الامتحانات وهناك الكثير من الطلاب يتم القبض عليهم متلبسين بالغش والبراشيم ولابد أن تكون هناك روادع وضوابط للتقليل منه للحفاظ على المستوى التعليمي بإعتبار طلاب كلية التربية سوف يصبحون معلمين فيما بعد ولايمكن لأي إنسان أن يعلم الطلاب وقد كان في دراسته معتمداً إعتماداً كلياً على الغش..واستطرد في سياق حديثه بالقول: هذه الظاهرة بلا جدال ستؤثر سلباً على التعليم، حيث أن الطالب لن يعتمد سوى على البراشم للحصول على الدرجات العالية أو النجاح على الأقل، وبالتالي فإن الحصيلة العلمية في النهاية ستكون لاشيء وهذا سيدهور الصرح التعليمي، مع العلم أننا نستقبل طلاباً يحملون معدلات عالية من الثانوية العامة، ولكن مستوياتهم المتدنية لاتوازي أبداً درجاتهم المرتفعة وهذا دليل على أنهم حصلوا على تلك النسب المرتفعة بطرق غير مشروعة واختتم الدكتور/حسين حديثه قائلاً: انصح بإقامة دراسة لمعالجة مشكلة الغش بشكل عام سواءً في المدارس الأساسية والثانوية أو الجامعات، والخروج بحلول تحد من انتشار هذه الظاهرة لأجل الارتقاء بالتعليم نحو الأفضل. أساليب متطورة الدكتور/محمد سالم دابي أستاذ الرياضيات في الكلية شاركنا بقوله: الحقيقة أن هذه الظاهرة «الغش» ذات أبعاد غير عادية، ولابد من دراسة الأسباب التي أدت إلى تفشيها وأنا ألاحظ أنها قد انتشرت بشكل ملفت للنظر خلال فترة وجيزة وكل عام يضحي الغش أكثر تطوراً وتقنية وأكثر تفشى وبأساليب لم تخطر على بال كما أن الظاهرة من حيث المبدأ تعد ظاهرة غير طيبة، وتؤدي إلى تدمير المجتمع حيث يصبح المتخرج بعد انهاء دراسته غير قادر على التلقين الجيد أو توصيل فكرة الدرس. وقد سمعنا الكثير من اخواننا المعلمين في المدارس بأن هناك خريجون لايستطيعون التدريس في بعض المستويات ومثال ذلك أن صاحب شهادة البكالوريوس لايستطيع أن يدرس الصف التاسع فما دون ذلك حيث يجد صعوبة ممايضطرده إلى ترجى مدير المدرسة على البحث له عن فصل دراسي أسهل وأضاف قائلاً: الطالب الذي يغش اليوم لاشك أنه غداً سيغش مجتمعه ووطنه وسيؤدي تراجع تقدم بلده وهأنذا أدرس طلاب المستوى الثالث رياضيات، وأسأل نفسي: كيف وصلوا إلى هذا المستوى؟ حيث لايستطيعون كتابة أبسط قواعد اللغة العربية..بالإضافة إلى كثرة أخطائهم الإملائية وعجزهم عن توصيل الأفكار حيث يكون فيها كثير من القصور وعدم الوضوح ولهذا فإنني أرى أنه لابد أن تتضافر الجهود من قبل الدولة والتعليم العالي والمدارس وغيرها من الجهات المعنية في حل المشكلة حل جذري وحتماً فإن الذي يسير في طريق خاطئ سيحصل على نتائج خاطئة، ثم أختتم حديثه بالقول: إن للأسرة دور في تفوق التلميذ واعتماده على نفسه وأنني أتمنى من الجميع الاعتماد على أنفسهم في كافة مستوياتهم التعليمية. آفة العلم الأستاذ/منير محمد حمود عبده كان له رأيه الخاص به الذي عبر عنه بالقول: الغش آفة العلم وصديق الأمية والجهل والطالب الذي يعتمد على أسلوب الغش أكثر خطراً من الإنسان الأمي الجاهل لأنه ينتمي إلى أنصاف وأرباع المتعلمين ولايمكن تصنيفه إلى طائفة المتعلمين الحقيقيين ولا إلى فئة الأميين الخالصين فهو بين هذا وذاك ويعد معول هدم للبناء وخطره على التقدم العلمي كبير حيث يؤدي إلى عرقلة التعليم وتراجعه إلى الحضيض وأضاف الأستاذ منير في سياق حديثه قائلاً: إن المصيبة الكبرى حين يضحى جميع الطلاب معتمدون على الغش، مع العلم أن التلميذ الفاشل والمعتمد على هذه البراشيم أو غيرها يؤثر تأثيراً مباشراً على زملائه الأذكياء مثله مثل التفاحة الفاسدة التي تعطب أخواتها فالطالب الذكي الذي يحرق طاقاته ويبذل مجهوده للحصول على مركز متقدم يتحطم مع أول تفوق يحصل عليه الطالب المعتمد على الغش ومن هنا يتحول إلى هذه الطريقة بإعتبارها سهلة ويمكن بلا عناء الوصول إلى المرتبة المطلوبة المهم أن يكون هناك خفة القطط ونباهة الحليم في أسلوب الغش!! عدم التساهل وأختتم حديثه بالقول: نحن معشر المدرسين الذين تعول عليهم الحد من هذه الظاهرة المقيتة حيث من الواجب علينا عدم التساهل في مثل هذه الأمور حتى ينعكس ذلك النهج الذي ننهجه ايجاباً على الطلاب مع ضرورة انتقاء الوساطة لأنها أسلوب من أساليب الغش تدفع الطالب إلى الإتكال عليها وهي أخطر من الغش بكثير وتؤثر على التلاميذ العاجزين عن تداولها وتؤدي إلى احباطهم وتفتيت قدراتهم كما أنه من الضروري أن تكون العواقب شديدة لكل من يضبط متلبساً بغش. دور الإعلام الأستاذ أحمد صالح عبدالحبيب الدغاري مدير الإعلام بالمحافظة تحدث بالقول: الإعلام له الدور الكبير للحد من هذه الظاهرة، ومعالجتها بالطرق المطلوبة سواءً المرئي أو المسموع أو المقروء لكن مع الأسف مازال إلى الآن لم يسخر بالشكل المطلوب ومن الواجب التركيز عليه كونه المنبر الوحيد الذي يستطيع إيصال رسالته لكل معلم وطالب وأسرة كون هؤلاء الثلاثة مكملين لبعضهم فالمدرسة لايمكن أن تنفصل أبداً عن الأسرة والمجتمع وكل واحد مكملٍ للآخر وأتمنى أن يتم القضاء على هذه الظاهرة حتى لايأتي يوماً من الأيام لايستطيع الطالب النجاح بلا غش. الطالب الجامعي ماجد عبدالجبار مجدي تحدث بالقول: أنا غالباً ماأعتمد على نفسي حتى أخرج بأكبر حصيلة علمية لأن التعلم والتعليم رسالة سامية لابد من إتقانها على الوجه المطلوب ويسيئني بأن هناك طلاب شعارهم دائماً..خزن وارتاح يأتيك النجاح»..بمعنى أنهم سيغشون وينجحون وهذا بصراحة يسبب لي الاحباط لكنني لايمكن أن أحذو حذوهم، وأحاول أن أتجنب صداقتهم حتى لايورطوني بعملهم المشين أو يجعلوني مثلهم أعتمد على الغش..وأضاف في سياق حديثه وهو ينظر إلى المستقبل بعيون مشرقة قائلاً: أنا لايهمني أولئك المعتمدون على البراشيم بقدر مايهمني إستيعاب المواد الدراسية، والخروج بثمرة تبعدني عن الأمية والجهل كما أن الوظيفة لاتهمني كذلك ولايمكن أن أتوقف عند المنهج الدراسي فحسب، بل أحاول أن أثقف نفسي بنفسي، وأحصل على معارف جديدة ثم أختتم حديثه بالقول: أتمنى القضاء على ظاهرة الغش حتى يعرف الطالب الذكي من المهمل والمجد المثابر من المتكاسل وأتمنى لجميع الطلاب المثابرين التقدم والنجاح. لكل مجتهد نصيب وقبل الاختتام التقيت الأستاذ/أحمد رويس عوض نائب مدير عام التربية والتعليم بالمحافظة فتحدث قائلاً: يقود الغش إلى تدنى المستوى التعليمي لدى طلابنا وطالباتنا كما أنه يؤدي إلى خلق جيل هش غير قادر على التطور والتطوير في المجتمع وهو آفة اجتماعية لايمكن أن يقبلها عاقل لمالها من دور في هدم التقدم والمجد العلمي ولذا لابد من تكاتف الجهود للقضاء عليه ونحن هنا في المحافظة حرصنا كل الحرص على القضاء عليها بشتى السيل رغم تطور أساليبها من حيث الاتصال والفاكس والتصوير وغيرها وأعتقد أننا يجب القضاء عليها حتى نخرج بجيل مسلح بالعلم والمعرفة ولكل مجتهدٍِ نصيب.