اليوم هو السابع عشر من رمضان ،ذكرىغزوة بدر التي كانت يوماً فارقاً في حياة الأمة وهي المعركة التي خرجت فيها قوة الكبر لاستئصال شأفة الجماعة التي هاجرت من أجل الحرية وناضلت من أجل الحرية والمساواة وكرامة الإنسان،كان هدف قريش هو أن تطفىء وهج النور الذي بزغ في العالم وكان أبو جهل وجماعته مصرين على قلع شجرة الإسلام والمسلمين باعتبارهم جماعة تمثل خطراً على الحياة ، و حتى لا يبقى صوت للحرية يزاحم الأوثان ويهدد مصالح الاستعباد .. لقد رفض ابوجهل كل الأصوات المنادية بالعودة عن الحرب حتى بعد أن نجت قافلة التجارة التابعة لقريش، فلم يكن القصد إنقاذ القافلة التي تتكون من أموال المهاجرين المنهوبة وإنما هؤلاء النفر من دعاة الحرية الذين يسعون للمساواة بين السيد والعبد، وكيف تكون الحياة بلا عبيد إذاً؟ قالها أبوجهل متعجرفاً... إنهم يقاتلون من أجل إبقاء العبودية وهو الهدف الذي يقاتل من أجله كل طواغيت التاريخ إلى اليوم .. الحرية هي هدف الإسلام بل هي أساس عقيدة التوحيد وما معنى «لا إله إلا الله» سوى الحرية والتحرر من العبودية لغير الله ؟ قالها الأعرابي الذي شعر بقدر وجوهر الرسالة وهو يدخل قصر قيصر الروم مجيباً عن سؤال حائر لملك الروم للبدوي القادم من الصحراء :ما الذي أخرجكم ؟تريدون مالاً ؟ ليكون رد الأعرابي مزلزلاً وغير تقليدي وآخر ما يفكر به الملك المتغطرس :جئنا نحرر العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ،وهو قول اختزل رسالة الإسلام كرسالة حرية كانت أهم صفحاتها ومحطاتها غزوة بدر التي نكس فيها علم الاستكبار والعبودية .. إن رسالة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ومقصدها الأول هي حرية وعدالة ومساواة ..رسالة إنسانية بالمقام الأول ولهذا يقول العلماء إن الحرية في الإسلام ليس أمراً استثنائياً وإنما جوهري متعلق بالعقيدة ...«فالحرية قبل الشريعة» بحسب قول علماء المسلمين. [email protected] * الجمهورية