مثّل اعتصام رابعة العدوية وجهة لكل أحرار العالم، فأخذوا يتابعون أحداثه يوماً بيوم، وقدم مثالاً حياً عن دفاع أهل الشرعية عن حقهم المسلوب من قبل أرباب المؤسسة العسكرية المصرية بانقلابهم على الرئيس المنتخب محمد مرسي، واكتسب اعتصام رابعة زخم أخر بعد اقتحام العسكر له وقتل المئات من المعتصمين ، حيث تحول ميدان رابعة إلى شعار عابر للقارات متخطي الحدود السياسية والجغرافية والنفسية والتعتيم الإعلامي الذي حاول نظام الانقلاب ان يفرضه على المشهد السياسي . واخترقت تلك الإشارة «إشارة النصر بالأربعة أصابع التي ترمز إلى اعتصام رابعة العدوية» ساحات واماكن هامة في العالم الإسلامي والعربي ، بالإضافة إلى انتشارها الواسع في أوساط مشاهير العالم من الرياضيين وفنانين ودعاة الحقوق والحريات ، كما هو الحال على الشبكات التواصل الاجتماعي والمدونات الصغيرة . واليمن لم تكن بعيدة عن هذا المشهد المهيب الذي شكله هذا الشعار في أوساط أحرار العالم من موجة تتضامن كبيرة ، حيث شهدت العاصمة مسيرات ووقفات احتجاجية كان لشعار «رابعة» الحضور الأبرز في تلك الفعاليات التي نفذها شباب رافضون للانقلابات على أرادة الشعوب ومتضامون مع ثوار الشعب المصري ضد آلة القتل العسكرية التي استباحت دماء الثوار . وكان للشباب اليمني السباق في رفع شعارات التضامن ورفض الاستبداد والتضامن مع الشعب المصري ، فلوح الرياضيون بشعار رابعة في ملاعبهم ورفعها الموظفون في مكاتبهم ، وارتداها البعض كملابس على صدورهم ، كما عبر من خلالها أوائل الجمهورية عن فرحتهم وسعادتهم بالحصول على مراتب متقدمة في الشهادة الثانوية والأساسية . رابعة الضيف الأهم في مناسبات الأعراس للأعراس في اليمن نكهة خاصة جعلتها في حصن من التوترات السياسية وتباينات وجهات النظر التي أصبحت حديث كل اليمنيين المهتمين بمتابعة الشؤون السياسية وما أفضت إليه التسويات السياسية ونتائج الحوارات ، فحافظت مناسبات الأعراس على حياديتها لوقت كثير . وفي الآونة الأخيرة تحولت هذه المناسبات إلى ساحة من ساحات التضامن الشعبي مع ثورات الربيع العربي ، خصوصاً بعد أن رفع العشرات من العرسان اكفهم ملوحين بتضامنهم مع رابعة العدوية والشرعية التي سلبت من الشعب المصري تحت سطوت البوليس والعسكر . عرس الصحفي خليل العمري وغيره من العرسان الذين كان لهم مواقف في مسيرة الثورة ، تحولت أفراحهم إلى مناسبة يتسابق الشباب فيها ، للتعبير عن تضامنهم مع الشعب المصري واستشعارهم للحملة الظالمة والاجتثاث المتعمدة لكل ما يمت بصلة لثورة 25يناير التي استلهم منها ثوار اليمن حراكهم التحرري ، فكانت منصة العريس مكان لأخذ الصور التذكارية مع شعار الحرية والنضال الذي يرمز لرابعة العدوية . وعن اسباب انتشار ظاهرة شعار رابعة أعاد المنشد والفنان أيمن قوصيلة ، أسباب ذلك إلى الربيع العربي ، الذي قال انه «أتى بأشياء جديد وطرق جديد للتعبير عن الرأي و الاحتجاج السلمي الراقي لأخذ الحقوق من الظلمة بطرق سلمية بعيده عن العنف والانقلاب والدم » ، مشيراً أن الهدف والغرض من الرموز والشعارات هو نقل صوت الشعب للعالم الخارجي ولكل الناس بمختلف الوسائل والطرق . وأضاف قوصيلة « شعار رابعة لا يختلف عن شعار النصر او الشهادة عندما نلوح بأيدينا ونرفع الإصبعين ، ورفع الأربع الأصابع والتلويح بها في أي مناسبة يدل على قضية عادلة نناصرها برفع الأربع الأصابع تنديداً بالمجازر التي ارتكبت بحق إخواننا في مصر وما تعرض له معتصمو رابعة العدوية والنهضة من قتل وحرق» . وفي ما تحمله دلالات رفع شعارات التضامن مع ثوار رابعة في مناسبات الأعراس ، أكدت الناشطة على صفحات التواصل الاجتماعي نورة الذماري ، أن رفع العرسان ورفاقهم شعارات التضامن في مناسبات الزفاف يعد تطور إيجابي في استثمار اليمنيين لكل المناسبات التقليدية ليعبروا من خلالها عن وقوفهم مع المظلومين ويقاسموهم أفراحهم ويشركوهم في السعادة التي تحملها لهم المناسبات . وقالت الذماري« أن مواقف التضامن التي يعبر من خلالها اليمنيون عن وقوفهم مع الشعب المصري ، تمثل دفعة معنوية ومشاركة رمزية ، مع غيرها من المشاركات التي يتضامن فيها أحرار العالم مع الشعب المصري ، منددين بالمؤامرة التي تحاك ضد ثورته وديمقراطيته الوليدة وما طال الرئيس المنتخب والدستور والمؤسسات الشرعية من حل وإلغاء وعزل وسجن وتنكيل . و أشارت الذماري إلى الأبعاد الداخلية التي تحملها إشارة التضامن مع رابعة والتي قالت أنها تحمل « رسالة واضحة لبقايا الحالمين في العودة إلى السلطة ومن يتوهمون بالضحك على الشعب مرة أخرى ، وخداعه بشعارات الثورة المضادة » مؤكدة أن الشباب اليمني واعي ومستعد لحماية ثورته وأهدافها واستكمال مشروع بناء الدولة وممارسة الديمقراطية بكل أشكالها وانه لن يخدع بتلك الشعارات الكاذبة والتي تروجها وسائل إعلام الفلول ومن سار على شاكلتهم في عداء التغيير ومحاربة إرادة الشعوب التواقة للمستقبل الأفضل .