نفذ رئيس الجمهورية "علي عبد الله صالح" اليوم الجمعة زيارة تفقدية لمديرية دمت بمحافظة الضالع ضمن جولة قام بها لكل من السدة والنادرة بمحافظة إب. وقد قام رئيس الجمهورية وعقب وصوله مدينة دمت بإزاحة الستار عن لوحة لبعض المشاريع المزمع تنفيذها في المدينة وسبق أن تم اعتمادها خلال فترة سابقة في مجال الصحة والتعليم والطرقات. كما قام بافتتاح فندق ومنتجع العودي السياحي الذي يعد مشروعا استثماريا هو الأول في مجال السياحة العلاجية على مستوى المنطقة وأقيم برأسمال قدره مائتي مليون ريال. وقد التقى رئيس الجمهورية بأعضاء السلطة المحلية بالمحافظة وأبناء دمت، وألقى كلمة في المناسبة أوضح من خلالها نعمة المولى عز وجل على بلادنا هذا العام بنزول الأمطار التي قال إنها طمأنت القلوب وغرست السكينة في قلوب الناس. وأثنى الرئيس على أبناء محافظة الضالع الذين قال بأنهم كانوا في طليعة الرواد الذين ناضلوا من أجل الثورة والوحدة، وهم اليوم الأكثر حرصا عليها والدفاع على مكاسبها، مشيرا إلى الدور الذي لعبه الحزب الاشتراكي في سبيل الوحدة حيث كان يرفع شعار "الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية". وأشار رئيس الجمهورية إلى ما يقوم به البعض من قطع للطريق واعتراض المسافرين في بعض مناطق لحج والضالع، معتبرا تلك الأعمال بأنها إساءة للشهداء الذين سالت دمائهم من أجل الوحدة. وقال إن هذه الحفنة التي ترتكب مثل هذه الأعمال الإجرامية ومن يحرضون عليها ويدعون إلى ثقافة الحقد والكراهية هي عناصر منبوذة وتاريخها معروف لدى شعبنا، مؤكدا عدم تسامح الدولة ضد العابثين بالأمن والاستقرار والخارجين على القانون. وذكر رئيس الجمهورية أبناء دمت بما شهدته المنطقة من نهضة تنموية، مشيرا إلى أن الجميع يعلم كيف كانت عليه في السابق أيام فترة التشطير – التخريب – وكيف حولتها الوحدة إلى منطقة مزدهرة بالمشاريع التنموية تنعم بالأمن والأمان وتطلعت إلى مسيرة التنمية بعد أن تخلص أبنائها من تلك الحقبة التي كان حتى الأطفال يحملون السلاح. وجاءت زيارة رئيس لمدينة دمت مخيبة آمال الكثير من أبناءها ممن كانوا ينتظرون من الرئيس الالتفات إلى وضع مدينة السياحة العلاجية واعتماد مشاريع تنموية تخدم المديرية، وكذا الالتفات لأحوال المتضررين ممن جرفت السيول أراضيهم وآلياتهم الزراعية؛ واعتبروا زيارته مجرد افتتاح لمنتجع العودي السياحي. ويطمح أبناء دمت بإنشاء سد أو حاجز مائي كبير على سيل وادي بناء يحفظ مياه الأمطار الهائلة التي تذهب هدرا بكميات كبيرة إلى البحر في مواسم الأمطار دونما ستفاد منها بشيء، فيما هم بأمس الحاجة إليها لري مزروعاتهم التي يصيبها الجفاف غالبية أشهر العام بصورة تضطرهم إلى استخدام مياه الصرف الصحي والحمامات الكبريتية. وسبق أن طالب أبناء دمت السلطات المحلية والمركزية بضرورة اعتماد مثل ذلكم المشروع الحيوي الهام لما له من أثر بالغ على الاقتصاد الوطني وتأثير مباشر على حياة الناس في المنطقة ووضعهم المعيشي الذي يعتمد بدرجة أساسية على الزراعة. وعبر الكثير من أبناء دمت عن خيبة أملهم في زيارة الرئيس للمديرية خاصة وانه لم يتلمس أوضاع المتضررين من كوارث السيول، بل ولم يلق الموضوع أي اعتبار - حد قولهم - خاصة وأنهم كانوا يتعشمون في أن الزيارة جاءت لذات الغرض. وتأتي زيارة الرئيس علي عبد الله صالح لمديريات دمت والسدة والنادرة عقب بضعة أيام فقط من دعوة وجهها عضو بمحلي مديرية دمت طالبه خلالها الالتفات لوضع المواطنين المتضررين من السيول في المنطقة الوسطى أسوة ببقية المحافظات المتضررة من السيول وتشكيل لجنة من فخامته باعتبارهم أيضا مواطنيه ولحقتهم أضرار مختلفة جراء السيول الجارفة التي أتت على منازلهم ومزارعهم الأسبوع الماضي الجميع أبناء وطن واحد. وأبدت قيادات في الحزب الحاكم بالمنطقة هي الأخرى انزعاجها من تجاهل السلطات المركزية لما حل بأبناء المنطقة من كارثة جراء السيول. وكانت سيول هائلة بوادي بناء قد طمرت عشرات المنازل بمدينة دمت وجرفت الآلاف من الهكتارات من الأراضي الزراعية والمزروعات والآلات الزراعة على طول الوادي مخلفة أضرار وخسائر بشرية ومادية كبيرة.