تبذل الهيئة العامة للتنمية السياحية جهوداً كبيرة من خلال عملها ونشاطها الدؤوب والملموس في مجال تأسيس بنية تحتية للسياحة اليمنية ويظهر ذلك الجهد على ملامح الأستاذ/ مطهر تقي رئيس الهيئة والطاقم الفني العامل معه الذين يسعون لتنمية المناطق السياحية والتي تحتل الأولوية في أجندة الهيئة وتمتاز بعوامل جذب سياحي ومقومات تؤهلها لاستقطاب مستثمرين سياحيين يهتمون بفعالية قوية بمسيرة التنمية الاقتصادية في اليمن. في هذا الموضوع الذي سنسلط الضوء فيه على مستقبل السياحة والتنمية السياحية في اليمن باصدار للهيئة لمدينة دمت مدينة الينابيع الحارة ومنطقة السياحة العلاجية الأولى الذي يقصدها الكثير من الزوار لغرض الاستشفاء من الأمراض أو لغرض الاستحمام والاسترخاء والمدة الزمنية التي يقضيها طالب العلاج الطبي بالمياه المعدنية الحارة بهذه المدينة الجميلة التي هيأتها وأعدتها الهيئة العامة للتنمية السياحية كمدينة جذب سياحي للعلاج بالينابيع الحارة التي تخرج من باطن هذه الأرض الطبية وتتحول بإذن الله إلى علاج يشفي الأمراض الظاهرة والباطنة وبفضل الله سبحانه وتعالى. خلفية تاريخية عامة لدمت اكتسبت منطقة دمت أهميتها التاريخية كأحد مراكز الإستقطاب الأولى للإنسان اليمني القديم من موقعها على ضفتي وادي بنا الغني بمصادر المياه وتوفر الأراضي الزراعية الخصبة وانتشار الغطاء النباتي المتنوع باعتبارها المقومات الأساسية لاستقرار الأنسان قديماً وتطورت مراحل الحياة فيها حتى صارت إحدى الحواضر الرئيسية للدولة الإوسانية ثم الدولة القتبانية في القرن السابع قبل الميلاد واستمرت حتى مطلع القرن الأول الميلادي .. ومع انتقال مركز الحضارة اليمنية القديمة من مأرب إلى مرتفعات ظفار الملك (ذي ريدان) القريبة من دمت زادت اهميتها في مرحلة العصر الإسلامي وظهور الدويلات الإسلامية في اليمن واستمرت منطقة دمت على ذات الأهمية كمحطة أساسية على طريق القوافل التجارية المحملة بالسلع من ميناء عدن مروراً بمحطات لحج والضالع وقعطبة ومريس وبلغت أوج ازدهارها خلال حكم الدولة الطاهرية التي استمر حكمها من عام 1446م حتى عام 1517م التي كانت عاصمتها الأولى المقرانة وتقع على بعد 15 كم من مركز مدينة دمت الحالية شرقاً . كما أنها تقع على بعد 12 كم من مركز مدينة دمت القديمة التي مازالت قائمة على الضفة الشرقية لوادي بنا حيث كان شريان الطريق التجاري القديم يعبر من خلالها إلى المقرانة وكل الشواهد الأثرية والتاريخية الباقية حتى الآن تدل عليها الخصائص الفنية التي سادت خلال فترة حكم الدولة الطاهرية التي زاد اهتمام سلاطينها بتنشيط الحركة التجارية وبناء محطات لتأمينها في المدن والقلاع والحصون والجسور. قصر الحسن التاريخي ثم انتقل بعد ذلك مركز مدينة دمت وسلطاتها من المدينة القديمة الواقعة في الضفة الشرقية لوادي بنا إلى الضفة الغربية للوادي الذي يعبر من خلالها شريان الطريق التجاري الجديد بين ميناء عدن والعاصمة صنعاء كما تمثل الانتقال إلى الضفة الغربية لوادي بنا في تشييد قصر الحسن التاريخي الواقع حالياً عند المدخل الشمالي لمدينة دمت الحديثة حيث تم بناء القصر في مطلع عقد الأربعينيات من القرن الماضي ، وتوسع العمران قليلاً في المنطقة الواقعة شمال حوضة الشوله الكبرى وظل كذلك حتى قيام الثورة في العام 1962م حيث تم انجاز العديد من المشاريع الحديثة ، وتوسيع وسفلتة الطريق الرئيس وبقيت دمت لفترة من الزمن عبارة عن مجموعة من المنازل والمنشآت القليلة حتى قيام الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م حيث بدأت تتشكل ملامح المدينة الحديثة الحالية وحققت نهضة كبيرة في مختلف المجالات التنموية وفي مقدمتها النهضة السياحية التي عملت على تنشيط سلسلة من الخدمات السياحية المرافقة بفضل توفر امكانات السياحة العلاجية فيها والتي تحتل المرتبة الأولى من حيث الأهمية في عموم محافظات الجمهورية. حرضة الشولة الموقع والطبوغرافيا : تقع مديرية دمت في محافظة الضالع وتبعد عن المركز الإداري للمحافظة ب 54 كم في اتجاه الشمال كما أن موقعها يتوسط مديرية قعطبة من الجنوب ومديرية الرضمة من الشمال ومديرية جبن من الشرق ومديرية النادرة من الغرب والتقسيمات الطبوغرافية الجميلة لمديرية دمت كهضبة جميلة ترتفع (2000 متر عن مستوى سطح البحر) يقطعها وادي بنا الشهير من الشمال إلى الجنوب وتتوزع مدينة دمت بين ضفتي وادي بنا الشرقية والغربية وتتخللها كثير من الأودية الفرعية التي تصب في مجرى وادي بنا وتحيط بها سلاسل جبلية من جميع الجهات وهي جبال ناصه من الجنوب وجبال المقحزرة ونيام من الشمال وجبال حيدكنه من الغرب وجبال الرياشية من الشرق. المناخ : تنوع التقسيمات الطبوغرافية وانتشار الغطاء النباتي أثر على طبيعة المناخ فهو معتدل بوجه عام معظم فصول السنة بينما يميل إلى البرودة قليلاً خلال فصل الشتاء أثناء الليل والصباح الباكر. السكان : بلغ عدد سكان مديرية دمت في عام 2003 (74500) نسمة بموجب آخر احصائية للسكان عام 94م وإضافة نسبة النمو السكاني خلال العام بمعدل 3.5% يتوزعون في 10 عزل، 80 قرية ويسكن في مدينة دمت 22000 ألف نسمة وتشكل نسبة الإغتراب للسكان في المهاجر المختلفة 20% وهي أعلى نسبة هجرة بين كل مديريات محافظات الضالع التي يبلغ عدد مديرياتها 9 مديريات. النشاط السكاني : الزراعة : تعتبر الزراعة النشاط الرئيس لمعظم السكان وذلك لتوفر مساحات من الأراضي الخصبة على ضفتي وادي بنا والأودية الفرعية ، وأهم المحاصيل الزراعية من الحبوب : الذرة الشامية والذرة البيضاء والشعير ومن الخضروات البطاطس ، الطماطم ، الجزر ، الفجل ومن الفواكه الخوخ، التين ، الرمان ، الخ. تربية الثروة الحيوانية : تنتشر تربية الماشية في كل أطراف مديرية دمت وتعد إحدى الأنشطة الرئيسية للسكان نظراً لتوفر مساحات المراعي الطبيعية ومصادر المياه ، وحيث ما اتجه الزائر لمديرية دمت يلاحظ قطعان الماعز والأغنام بالإضافة إلى عدد من الأبقار. نحل العسل : ينتشر نحل العسل في ضواحي المدينة والمناطق المجاورة لها. كما توجد بشكل ملحوظ في الاتجاه الشرقي لمدينة دمت بالقرب من حقل الفارد حيث يتم تدجين النحل واسكانها في الطرود باعتبار تربية النحل من الحرف القديمة ويعود إنتشار نحل العسل إلى توفر الظروف البيئية المحيطة والملائمة مثل مراعي النحل الغنية ومصادر المياه والمناخ المناسب. الغطاء النباتي : يتوفر في أطراف مدينة دمت والمناطق المجاورة لها غطاء نباتي كبير تتنوع فيه النباتات العشبية الموسمية والمستديمة ، وتعتبر النباتات أحد المحاور الأساسية التي تدور حولها حياة سكان مديرية دمت وحيواناتهم وتشكل النباتات الطبية جزءاً من الغطاء النباتي وأهمها الصبار والأيفوربيا وتكمن أهمية توفر النباتات الطبية باعتبارها أحد مصادر للعلاج الطبيعي من خلال حمام الأعشاب كما تعتبر مواقع الغطاء النباتي مقاصد مفضلة للزوار لنقائها وجمال مناظرها الطبيعية. الأسواق الشعبية : تنتشر الأسواق الشعبية الأسبوعية الصغيرة في بعض أطراف مديرية دمت ولكن أهمها السوق الشعبي الأسبوعي في مدينة دمت الذي يقام يوم الأحد من كل أسبوع. مقومات السياحة العلاجية ترتكز مقومات السياحة العلاجية في مدينة دمت على توفر مصادر الثروة الطبيعية من المياه المعدنية العلاجية الحارة وقوة تدفقها نظراً لحجم مخزونها الكبير بالإضافة إلى فوائدها العلاجية التي أكدتها الدراسة العلمية الأولية وتميزها كماً ونوعاً بحسب المعايير الدولية وتعتبر مصادر المياه العلاجية أساس النمو والنهضة الاقتصادية السريعة في مدينة دمت بمختلف المجالات وفي مقدمتها مجال التنمية والاستثمار السياحي الذي يقع في مقدمة اهتمامات الدولة بصفة عامة والهيئة العامة للتنمية السياحية بصفة خاصة حيث يرتكز الاهتمام الحالي في تحسين ظروف الاستخدامات الراهنة للحمامات العلاجية القائمة وإعادة تأهيلها بما يتلاءم مع الشروط الصحية وبطريقة علمية بالإضافة إلى تهيئة الظروف المناسبة لخلق فرص استثمارية جديدة لقيام منتجعات سياحية علاجية متكاملة وفقاً لمواصفات حديثة ومعايير تلبي حاجة الطلب المتزايدة على العلاج الطبيعي بالمياه المعدنية الحارة في مدينة دمت. مواقع حمامات المياه العلاجية الراهنة في دمت 1) منتجع دمت السياحي الأسدي ويقع في وسط المدينة إلى الشمال من حرضة الشوله وعلى بعد نصف كيلو متر ويوجد به سبعة حمامات في إطار مكونات فندق الأسدي وتشغل الحمامات جزءاً من الطابق الأول وتعمل على مدار اليوم لخدمة نزلاء الفندق أو طالبي الاستحمام من خارجه كما يوجد إلى جانب الفندق مسبح وحمام خاص بالرجال وآخر خاص بالنساء. 2) حمام العودي : يقع عند المدخل الشمالي للمدينة وإلى الشمال من حرضه الشوله على بعد كيلو متر ونصف وهو عبارة عن حمام مياه علاجية خاص بالرجال فقط ويوجد بجانبه توسعات جديدة لحمام خاص بالنساء وشاليه علاجي وفندق جميعها قيد الإنشاء حالياً. 3) حمام الدردوش : يقع إلى الشرق من حرضه الشوله على بعد 150 متراً ويعمل من الصباح حتى الساعة الواحدة ظهراً للرجال وبقية ساعات المساء للنساء. 4) توجد مواقع أخرى لحمامات مياه علاجية أدنى مستوى من سابقتها من حيث المنشآت والخدمات الإدارية المحدودة جداً مثل حمام بئر عاطف الواقع إلى الجنوب من حرضة الشوله وعلى بعد 100 متر وكذلك حمام الحساسية الواقع إلى الجنوب من حرضه الشوله وعلى بعد 2 كم بالإضافة إلى مواقع حمام البريرة العليا وحمام الحسن الواقعين الى الشمال الشرقي من حرضة الشولة. الفوائد العلاجية تشير نتائج الدراسات العلمية الأولية إلى أهمية الفوائد العلاجية للمياه المعدنية الحارة لعلاج كثير من الأمراض سواء بواسطة الاستحمام بالمياه أو شربها بعد تبريدها ومنها : علاج الالتهابات الروماتيزمية والتهاب المفاصل المزمن بدائي أو ثانوي. علاج أمراض المفاصل الناتجة عن ترسب أملاح حمض اليولين. علاج أمراض الجلد المزمنة وغير المتقيحة. علاج أمراض الحساسية الجافة. علاج الالتهابات الناتجة عن الفطريات التهابات الشعب الهوائية المزمنة. التهابات المعدة المصاحبة لارتفاع درجة الحموضة ، التهابات الشعب الهوائية المزمنة حالات الالتهاب المزمن في الجهاز التناسلي للمرأة. كما لهذه المياه فوائد بواسطة الشرب لحالات التسمم المزمن وفي أمراض الزهري (في المرحلة الثالثة) وهي مفيدة أيضاً في حالات فقر الدم لاحتوائها على عنصر الحديد . أما التحذيرات الطبية عند استخدام المياه العلاجية الحارة فيجب مراعاتها بدقة بالذات في حالات هبوط ضغط الدم والتهابات المعدة المصاحبة لنقص الحموضة. موسم الذروة : تعتبر مدينة دمت ومواقع حمامات المياه المعدنية العلاجية الحارة فيها المقصد الرئيسي للعلاج الطبيعي بالمياه الذي يتوفر فيها نوع من الخدمات الأساسية والخدمات السياحية المكملة مثل مرافق الإيواء بخدماتها المتواضعة حالياً بمختلف مستوياتها المتنوعة بالإضافة إلى المطاعم والبوفيات الكثيرة وغيرها من الخدمات كل ذلك أدى إلى تزايد عدد الزوار إلى مدينة دمت حيث بلغ عدد الزوار للمدينة لغرض الاستحمام والاستشفاء بالمياه الطبيعية الحارة من مختلف محافظات الجمهورية لعام 2003 (65000) ألف زائر قضوا ليالي سياحية في فنادق المدينة لفترات زمنية مختلفة ومنهم عدد لا بأس به من الزوار العرب من المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي بالإضافة إلى عدد من الأجانب المقيمين في بلادنا كما يزور مدينة دمت عدد كبير من سكان المناطق والمديريات المجاورة لغرض الاستحمام بالمياه بشكل يومي ويعودون إلى منازلهم والإقبال لغرض العلاج الطبيعي يتم خلال العام بنسب متقاربة وموسم الذروة خلال الأشهر يونيو ، يوليو ، أغسطس. نتوءات مرتفعات التوفا الكلسية (الحرضات): أهم المعالم الطبيعية في مدينة دمت نتوءات مرتفعات التوفا الكلسية (المسمى شعبياً بالحرضات لأنها تشبه الإناء الفخاري أو الحجري (الحرضه) الذي تعد فيه إحدى الوجبات الشعبية اليمنية (السلتة) ولكن الإسم العلمي للحرضات الطبيعية نتوءات مرتفعات التوفا الكلسية، وتعتبر ظاهرة طبيعية فريدة في العالم من حيث عددها واختلاف اشكالها وأحجامها واحتوائها على مياه معدنية حارة في داخلها .. كما أنها تختلف عن غيرها من الظواهر الطبيعية المخروطية في نوعية مادتها المترسبة وظروف تكوينها بأشكالها الطبيعية الفريدة والبديعة التي تميز مدينة دمت وتشد إنتباه الزائر لها حيث يوجد في مدينة دمت خمسة نتوءات لمرتفعات التوفا الكلسية (حرضات متقاربة المكان وبارزة الشكل والملامح وتوجد في داخل أربع منها مياه معدنية علاجية حارة بمقاسات مختلفة من حيث الكمية ودرجة الحرارة وهذه الحرضات الكلسية هي : 1) حرضة الشوله : وتقع في وسط المدينة وهي الأكبر حجماً على الإطلاق والأكثر ارتفاعاً وتنصب كبرج طبيعي ومعلم بارز لا يمكن أن تتخطاها عين الزائر للمدينة وتعد بمثابة أم الحرضات ولهذا تعتبر مقصداً يومياً للزوار ويبلغ ارتفاعها الكلي 75 متراً ويمكن الصعود إلى قمتها بواسطة سلم حديدي مكون من 117 درجة ومن ذلك الارتفاع يستطيع الزائر التمتع بمشاهدة لوحات طبيعية لمناظر خلابة غاية في الجمال لكل أطراف المدينة ومحيطها ، كما يمكن مشاهدة تكوينات التجاويف الداخلية للحرضة وفيها الحشائش والشجيرات ومن حولها حركة الطيور المتنوعة التي وجدت موئلاً آمناً فيها بالإضافة إلى مشاهدة حركة المياه التي تميل إلى اللون الأخضر داخل الحرضة نظراً لوجود عنصر الحديد في تلك المياه وتناقص غاز ثاني اكسيد الكربون ، ويستطيع الزائر التجوال حول محيط فوهة الحرضه بحرية ويبلغ طول قطر فوهة الحرضة من الشمال إلى الجنوب (100 متر وطول قطرها من الشرق إلى الغرب 100 متر) وشكلها الدائري يتسع عند قمة الفوهة ويقل تدريجياً نحو الأسفل بعكس شكلها الخارجي الذي يتسع كثيراً عند محيط القاعدة ويقل تدريجياً نحو الأعلى. 2) الحرضة الربيبة الكبرى : تقع إلى الشرق من حرضة الشوله على بعد 150 متراً ونصف على حافة الضفة الشرقية لوادي بنا وهي أصغر حجماً وأقل ارتفاعاً من حرضة الشولة ولكن شكلها من الداخل أكثر جمالاً وهنداماً طبيعياً ويشبه تماماً شكل التنور الفخاري يقل محيطها عند قمة الفوهة ثم يتسع قليلاً وتدريجياً نحو الاسفل من الداخل في الوسط ثم يقل ثانية بالقرب من محيط القاعدة الداخلية ويتخلل تجاويفها الداخلية فتحات صغيرة اتخذت منها نحل العسل بيوتاً طبيعية آمنة لنشاطها ويوجد داخل هذه الحرضه مياه علاجية تميل إلى اللون الأخضر لوجود عنصر الحديد فيها ، وتطل هذه الحرضة على حمام الدردوش من الناحية الشرقية. 3) حرضة الربيبة الصغرى : تقع بجانب الربيبة الكبرى وعلى بعد 20متراً وهي خالية من المياه . 4) حرضة المبخرة : تقع إلى الجنوب من حرضة الشوله على بعد 2 كم على الضفة الغربية لوادي بنا وهي مليئة بالمياه كما يلاحظ الزائر حركة المياه وبشكل نوافير صغيرة من الأسفل تلفت النظر إليها وتتعرض المياه داخل هذه الحرضة لحركة مد وجزر أحياناً تقبض وتخرج المياه من جوانبها وأحياناً تنحسر كما يوجد في محيط فوهة الحرضة شجيرات كثيفة من الخزج. 5) حرضة نيام : تقع إلى الشمال من حرضة الشولة بمسافة 2.5كم عند الأطراف الشمالية للمدينة تطل عليها سلسلة جبال نيام وهذا المعلم الطبيعي هو مايلفت أنظار الزوار لمدينة دمت من اتجاه الشمال والغرب لوقوعه بالقرب من الطريق الاسفلتي الرئيسي ونقطة تلاقيها مع الطريق الغربي وتتميز هذه الحرضة بأن المياه الموجودة بداخلها أقل حرارة من غيرها بالإضافة إلى محيطها الخارجي المغطى بالأشجار ومساحات الأراضي الخصبة . ولمعرفة بداية تكوين نتوءات مرتفعات التوفا الكلسية (الحرضات) فإن الدلائل العلمية تشير إلى أن المنطقة تعرضت لحركة تكتونية كبيرة حدث الصدع المكون لوادي بنا وأدى إلى ضعف وخلخلة القشرة الأرضية .. وأثناء نشاط البراكين الرباعية الذي انتهى في العصر الجيولوجي الحديث ، تدفقت مياه اعيون الحارة بقوة وحرارة عالية مصحوبة بمواد ذائبة من كربونات الكالسيوم وتراكمت حول عيون المياه الحارة ترسبات الترامزتين أو التوفا الكلسية وهي نوع من أنواع الحجر الجيري وتشكلت على هيئة الحرضات الكلسية الحالية وكان ذلك قبل أكثر من أربعة ملايين سنة من وقتنا الحاضر ويبدو واضحاً أن مركز تدفق المياه الحارة الأكثر قوة كان في موقع حرضة الشولة بحكم حجمها الكبير وارتفاعها العالي الناتج من ترسبات الترامتين وظلت كل الحرضات الكلسية ثابتة تعاصر الزمن منذ ا لقدم رغم عوامل التعرية والمتغير فيها هو انخفاض منسوب المياه فيها حيث كانت في بدايتها الأولى مليئة بالمياه الحارة وانخفضت تدريجياً حتى وصلت إلى ماهي عليه الآن وسوف يستمر الانخفاض بشكل أكثر. المعالم الأثرية والتاريخية يوجد في مدينة دمت العديد من المعالم الأثرية والتاريخية نظراً لتعاقب عدد من المراحل الحضارية القديمة فيها .. كان آخرها مرحلة الدولة الطاهرية التي مازالت بعض شواهدها التاريخية قائمة حتى اليوم ومن أهمها مايلي : 1 - جسر السلطان عامر بن عبدالوهاب يقع جنوب مدينة دمت ويبعد عن مركزها بمسافة 2 كم ويسمى شعبياً (مزف عامر بن عبدالوهاب) لأنه كان يزف فيه القوافل المحملة بالبضائع من الضفة الغربية لوادي بنا إلى الضفة الشرقية نظراً لعدم وجود سياج حماية في أعلا الجسر الذي يرتفع عن مستوى سطح الوادي 14 متراً ، وان الهدف من إنشاء هذا الجسر بمواصفاته الهندسية الدقيقة هو تأمين عبور القوافل التجارية وحركة المواطنين وحيواناتهم بين ضفتي الوادي الذي كان قديماً مليئاً بالمياه ويرتفع منسوبها أثناء موسم الأمطار ويمنع الحركة لفترة زمنية طويلة لأن قوة اندفاع المياه تشكل خطراً كبيراً على حياة الناس بالإضافة إلى أن الدولة الطاهرية كانت قائمة على النشاط التجاري وكان الجسر وسيله لتأمين حاجة سكان مدينة دمت القديمة وبالتالي تأمين حاجة عاصمة الدولة الطاهرية المقرانة من السلع ويرجع تاريخ تشييد الجسر بوضعه الحالي إلى منتصف القرن الخامس عشر الميلادي ، ولايزال حتى الآن قائماً ويكتسب أهميته الفنية كتحفة معمارية تشهد على قدرة وإبداع الإنسان اليمني ومهارته المعمارية. المواصفات والأبعاد الهندسية للجسر : يبلغ طول بناء الجسر من بداية الضفة الغربية إلى نهاية الضفة الشرقية (72 متراً) ويتوسط هذه المسافة العقد المزدوج الحامل على شكل قوس باسلوب فني يثير اندهاش الزوار ويرتكز عقد الجسر على قواعد حجرية مثلثة الشكل عند سطح الوادي كروايا هندسية لتفريغ قوة اندفاع مياه السيول وكحماية لجسم الجسر عند ارتفاع منسوب المياه والمسافة بين القواعد الحجرية المثلثة الشكل الغربية والشرقية طولها (16 مترا) تمثل مسافة عرض الوادي الفعلي القائم عليها العقد المزدوج والتي تمر من خلالها حركة مياه السيول الكبيرة وقوام مواد بناء الجسر من الأحجار الصلبة ذات اللون الأحمر المتوفرة في محيط مدينة دمت مهندمة الشكل ويربط بينها مادة القضاض التي لايتأثر مفعولها بفعل المياه الدائمة والمقاومة للرطوبة لقرون زمنية عديدة باعتبارها مادة غير مسامية يبلغ عرض بناء الجسر على طول امتداده 4.25 متر والسطح من الأعلى مغطى بمادة القضاض ومرصع بالأحجار الصغيرة. كيفية الوصول إلى موقع الجسر : يمكن للزائر الوصول إلى موقع الجسر التاريخي بسهولة عبر الطريق الاسفلتي الشرقية التي تربط بين مدينتي دمت الحالية والقديمة وبعد تجاوز الجسر الحديث بمسافة قليلة بالإضافة إلى التمتع بالتحفة المعمارية المتمثلة بالجسر والغطاء النباتي وزيارة حرضه المبخرة الواقعة قرب منه وبجانبها حمام الحساسية . دمت القديمة : تقع إلى الشرق من مدينة دمت الحالية على بعد 3 كم ويمكن الوصول إليها عبر الطريق الاسفلتي الشرقي وفي الجهة اليمنى من الطريق توجد المدينة القديمة بكل تقاسيمها ومرافقها التي يرجع تاريخها إلى منتصف القرن الخامس عشر وكانت بمثابة المحطة الأخيرة على طريق القوافل التجارية قبل وصولها إلى عاصمة الدولة الطاهرية الأولى (المقرانة) التي تبعد عنها بمسافة 12 كم وما يلفت نظر الزائر اليها هو ايقاع الحياة اليومية لسكانها الذي يختلف تماماً عن مدينة دمت الحالية حيث يسودها الهدوء والسكينة ونمط الحياة القروية فهي عبارة عن قرية متوسطة بمقياس اليوم حفظتها عوامل الزمن كشاهد حي لمقارنة التطور التاريخي للإنسان اليمني خلال خمسة قرون من الزمن مضت. قلعة دمت : تقع في قمة الحصن الجبلي المنيع المطل على مدينة دمت القديمة ويرجع تاريخها إلى منتصف القرن الخامس عشر وكان يربط بينها وبين المدينة القديمة طريق مرصوف بالأحجار ولكنه تعرض للخراب والدمار في معظم أجزائه وصار الصعود إلى القلعة يمثل نوعاً من الصعوبة للزائر العادي. وكانت القلعة بمثابة حصن دفاعي متقدم لحماية المدينة وحماية العاصمة الأولى للدولة الطاهرية (المقرانه) الواقعة خلفها على بعد 12 كم كما كانت القلعة محطة حراسة ومراقبة لتأمين مسار القوافل التجارية حيث يمكن من ارتفاعها العالي مشاهدة مواقع كثيرة في اتجاه منطقة مريس ومدينة قعطبة وبقايا خرائب القلعة من مباني مهدمة وصهاريج حفظ المياه ومدافن الحبوب وبوابتها الرئيسية مازالت ظاهرة للعين ومن قمة القلعة يمكن مشاهدة مساحات خضراء واسعة من حقل الفارد تتخللها الوديان الغنية بالأشجار ومن حولها تتناثر القرى الجميلة وفي كل الاتجاهات. فرص الاستثمار في منطقة دمت تتوفر عدد من فرص الاستثمار في مدينة دمت كمنشآت للسياحة العلاجية بمستويات حديثة وبمرافق تتناسب والطلب على الاستشفاء بالمياه المعدنية العلاجية في دمت وقد تم تحديد عدد من المواقع المخصصة لأغراض الاستثمار في مجال السياحة العلاجية وتم اسقاطها على خرائط ضمن المخطط العام للمدينة وخطط الهيئة العامة للتنمية السياحية التي يتم على ضوئها جعل مدينة دمت منطقة مميزة للسياحة العلاجية. الحوافز والتسهيلات الممنوحة للمستثمرين يمنح المستثمرون في قطاع السياحة ومنها السياحة العلاجية العديد من التسهيلات والحوافز وردت تفاصيلها في قانون الاستثمار. 1) عفاء المستثمرين من كافة الرسوم الجمركية والضريبية أي كان نوعها للموجودات الثابتة والمستوردة لإقامة المشروع أو توسيعه أو تطويره. 2) اعفاء المشروع من ضرائب الأرباح لمدة سبع سنوات كما تعفى التوسعات للمشروع. 3) يحق للمستثمر تحويل صافي الأرباح الناتجة عن استثماراته أو أمواله المستثمرة بالإضافة إلى حوافز وتسهيلات أخرى يمكن الرجوع اليها في قانون الاستثمار.
