تعود عجلة العام الدراسي للدوران من جديد بعد توقف إجباري لمحطة الإجازة, وإيذانا بعودة أكثر من 5 ملايين طالب إلى جميع مدارس الجمهورية السبت الماضي. وبعودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة تزدهر تجارة المستلزمات الدراسية, وتشهد محال بيع المستلزمات والمكتبات إقبالا كبيرا من جانب جميع الفئات العمرية لشراء جميع متطلباتهم المدرسية, في المقابل يعول تجار القرطاسيات وأصحاب المكتبات على هذا الوقت من السنة لتعويض الخسائر التي تكبدوها خلال أيام الإجازة المدرسية بسبب موجة الكساد. تأهب واستعداد يلحظ الزائر لهذه المحال والمكتبات استعداد أصحابها بعد طول ترقب بتوفير كافة المستلزمات والأدوات المدرسية, ويؤكد على هذا التأهب والاستعداد العديد من اللوحات التي تعلو واجهات وأبواب المحال والمزدانة بعبارات كتب عليها"مهرجان التخفيضات الهائلة والعروض المغرية" لجذب اكبر عدد ممكن من الزبائن, وتشهد حركة انتعاش تجاري بفعل القوة الشرائية التي يمثلها أعداد الطلاب الكبيرة. إنفاق مستمر بالنسبة لمواطن مثل"احمد محمد" الذي لدية خمسة أبناء في المدرسة, فان الإنفاق على شراء المستلزمات الدراسية يثقل كاهله ويستنزف ميزانيته المحدودة خاصة وأنة ليس لدية وظيفة حكومية كما يقول, وإنما يعمل في أشغال يدوية بين فترات متقطعة. مستعرضا في حديثة ل"الصحوة نت", الصعوبات المعيشية التي يواجها وكيف أن أبناءه الخمسة يحتاجون لشراء زيا مدرسيا وحقائب ودفاتر وهو ما يمثل له تحديا كبيرا. وكما يقال دوام الحال من المحال، فحين كانت السوق المحلية تسجل حالة انتعاش ونسبة مبيعات مرتفعة في السلع الغذائية والاستهلاكية خلال شهر رمضان, وأدت هذه الطفرة الهائلة لان يظفر تجار هذه السلع بنصيب الأسد من ميزانية المواطن خلال شهر كامل, وهي فترة كافية لإنهاك قواه المالية التي أنهكتها صرفيات رمضان قبل أن يأتي الدور على عيد الفطر المبارك ليستأثر بما تبقى من جيب المواطن للإنفاق على شراء الملابس والحلويات, وهي أصعب الفترات بالنسبة للمواطن الذي يعاني أصلا من حالة معيشية متدهورة بفعل ارتفاع الأسعار ومحدودية الدخل, فضلا عن غياب إكرامية رمضان هذا العام وحجبها من قبل الحكومة لأسباب غير معروفة حتى الآن. ولم تترك هذه المواسم الاستهلاكية أي فرصة للمواطن لالتقاط الأنفاس وتجميع القوى المنهكة, إلا وجاء الموسم الدراسي ليشكل عبئا إضافيا نظرا للصعوبات المالية التي يواجهها المواطن وتجعله لا يفيء بمتطلبات أبنائه من المستلزمات الدراسية, خاصة وان بعض الإباء لدية أكثر من طالب ملتحق بمقاعد الدراسة, ما يجعل فاتورة الإنفاق تزداد على موازنة الأسرة نظرا لان متوسط الإنفاق على الطالب أو الطالبة يتراوح بين 5000 و3000 ريال.