لقد انتاب الناس القلق بسبب تقسيم اليمن إلى أقاليم، ومما أوردوه أن التكلفة ستكون عالية، وإذا كنا لم نحصل على كل ما يلزم بسبب محصول الدولة من أموال، فكيف سنستطيع الإيفاء بما يتطلبه التقسيم المقترح إذ سيكون كل إقليم كآلة دولة لها مصروفاتها وتكاليفها و.. و.. الخ. عندما كان حزب العدالة في تركيا يرشح نفسه وعد الناس بأنه سيزيد المرتبات زيادة تبلغ 100% عجب الناس وقالوا: من أين ستحصلون على كل هذه الأموال؟ فأجابوا: بأن ذلك سهل ويمكن تحقيقه فوراً، إننا سنقضي على الفساد وبقضائنا على الفساد سنوفر ما نحتاج إليه وفوق ما نحتاج إليه. إن الفساد يلتهم أكثر مما يتقاضاه الشعب من حقوق، إنها مئات المليارات تذهب هدراً ومئات المليارات تذهب إلى جيوب بعض أركان الفساد!! فأول خطوة يجب أن نتخذها هي اجتثاث الفساد وتخليص البلاد من شروره. إذا لم تجعلوا من القضاء على الفساد أول مهماتكم فلا فائدة في كل ما قمنا به من ثورة. كما تكتل الناس وثاروا ضد رأس النظام الفاسد، يجب أن يتكتلوا ويصروا على اقتلاع الفساد من جذوره. لا تتعبوا أنفسكم إذا كنتم تريدون حياة كريمة وتغضون طرفكم عن الفساد. ابدؤوا بتطهير حياتكم من الفساد، وإذا فعلتم ذلك ستستريحون، لا تعطوا الفساد أي فرصة وتقولوا خطوة خطوة فإن الفساد إذا أعطي فرصة أفسد حياتنا ونغّصها. اقضوا على الفساد وستنعمون وتعيشون في سعادة ورفاهية. إن الرئيس مطالب بأن ينبذ كل أسلوب سلفه وأن يتحرك حركة ثورية تليق بالثوار، إنه مطالب بأن يرى الناس معه أسلوباً غير الأسلوب الذي رأيناه في الفترة الانتقالية. إذا كان سيستمر في أسلوبه الذي عرفناه، فنخشى أن يظل الفساد كما هو، وإذا ظل الفساد كما هو فعلى الثورة السلام. إن العهد الجديد يستلزم أسلوباً جديداً غير الأسلوب الذي قد مله الناس وضاقوا به. أيها الرئيس الشعب معك، والعالم معك، فاغتنم الفرصة واتخذ الخطوات التي تشعر الناس بالثورة. إلى الآن لم يجن الناس شيئاً من الثورة، لم يجنوا غير المآسي والمتاعب والوعود وانتظار السعادة. فتقدم خطوة إلى الأمام، واجعل الشعب يشعر بأنه قد أحسن صنعاً حين ثار وأراد تغيير حاله.