وكأنّي بالجندي اليمني وقد التف حوله ثلاثة، فيطعنه حوثي من الأمام ، ويشرب من دمه خارجي قاعدي من الجُنُوب ،، وهو يتوسل لمن خلفه ليحتمي من الموت المحقق فإذا بصاحبه يدفعه إلى الموت دفعاً إن لم يطلق عليه رصاصة غدر لتصفية حسابات قديمة... هذا هو حال الجندي اليمني الشريف الذي يحارب في ثلاث جبهات وما يلبث أن يسقط شهيداً ولا بواكي له .. فالحوثي والقاعدة والمتباكون على نظامهم الفاسد يقاتلونه على قدم وساق في ثورة مضادة مخطط لها من الداخل والخارج ! يا تُرى : كيف للحوثي أن يمتلك سلاح دولة من دبابات ومصفحات وأسلحة ثقيلة، وفوق ذلك ينتقل بها عبر نقاط التفتيش بين المديريات بكل سهولة لولا الخيانات والولاءات القديمة التي تحالفت مع الحوثي، ومن يخالف من الجنود يلاقي حتفه بالرصاص !! ونحن نرى بأعيننا في شاشات التلفاز دماء اليمنيين طازجة من جرائم الحوثي ومن عاونه !! وكيف للقاعدة التقدم كذلك بهذه السرعة وقد كانت منحصرة في مناطق قليلة على نفسها، فما لبثت أن ملكت أسلحة ثقيلة لتهاجم جيشاً نظامياً ، ونحن لا نرى سوى دماء شرفاء الجيش المغرر بهم يُقتلون من جنود مُلتحين مثلهم !! ثم لا نرى دماء الإرهابيين من أصحاب القاعدة لنفرح ببطولات جيشنا ونطمئنّ سوى حبر على ورق في إعلام المخلوع والحوثي من أخبار قتل بيكاسو وأبو إسلام وأبو المجهول وأبو البلاهة !! دعونا نطالع أخبار القوم لنحاول قراءة المشهد قراءة صحيحة ......... ففي الموقع الرسمي لحزب المؤتمر الشعبي العام للمخلوع 25-مايو-2014 خبر بعنوان (مصدر مؤتمري يدين أعمال العنف والزج بالجيش في صراعات سياسية ) وفي ثنايا الخبر : وجدّد المصدر رفض المؤتمر الشعبي العام وإدانته لمحاولات الزج بالقوات المسلحة في مواجهات تخدم حسابات شخصية (عائلية)، وصراعات سياسية. مشيراً في هذا الصدد إلى أن الدستور اليمني يحدد مهام الجيش في حماية سيادة الوطن و حدوده ، والنأي بالقوات المسلحة عن الصراعات الحزبية.اه والخبر يختزل التوسع الحوثي الانقلابي الصالحي في كونه صراع سياسي ويشير صراحة إلى رؤية الحزب من رفضه لتدخل الجيش لإيقاف هذا التمدد الخطير !! فيما نرى بالمقابل أكثر من غالب أخبار الحزب بالخط العريض في تأييد حروب الجيش ضد القاعدة !! وهل يمكن لحزب ينتمي إلى اليمن أن يسمح لرافضي بالتوسع بالقوة على دماء الشعب لولا أنهٌ شريكٌ معه ويقاتل تحت لوائه !!! لكن الابن البّار أحمد علي كان أصرح من أبيه في فضح التحالف المشؤوم ، ففي موقع اليمن اليوم الرسمي 26 / 5/ 2014 خبر بعنوان : (هزائم جديدة وقاسية للإخوان في عمران) وإنك لترى ما يحمله العنوان من اختزال المعركة كاملة وتأييد التوسع الحوثي-الصالحي بالقوة ، والتشّفي أيضا ( هزائم – قاسية ) ويوحي أكثر بأن الفاعل شريف وعمله وطني ... وفي ثنايا الخبر يذكر الموقع أن الحوثيين ( تمكنوا من دحر مسلحي الإخوان من الجبال المحيطة بقرية الخدرة واقتحموا القرية وفجروا دار القرآن المعروف بالمعهد العلمي سابقاً والتابع لحزب الإصلاح (الإخوان). وكانت اندلعت مواجهات عنيفة بين الحوثيين وقوات لواء القشيبي (اللواء 310) في جبال الجميمة –جنوب غرب المدينة- والمطل على منطقة الحجز (آخر معاقل الإخوان في مركز المحافظة).اه . وفي صحيفة الأولى الأحد 25 أيار/مايو 2014 خبر بعنوان : (( حرب عمران تلقي بمخاطرها على الحرب ضد "القاعدة" )) ويقول علي البخيتي على صفحته الرسمية للفيسبوك إن : (الحرب التي يخوضها الجيش وأنصار الله واحدة, والخصم واحد, فقط لدى الحوثي الجرأة ليواجه رأس الفتنة مباشرة "علي محسن الأحمر" وأدواته وبعض أجنحة الإخوان, والرئيس والجيش يواجهون التنظيمات والمجموعات المتفرعة منهم ) . وفي منشور آخر يوجهه للإخوان يقول : (لن تحققوا هدفكم في جر الجيش إلى معركة مع الحوثيين, لن تحققوا هدفكم في لفت الأنظار عن ما يدور في أبين وشبوة, لن تحققوا هدفكم في تشويه حرب الجيش على القاعدة, لن تحققوا هدفكم في اخفاء صلاتكم بالمجموعات الارهابية, لن تحققوا هدفكم في توريط الرئيس هادي في حرب جديدة ضد الحوثيين. الكل يعرف أن المعركة في عمران سياسية بامتياز بين الحوثيين وبين اخوان اليمن بأجنحتهم المختلفة العسكرية والقبلية والدينية وان تدثروا "بميري" الجيش الرسمي. "الجيش لا يشترك في معارك الا بقرار من القائد الأعلى للقوات المسلحة وينفذه وزير الدفاع ورئيس الأركان وتتصدر حملته الاعلامية وزارة الدفاع والتوجيه المعنوي والصحف الصادره عنهم ) اه . وجميع ما سبق يصلح إدانات واضحة في الاشتراك في حربٍ قذرة للتباكي على أطلال عروشهم ولو أدى إلى تحالفهم مع روافض إيران إن كانت عندنا محاكم ثورية فلا يستحقون من وراء هذا سوى الإعدامات الجماعية في منصات التغيير والحرّية ! ومن يتأمل في مجموعات الأخبار الصادرة من الحوثيين ومن حزب المؤتمر يدرك أن ثمة تحالف خطير وقذر للقضاء على أجنحة الثورة والانتقام من جميع المكونات الثورية في ثورة مضادة وعملية انقلابية تسير بخطط أمنية معقدة داخلية ومدعومة إقليمياً بغطاء أمريكي إيراني خليجي بتقاربهم المشئوم حديثاً ، لذلك فالسكوت الخارجي المخيّم متوقع فعلاً تجاه ما يحدث ! كما تُوحي مجموعات الأخبار في بواطنها بتجنيد كثير من أنصار المخلوع والجيش تحت لواء الحوثي وتحت اسمه وشعاراته ، لخوف الغضبة الشعبية والرّدة الثورية وإلا فكيف للحوثي التقدم بهذه السرعة وهو ما كان يحلم حتى بالخروج من صعدة !! وفيها أيضاً من التغطية الإعلامية على أنصار المخلوع لكونهم تحت لواء السيّد ! وأن الطرفين المتحاربين هما الحوثي والإصلاح فقط !! لذلك يقوم إعلام المخلوع وأبواقه بالترحم على عهد صالح كثيرا هذه الأيام، ورفع ثمن الحرية بدماء هنا وهناك ، حتى يحصل الشوق بالعودة والتفويض اللاشعوري بعودة نظامه عبر أي شكل كان، ولو بتحالف مع رافضي دموي كالحوثي مثلاً وخيانات وشراء ولاءات من بقايا النظام القديم في الجيش السابق! وجملة ما يركّز عليه إعلام المخلوع وإعلام الثورة المضادة يحوم حول أهدافٍ مشتركة أضعها من مجموع أخبارهم وهي : - تضخيم الحرب على الإرهاب المتمثل في القاعدة وأنها حرب الوطن لا حرب الجيش . - تهوين مسألة توغل الحوثي في عمران بل تأييده غالباً . - الوقوف مع الجيش ضد القاعدة ، والوقوف ضد الجيش في حربه على الحوثي وأنصار المخلوع .( مع ملاحظة أن الجيش هنا جيشان لمن يفهم الأمر ) . - التشفي والانتقام من المكونات الثورية التي وقفت مع الثورة وأطاحت بالمخلوع من قبائل وفرق عسكرية وطنية مخلصة . - التباكي على عهد صالح وكأنه عهد الجنان وعهدنا عهد النيران الحمراء ! إن ما يجري في اليمن هو ثورة مضادة بكل ما تحمله الكلمة من معنى تمهد لانقلاب في العاصمة صنعاء أو تقديم هادي كبش فداء عقوبة من الله لتواطئه المشئوم هو ووزير دفاعه إن لم يكن شريكاً في الثورة المضادة بتخاذله الواضح وعدم وجود موقف رسمي وأوامر صارمة بتدخل الجيش بإيقاف مرتزقة الحوثي ومجنّدي حزب المؤتمر وأنصار المخلوع في إسقاط عمران ! وما يجري هو نضال وجود يتقدمه جنود اللواء 310 مدرع البواسل المخلصين وكثير من شرفاء القبائل في صورة درع لحماية العاصمة والثورة اليمنية ككل مما يحُاك ضدها من المتآمرين عليها تشّفياً وانتقاماً لربّهم الذي أَفَل ! وعلى الشعب اليمني ككل الوقوف مع الأحرار وإدراك أن المعركة في حقيقتها لا بين جماعة الحوثي والإصلاح كما تصور أبواق الثورة المضادة، بقدر ما هي معركة تقرير مصير ليمن الديمقراطية بين المكونات الثورية ودروع الثورة وبين الثورة المضادة التي ما هدأت من التفكير والسعي للانقضاض عليها .... وعلى جميع المكونات الثورية التوحّد وترك الخلافات الجانبية والتصعيد والضغط على هادي لإيقاف جنود الثورة المضادة من الحوثي وأنصار المخلوع عند حدودهم،، وحماية ثورتهم المجيدة ! وعلى هادي أن يعقل وألا يتلاعب بالقاعدة ويُتاجر بها كما تلاعب بها المخلوع قبله ، وليدرك أنها ورقة خاسرة ، وأن الحوثي لو تمكّن منه سيتقرب إلى الله بدمه كما في عقيدته الفاسدة ... ولكل ظالم عقاب ولو بظالم .... وإلا فإن الشعب الذي أتى به قادرٌ على إسقاطه وإلحاقه بأخيه ...