خرج عشرات الآلاف عصر الأربعاء (4/3) في مسيرة حاشدة بأمانة العاصمة رفضاً لانقلاب مليشيات الحوثيين المسلحة على الشرعية الدستورية، انطلقت من أمام وزارة الشباب والرياضة بشارع أبي الأحرار محمد محمود الزبيري. وتعرضت المسيرة لاعتداءات بالرصاص الحي منذ لحظة انطلاقها عند مدخل شارع هائل المتفرع من شارع الزبيري، حيث قامت مجموعات ترتدي زي الأمن بالاعتداء بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، في محاولة لتفريقها، ثم قامت بالتوغل بين الجموع واختطفت العشرات من شباب الثورة. ووصف شهود عيان بأن الاعتداءات على المسيرة كانت وحشية "وبصورة بربرية وهمجية" يقول الصحفي حسن الفقيه " كان المسلحون يعتدون بوحشية على المتظاهرين، شاهدتهم يركلون الشباب بعنف وعدوانية" وكانوا يرتدون زي أجهزة الأمن والشرطة، وبعضهم يرتدون زي الجيش. المصور الصحفي سليمان النواب يقول " في شارع الرباط تم الاعتداء على الشباب وعند مكتبة القلم الذهبي تم الاعتداء على النساء ، لكنهن واجهن الاعتداءات ببسالة، حيث استمرت مسيرتهن وكن يصرخن في وجوه المليشيات المسلحة بشجاعة " ويضيف النواب " لقد شاهدت مسلحين حاولوا اختطاف شابين ، غير أنهم فروا بعد أن انهالت عليهم أحذية المتظاهرات". يوسف سعد (متظاهر) قال " كنت اليوم احد شهود العيان على العديد من جرائم الحوثيين ضد مسيرة اليوم ، حيث تم استهداف اخر المسيرة وملاحقتهم واستخدام الرصاص الحي والهراوات ، والصواعق الكهربائية ، والخناجر وكلما كنا نجتمع لمواجهة الاعتداءات التي استخدم فيها ( العصي الكهربائية والخناجر) كان يتم الضرب بالسلاح بشكل كثيف واغلبه في الجو .." واضاف " تم ملاحقة الشباب الى بعد جولة كنتاكي بالقرب من البيت الراقي وحصلت الكثير من الاصابات منها بالضرب ومنها بسبب التدافع ومنها ما كان بسبب استخدام الحجارة من قبل المليشيات. وكلما كنا نبتعد اكثر عن شارع هايل كانت تزيد اعداد المليشيات المطاردة لنا وكذا الاعتداءات حيث اصيب اغلب الشباب بالذهول" وكان يوسف سعد أحد المصابين في المسيرة ، "وأصيب صالح المزلم في رأسه بعد قذفه بحجر، كان بجواري" يضيف يوسف " استطعنا تحرير العديد ممن وقع بأيديهم ، ولكن كما يبدو كان هدفهم الاساسي بث الرعب في قلوب المشاركين ،استمرت الملاحقة والاعداد في تناقص الى قرب مكتبة الجيل الجديد في الدائري, وأصيب نحو 30 متظاهراً بالحجار والعصي". وأفاد الصحفي مجاهد السلالي عن مشاهدته لأكثر من "10 اطقم حوثيه تختطف الان اكثر من 20 شخص من شارع الرباط (جولة القادسية) رقم لوحة احدى السيارة 68656/1" وقال للصحوة نت "ولاتزال حملة الاختطافات مستمرة ، عناصر تابعه للحوثي تقتحم عمارتين بشارع الرباط (جولة القادسية) وتختطف عدد من ساكنيها بسبب تصويرهم لحملة الاختطافات" حتى قبيل العشاء . وكانت قد دعت القوى الثورية والوطنية ابناء الشعب اليمني للمشاركة في مسيرة الأربعاء من أمام وزارة الشباب بشارع ابي الأحرار محمد محمود الزبيري بصنعاء رافضا للانقلاب الحوثي وتأييدا للشرعية الدستورية ومطالبة بإخراج الميليشيات المسلحة من العاصمة، وجميع مؤسسات الدولة التي استولت عليها بقوة السلاح. ويطالب شباب الثورة الرئيس هادي الإسراع بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار، واتخاذ خطوات سريعة وجادة على أرض الواقع، واعتبار الانقلابين الحوثيين جماعة إرهابية، معتبرين أن كل الخطوات التي قامت بها جماعة الحوثي مرفوضة من قبل الشعب اليمني شمالا وجنوبا، ودعوا جميع القوى السياسية لعدم التحاور مع الحوثيين تحت تهديد السلاح. واذ يعبر شباب الثورة عن رفضهم للمشروع الحوثي الذي ينفذ الأجندة الإيرانية في اليمن، يؤكدون على تمسكهم بالشرعية وبناء الدولة المدنية الحديثة. ودان شباب الثورة أعمال العنف والاختطاف التي تمارسها جماعة الحوثي بحق شباب الثورة وقياداتها والنشطاء السياسيين وقيادات الاحزاب والوزراء ورئيس الحكومة، مطالبين بسرعة الإفراج عنهم. واعتبر الكاتب الصحفي مصطفى راجح " وطبيعة هذا التحرك السلمي المدني لا تكمن فقط في أثرها باتجاه الحركة الحوثية التي تناهضها، بل وفي مساهمتها في فرملة الاقتتال الأهلي ومنع أدوات السلاح والقوة المسلحة والاستقطابات الإقليمية وحدها من تسيد مشهد الصراع واحتكاره والذهاب بالبلد نحو الحرب الأهلية والتشظيات باعتبارها قدراً محتوماً". تصوير:محمد العماد
