يسهم ابطال المقاومة في مختلف الجبهات اليوم بالسعي المثابر الدؤوب والتضحيات الجسيمة في سبيل استعادة المشروع الوطني الجامع ذلك الحلم الذي ظل يراود ابناء هذا الشعب منذ عقود وناضل لتحقيقه اجيال متعاقبة من المناضلين الاحرار. فالمشروع الوطني القائم على الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية والساعي لتجسيد ذلك في اطار دولة مدنية حديثة هو المخرج السليم لهذه العقدة اليزنية التي يعاني منها والمعضله التأريخية التي ادخل اليمن فيها الحكم السلالي منذو العام 282ه وما اعقب ذلك التاريخ من حروب قادها الهادي يحيى ابن الحسين وابنائه. ومن تعاقب من سلالتهم وسار على نفس النهج في التقاتل على السلطة وتآجيج الفتن، وادخال اليمن في حروب وصراعات داخلية ليس لها نهاية استفرغت الجهد وبددت الطاقات و اسست لوضع من الانكفاء الذاتي، والتناحر على السلطة بدواعي ودوافع جاهلية ما انزل الله بها من سلطان. استلبت تلك الصراعات الذات الوطنية والمشروع الجامع. وساهمت دون استعادة اليمنين لهويتهم الجامعة ودورهم التاريخي المشهود. ان استعادة المشروع الوطني كهدف سامي و مقصد نبيل، يستوجب على جميع ابناء شعبنا اليمني بشكل عام وابناء عدنوتعز على وجه الخصوص. العمل على استفراغ الجهد ورص الصفوف وتضافر الجهود والتعالي على الصغائر والعمل بروح الفريق الواحد لتعزيز جبهات المقاومة واسناد مواقفها . كون المقاومة اليوم هي الخيار الاوحد لاستعادة المشروع الوطني الجامع، هذا المشروع الذي سيسهم في استعادة الذات المسلوبة واخرج اليمن من هذه المعضلة التأريخية. فانتصار المقاومة كخطوة اولى في عدنوتعز سيشكل ذلك النصر دفعه قوية للمقاومة في مختلف المحافظات. وسيكون ذلك بمثابة النصر الملهم لجميع جبهات المقاومة المشتعلة في معظم محافظات الجمهورية وبالذات "محافظات اقليم ازال". كما سيسهم ايضاً بتحجيم خيارات العابثين والطامعين بتمزيق جسد هذا الوطن الجريح وتفكيكة بدواعي استحواذية مناطقية وسلالية تجاوزها الزمن. فانتصار مشروع المقاومة هو انتصار للمشروع الوطني الجامع المحقق لحلم الدولة المدنية والمواطنة المتساوية كخيار وحيد لا حياد عنه ولا تراجع مهما ارتفعت الكلفة وعلت في سبيل انجاز ذلك النصر التضحيات. فالتضحيات المقدمة اليوم من قبل ابطال المقاومة، والجهود التي تبذل في سبيل ذلك هي جهود وتضحيات ذات كلفة منخفضة قياساً بكلفة الخضوع لهذا المشروع التفكيكي التدميري الدموي وفرض نفسه بالقوة كسلطة امر واقع . ولا يعني ذلك التقليل من حجم التضحيات المقدمة من قبل ابطال المقاومة في مختلف الجبهات بل ان تلكم الجهود والتضحيات ينبغي ان تتضاعف لمنع حصول الاسوأ. ان تضافر جهود الجميع في هذا المنعطف التاريخي التي تمر به بلادنا واجب المرحله. وان تحقيق الفعل المقاوم الكفيل بمنع هذا المليشيات وردعها وايقافها من العبث بهذا الوطن وكسر ادواتها التدميرية القمعية وصدها والصمود في وجهها والتفوق عليها وعلى الاليات والامكانيات التي تستقوي بها وتسعى من خلالها لفرض نفسها بالقوة،ضرورة ملحه تستوجب على الجميع القيام بها والنهوض لتحقيقها من اجل حاضر و مستقبل هذا الوطن المكلوم. وفي سبيل تحقيق ذلك ينبغي وبالذات على ابناء تعز العمل جميعا بعيدا عن المكايدات والمناكفات والتشفي وبجهود متنوعة ومتتابعه تعزيزاً للحاضنة الاجتماعية المساندة للمقاومة وتحقيق الحشدالشعبي والاصطفاف الرادع لهذا المشروع العدوان وكسرة ابتداً من تعز . ولانجاح ذلك يتطلب العمل على بلورة خطاب وطني توعوي يُعلي من شأن البطولة والتضحية وينمي الاستعداد والجهوزية التامه للتضحية والفداء في سبيل اسقاط الانقلاب ودحر هذه الفئة الباغية الفاقدة للشرعية والمشروعية اعمالاً لقوله تعالى"والذين اذا اصابهم البغي هم ينتصرون". فدعم المقاومة الشعبية اليوم في مختلف المحافظات من قبل الجميع وتعزيز الحواضن الاجتماعية القاطعة لدابر المناطقية والمذهبية،وبلورت خطاب وطني يعلي من روح التضحية والفداء في سبيل انتصار واستقرار اليمن... هو الكفيلة اليوم بعد عون الله بإنقاذ اليمن واستعادة المشروع الوطني الجامع .