تقلع مهمة علماء اليمن في هذه المرحلة الحرجة من المنصات التالية: ➖المنصة الأولى: تأخير البيان عن وقت الحاجة لايجوز بالإجماع. ➖المنصة الثانية: سلامة المنهج مقدم على منهج السلامة. ➖المنصة الثالثة: جهاد المنافقين لايقل أهمية عن جهاد الكافرين. أيها الوارثون ميراث النبوة: إن هذه المرحلة الخطرة التي تعيشها اليمن في تأريخها المعاصر تحتم عليكم الانتشار على جبهات الوعي المختلفة، وإعلان حالة الطوارئ القصوى في جهادكم الدعوي العلمي لبيان الحقيقة، وإظهار الحق، واسترداد الحقوق، وهتك أستار المختفين خلف سراب الجهل، المضللين على الناس حقيقة مايحدث وضراوة ماكانت ستؤول إليه الأمور لو تمكن العدو الفارسي من رقاب أهل اليمن وأراضيهم. إن مهمتكم اليوم - أيها النبلاء- تتجلى في استدعاء الفهم الصحيح لطبيعة مايحدث والنظر له بأبصار بصائركم، واستخراج الفقه المقاصدي الدقيق، وتلقين الناس له، وهدم أنفاق النفاق بمعاول الصدق، وإبطال بطولات الباطل التي بهرجها الإعلام السافر. دعوا قليلا الخلاف في وجهات النظر وودعوها الأطراف، ولايمنعنكم رأي أو مسألة أن تكون مع الصادقين من مختلف الأطراف والمكونات﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكونوا مَعَ الصّادِقينَ﴾ [التوبة: 119]. لقد تحرك أقوام ينسبون أنفسهم إلى العلم وهو منهم كسراب بيقعة ويعلنون للناس أفكارا ومفاهيم تنشر القبح وتروج للقبيح وتتصيد شواذ الأقوال وشذوذها الفكري فتلقيها شباكا تصطاد بها عوام الناس ليكونوا ضحايا هذه الحمم الفكرية اللافحة. إن هذا الحال لايستقيم إلا بتناصر الجهود العلمية التي تقودون زمامها، وتستأصلون بها تلك الأورام الفكرية، وتشدون معاقد الحوادث بألجمة النصوص التي تهدي إليها ثواقب أبصاركم. وعلى صعيد آخر فإن فتية الشباب على الجبهات نتاجا حقيقيا لمحاضراتكم ومنبرياتكم التي أصدرتم منها البطولة وناديتم بالشجاعة فأنى لهم إذا كنتم أنتم أول المتنكبين لإصداراتكم. أيها الوارثون ميراث النبوة: لاتكفوا عن مسألة دقيقة من مسائل اليوم تنشرونها، ولا عن ثغرة خطرة تسدونها، ولا عن وعي صادق تنثروه في الأصقاع، وإن ابتعد عددٌ منكم عن اليمن فإنما هو بُعدٌ جسدي إلى حين أما القلب والهوى والشعور فلا يزال يرسل تردداته عبر الحدود يقول للناس: الثبات الثبات، والبذل البذل، والصمود الصمود. إن جهادكم عبر التأريخ يحكي صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل ومافوق ذلك من العزيمة الوثابة والتقدم الفولاذي البطل. إن اليمن أمنتكم على دينها فإن أنتم تراخيتم ضيعتموه فكونوا لدين أهل اليمن على الذب والحياض ﴿وَإِن تَتَوَلَّوا يَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم ثُمَّ لا يَكونوا أَمثالَكُم﴾[محمد: 38]. فانفروا في ميادين الوعي والعلم وساحات الجهاد ﴿إِلّا تَنفِروا يُعَذِّبكُم عَذابًا أَليمًا وَيَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم وَلا تَضُرّوهُ شَيئًا وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾ [التوبة: 39].