سقطت كميات من الأمطار الغزيرة على مشعر منى حيث كان الحجاج يستعدون لقضاء الليلة الأخيرة هناك قبل التوجه إلى مكة لطواف الوداع. وقد شملت الأمطار صعيد منى و مناطق أخرى من المشاعر المقدسة بعد صلاة الظهر وسمع دوي الرعد واتت السيول على بعض حاجيات الحجاج المفترشين الأرض والذين كانوا الأكثر تضررا من هذه الأمطار. وكان الحجاج قد رموا أمس الجمرات الثلاث في أول أيام التشريق. وكانت العملية تسير وفق تنظيم محكم يمنع على الحجاج التوقف أو العودة من حيث جاؤوا، كما يمنع عليهم إقامة سنة الوقوف والابتهال والذكر على مقربة من الجمرات. وكان تدفق الحجاج على جسر الجمرات في أول تجربة له يسير بنوع من الانسيابية رغم أن الاكتظاظ كان دائما منحصرا في الدور الأرضي. واستوعبت منشأة الجمرات الحشود الهائلة من الحجاج الذين توزعت وفود تفويجهم على طبقات المنشأة تباعا لرمي الجمرات وخطط التفويج المعدة . وفجأة بدأ هطول الأمطار في المشاعر المقدسة وعلى أنحاء متفرقة من البلاد، فتجددت المخاوف من وقوع سيول شبيهة بالسيول التي شهدتها جدة العام الماضي وخلفت أكثر من مائة قتيل. إلا أن المسؤولين السعوديين قالوا إن الأمطار كانت خفيفة وأنها لم تؤثر على أداء المناسك. وتواصل صعود الحجاج إلى جسر الجمرات رغم تساقط الأمطار. وتحولت الشمسيات التي يستظلون بها من حر القيظ إلى شمسيات تحمي رؤوسهم من مياه الأمطار، لكن الصور الأكثر تعبيرا كانت في خيام المفترشين الذين يلتحفون السماء. جاء هذا في وقت يستعد فيه المتعجلون من الحجاج لمغادرة البقاع المقدسة اليوم بعد رمي جمرات اليوم الثاني من أيام التشريق والعودة إلى مكة لطواف الوداع. ويسدل الستار اليوم على موسم حج آخر بالنسبة لكثيرين بينما يبيت من تبقى من الحجاج ليلة إضافية في منى يرمون بعدها جمرات اليوم الثالث.