لم يتبقى هناك من خيارات متاحة أمام اليمنيين للحياة والعيش في وطنهم غير الهجرة أو الثورة او الموت ، وهذا ما عبرت عنه منظمات الأممالمتحدة الاغاثية العاملة في اليمن . الفقر والجوع والجرع والأمراض المستوطنة هو واقع حال هذه البلاد فثلث اليمنيين يعانون الجوع المزمن وثلثي السكان لا يستطيعون توفير احتياجاتهم الأساسية ويعانون أمراض سوء التغذية و65% من أبناء هذا الشعب يعيشون تحت خط الفقر بمعدل دخل يومي يقل عن دولارين و الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وصحة وتعليم وضمان اجتماعي انهارت بشكل غير معقول بل صارت معظمها غير متوفرة للغالبية العظمى من اليمنيين ، وكل يوم تسير حياة الناس نحو الأسوأ وفقدت الدولة واجباتها وصارت الى أيدي قلة مستفيدة فاسدة تستغلها لمصالحها الخاصة ولعل صرخة منظمات الأممالمتحدة المهنية في مجال الإغاثة الإنسانية تأتي لتقرع جرس إنذار نهائي أمام هذا الشعب إزاء المصير المأساوي الذي ينتظره لكي يبادر لانقاذ نفسه ولا يسمح بتدهور أوضاع البلد الى أن تصير الى وضع كارثي غير مسبوق لن يكون عنده بمقدور أحد مساعدته طالما ارتضى لنفسه هذا المصير . ان تشخيص الأزمة اليمنية ومظاهرها وأسبابها وصيرورة هذا البلد الى ماهي عليه اليوم معروفة للقاصي والداني من سكانه ولا يحتاج الأمر لمزيد اجتهاد لكن ماهو مطلوب اليوم وما يجب التنبيه له أنه لم يعد هناك امام اليمنيين المزيد من الوقت لإضاعته ولم يتبقى أمامهم الا أن يبادروا لإنقاذ أنفسهم وأسرهم وأجيالهم ويكفيهم سلبية ولامبالاة وتعايش مع الظلم و الفساد والاستبداد الذي نزع عنهم إنسانيتهم وكرامتهم وأحال حياتهم الى فقر مدقع وجوع مذل وأمراض مستوطنة وساحة مفتوحة لحروبه ومشاريعه من أجل التسلط وتأبيد البقاء في الحكم حتى صرنا مشردين ولاجئين على ساحة وطننا فاقدي الأمل في حياة انسانية حرة كريمة . ان هذا الحكم الفردي الفاسد الذي يتسلط على رقاب اليمينين لأكثر من 3 عقود لم ينتج الا كل هذا الدمار وشلة المفسدين التي تعبث بمقدرات بلدنا الذي تقوده اليوم الى الهاوية مالم تتدارك القوى الوطنية الحية خطورة المرحلة التي وصلت اليها البلاد وتستشعر مسؤولياتها الإنسانية والدينية والوطنية وتتحرك نحو الإنقاذ. لقد ظلت تدار هذه البلاد منذ 32 عاما و حتى اليوم بسياسات الحكم الفردي كطريقة لادارة البلاد من أجل ضمان استمرارية الإستحواذ بالسلطة وتوريثها والعبث بثروات ومقدرات الوطن وقهر الإرادة الشعبية وهاهو حصاد هذا الفساد شاخصا اليوم وقد أوصل وطننا الى خيارات ثلاث اما الموت او الهجرة أو الثورة . هاهي ساحة وطننا اليوم من اقصاها الى أقصاها مفتوحة امام الحروب والمجاعات والجرع والفقر والأوبئة والأمراض المستوطنة وهاهم أبناء هذا الشعب وحدهم فقط الذين يدفعون الثمن ويلقون مصارعهم بشكل يومي ، نعم هم وحدهم أبناء هذا البلد الذين يدفعون حياتهم ثمنا لسياسة الفساد. لقد دمرت السلطة بسياساتها الفاسدة الفاشلة كل شئ في حياة سكان البلاد وبددت ثروات الوطن وبثت الصراعات والانقسامات في الشمال والجنوب والوسط والشرق والغرب وكله من اجل التسلط والبقاء. فأي الخيارات سيقبلها الشعب وهل سيبقى صامتاً أمام مصادرة حقوقه وحقوق الأجيال القادمة أم سينتصر لنفسه ولإرادته ويمضي في نضاله السلمي من أجل حياة انسانية حرة كريمة.. هذا ما نؤمله وإلا ماذا تبقى لليمنيين غير ذلك .