شهدت عددا من المدن اليمنية تظاهرات حاشدة تنديدا بالحصار العسكري الذي تفرضه وحدات عسكرية تابعة للحرس الجمهوري على قرى الحد يافع بمحافظة لحج، والمجازر الدموية التي ترتكب بحق الفعاليات السلمية في مختلف ساحات وميادين الحرية والتغيير. وأكدت التظاهرات السلمية رفضها الكامل لأي مبادرات تُطيل عمر النظام وتساعده على الإفلات من العقاب، مطالبة دول مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي برفع الغطاء عن صالح ودعم مطالب الشعب اليمني في تنحيه ومحاكمته. وخرج مئات الآلاف من أبناء (محافظة صعدة) صباح اليوم 2 مايو 2011 في مسيرة تظاهرية حاشدة أكدوا من خلالها صمودهم أمام مطالبهم المشروعة والمحقة، التي تنادي بإسقاط النظام الظالم ومحاكمة القتلة والمجرمين ومحاكمة الفاسدين ونهابي ثروات الشعب. وفي المسيرة رفعت اللافتات وألقيت الكلمات التي تعبر عن الصمود والصبر في مواصلة النضال السلمي والدعوة إلى الاستمرار في المسيرات والإعتصامات، والتنديد بالمجازر التي يرتكبها النظام، والرفض لكل أنواع الحوارات الجوفاء التي يستفيد منها النظام لوحده وتطيل أمد قمعه وإجرامه. وأشاد الجماهير بالوحدة الشعبية للثورة اليمنية التي توحدت تحت هدف واحدة واستمرت في نضالها المشروع طيلة هذه الفترة رغم استخدام النظام للعنف وقتل المتظاهرين والمعتصمين بالرصاص الحي والقنابل الغازية. وفي محافظة إب، تظاهر عشرات الآلاف تنديدا بالمجازر الدموية التي يرتكبها نظام صالح بحق أبناء يافع لحج وأبناء المنصورة في عدن. وقال مراسل الصحوة نت في إب "فؤاد الفقيه" إن المسيرة التي انطلقت من خليج الحرية باتجاه شارع العدين وطافت عدد من أحياء المدينة، رددت شعارات ورفعت لافتات تعبر عن رفضها لأي مبادرة لاتنص على الرحيل الفوري والمحاكمة لصالح وبلاطجته. وطالب المتظاهرون دول الخليج والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة بالإنحياز لمطالب الشعب اليمني وثورته السلمية ورفع الدعم عن نظام صالح واتخاذ الإجراءات الرادعة ضده بعد ما أظهر مراوغته واستمرأه في ارتكاب مزيد من المجازر الدموية بحق المعتصمين السلميين واقتحام ساحات وميادين الحرية والتغيير في محاولة لإفشال ثوره الشعب السلمية. كما طالبوا المنضمات الدولية القيام بواجبها الإنساني والعمل على حماية حق اليمنيين في الحياة والتعامل مع صالح ورموز حكمه كمجرمي حرب. وفي محافظة الضالع تظاهر الآلاف من أبناء مدينة دمت ومديرية قعطبة في مسيرتين منفصلتين، نددت جميعها بأعمال القتل التي تمارسها قوات الحرس الجمهوري بحق أبناء الحد يافع وما تفرضه تلك القوات من حصار للقرى والمناطق السكنية هناك، منددة في السياق ذاته بالمجزرة التي ارتكبها نظام صالح بحق المعتصمين السلميين بمديرية المنصورةبعدن أثناء اقتحام قواته الأمنية مخيم الاعتصام بميدان الشهداء، واستشهد على إثرها أربعة معتصمين وأصيب العشرات. ورفعت التظاهرات السلمية في دمت وقعطبة اللافتات ورددت الشعارات الرافضة لاي مبادرات لا تنص صراحة على "رحيل ومحاكمة النظام"، مطالبة المجتمع الدولي والأشقاء في الخليج برفع الدعم عن نظام صالح ودعم ثورة الشعب اليمني السلمية، وممارسة مزيد من الضغط على نظام صالح لإجباره على الرحيل الفوري. كما خرجت تظاهرات مماثلة في ذماروالبيضاء وتعز، طالبت برحيل فوري ومحاكمة عاجلة لنظام صالح، وجددت التأكيد على رفضها للمبادرة الخليجية التي اشترطت منح ضمانات قانونية تحول دون محاكمة صالح ونظام حكمه على ما ارتكبوه من جرائم بحق الوطن والشعب طيلة ثلاثة عقود ونيف. وفي البيضاء جابت المسيرة الحاشدة شوارع مدينة البيضاء مطالبة برحيل النظام, ومنددة بقصف قوات الحرس الجمهوري منطقة الحد يافع بالمدفعية والأسلحة الثقيلة. وقال مراسل الصحوة نت في البيضاء "عارف العمري" إن المسيرة انطلقت من ساحة أبناء الثوار بوسط المدينة, مروراً بجولة المجمع الحكومي، حيث استقبلت حشود غفيرة توافدت من مديريات رداع والسوادية وردمان – ال عواض – والملاجم والطفة وذي ناعم. ورفع المتظاهرون شعارات تدعو إلى محاكمة نظام صالح, وتطالب مجلس التعاون الخليجي برفع الغطاء الإقليمي عن صالح حتى يتم محاكمته أسوة بنظيره المصري محمد حسني مبارك. كما طالب المتظاهرون مجلس الأمن الدولي بالتدخل العاجل لإنقاذ أبناء الحد المحاصرين الذين يتم ضرب بيوتهم بالأسلحة الثقيلة, والذي ترتب عليه خسائر بشرية ومادية كبيرة, لا تزال غامضة حتى كتابة هذا الخبر. وفي حضرموت عبر شباب التغيير بالمكلا عن موقفهم الثابت والواضح برفضهم لأي مبادرة لا تنص على الرحيل الفوري لصالح، وطالبوا الأشقاء في دول الخليج للوقوف مع الشباب في ثورتهم السلمية ضد نظام صالح لإسقاطه وبناء دولة مدنية قوية خالية من الفساد والظلم ونهب الثروة، مؤكدين أن مصلحة دول الجوار في إيجاد دولة مدنية تديرها مؤسسات وليست عصابات أو أسرة. كما طالب شباب التغيير بحضرموت جميع المنظمات الحقوقية برصد جرائم نظام صالح ضد الإنسانية وتوثيق جميع مجازره ضد الفعاليات السلمية في محافظات الجمهورية. وكان قد انضم لشباب التغيير بحضرموت المعتصمون بساحة التغيير بكورنيش المكلا سبعة من أفراد الاستخبارات العسكرية برتب مساعد أول وهم (سالمين سالم باطهيف، عادل عبد الله باراس، صالح رمضان بازيد، سعيد عبد الله النوحي، خالد عبد النعيم بن همام، عبد الرشيد عبد الله عرتن، وعمر سعيد مبارك جمد) حيث أعلنوا انضمامهم ودعمهم لثورة التغيير ضد هذا النظام الفاسد، كما دعوا زملائهم في القوات المسلحة بأن يبادروا بدعم الثورة السلمية.