بعد رحلة تسويق طويلة خاضها المغمور ياسر اليماني في هياكل نظام صالح القائمة على التزمير، والتزوير، والتضليل، والتمجيد للفخامة الفاسدة، واقترابه قاب قوسين أو أدنى من اصطفاء صالح له كمحافظ لمدينة عدن أو وزيرا كما كان يطرح جاءت الثورة المباركة لتقطع الحلم الموتور للمفلس ياسر اليماني، فكان رده جنوني حيث شاهده ملايين اليمنيين وهو مضطرب، ويهرف بما لا يعرف، ويعيش وهم انتصار صالح ويتوعد مناوئيه، ويذكر دائما بمآثر علي صالح بأن يده لم تمتد بالذبح لمعارضيه، وهي النعمة التي يجب أن يشكر اليمنيين عليها الله صبح مساء أن أبقت يد صالح الرؤوس دون تقطيع. وبعد أن فقد أمل قعود صالح على كرسي المغانم والمزايا التي يسيل لعابه لها، بدأ يتقرب من الرئيس هادي، لكن بمكيدة هي الأكثر خطرا على الرئيس هادي، فتسويقه لكذبة دعم اللقاء المشترك وتحديدا الإصلاح للإرهاب في المحافظات الجنوبية لا تنطلي على مجنون، وهو يدرك كما يعرف نفسه بأن من يدعم الفوضى بكل مسمياتها في الجنوب كما يدعمها في الشمال هو معبوده صالح، الرائد في تفخيخ البلاد بدون منافس، وأن طلاسمه التي يسوقها في حضرت الرئيس هادي هي التجارة الأكثر بوارا، أليس ياسر ...صاحب التهريج لخزعبلات نهاية عجلة التاريخ اليمني الموحد في حال خروج صالح من السلطة أو الانقلاب عليه كما هي قناعته؟ والآن خرج علينا ببرمة خطيرة، وهي أن على هادي الاعتكاف في عدن لأن صنعاء هي من تقف خلف الإرهاب، لكن نسي أن يقول بشجاعة وصدق من يقف خلف دعم القاعدة؟ ولمن يترك هادي صنعاء، لبئس النصيحة!! الرئيس هادي في نضر ياسر اليماني أقل من أن يقود اليمن في حضرت صالح حينها، واليوم هو أكثر من يحرص عليه، ويشفق عليه من القوى الثورية، نسي فقط ياسر أن يقول بأن علي صالح معلمه، ومثله الأعلى أحرص على نجاح عبد ربه منصور، وقيادته لدفة الحكم، وأن الحوثيين هم رصيد الرئيس هادي الإستراتيجي ومدده وماذا بعد...، خسئت مجاملاتك يا ياسر المهرج، كم أنت غريب على الحقيقة ونكرة في قاموسها، ومفلس حد أن لا منافس في حضرت تخصصك غير المرغوب. ياسر .... ما في جعبتك لا تسعفك في أن تقترب من رجل وطني مثل "هادي"، الذي دافع عن وحدة البلد وأمنها في أحلك الظروف، ويواجه القاعدة التي تعلم رائد صناعتها، في حين ذهبت مع صالح إلى وادي التخريب بدون أبسط الثوابت، واليوم وبعد كل المخازي والحماقات التي ارتكبتها في إطار منظومة صالح تبحث عن حضن دافئ، ما هي مؤهلاتك كي تسوق نفسك بهذه الطريقة بعد أن أصبحت مفلس أخلاقيا ناهيك عن إفلاسك العلمي؟ وأنت تعلم جيدا واقع مؤهلاتك التي ارتقيت بها في سلم سلطة صالح، ومعايير الصعود فيها، فذكرها تعاف أن تستمع لها الحمير. لم يعد يخفى على عاقل أنك ما زلت مصرا على عودة زعيمك الروحي إلى سدة الحكم، ولن يتأتي ذلك بدون الوقيعة بين الرئيس هادي والقوى الثورية، لأن ذلك سوف يترك هادي لقمه صائغة لعلي صالح والقوى الظلامية المتحالفة معه والمباركة خارجيا، مكشوفة مغالطاتك اليائسة في إطار الآلة الإعلامية التي تسميت في تسويق التوتير، وتعيش وهمه الكبير بين الرئيس هادي والقوى الثورية وتحديدا اللقاء المشترك ومستشار الرئيس لشئون الأمن والدفاع اللواء علي محسن، وتستمرأ الكذب والخوض في موضوع كهذا بكل وقاحة، للنيل من الرئيس هادي والثورة التي أثمرته لقيادة البلاد. وحده ياسر اليماني تاريخ عامر بالذنوب والخطايا، ولا تعجز قوى اللقاء المشترك، ومن تصب عليهم سهام مكرك أن يفتحوا تاريخك الجميل منذ نشأة أظافرك، لكن يترفعوا عن الرد عليك فلا يغرك سكوت تلك القوى على حماقاتك، وتجنب سكوت الحليم، وتعلم أن تنتقد بأشياء معقولة، وليس بأكاذيب مقرفة، الرئيس هادي في غنى عنها، ولا يشرفه شخص من أمثالكم أن يتصدر للذب عنه، فهناك الكثير من الأقلام النظيفة التي تسهر في الدفاع عنه بوازع وطني، وليس البحث عن لعاعة كما هي عادتك الرديئة. بقية لك ياسر فرصة حسنة واحدة يمكن أن تكفر عنك بعض خطاياك، التي اقترفتها في حق البلاد، ومسلسل تظليلاتك السابقة والحالية، وهي أن تقنع رفاقك السابقين والمرضى بأن يكفوا عن ممارسة التخريب، ودع هادي وشأنه، فهو في غنى عن قربك المؤذي، وطالعه الشؤم، خصوصا وأنك لا تملك شيئا في أمور السياسة سوى بعض المكر الذي لا يغني في واقع التدبير ومنافعه.