ثورة الشباب الشعبية السلمية التي أطاحت بنظام مستبد وحاكم فاسد في يمننا السعيد ، أمام تحديات عديدة لا تكاد تحصى ولا تعد ،ولعل من أبرزها (التحدي التعليمي) ،فالمناهج التعليمية المرتبطة بالنظام السابق لم تعد متناسبة مع التغيير الذي أحدثه الشباب في عام 2011 ،ومن هنا كانت من أبرز ما خرج الشباب من أجله المطالبة بتعليم يليق بالنهضة التعليمية والتطورالتكنلوجي الحاصل ،ومن هنا كانت المطالبة بإدخال تغييرات شاملة لتعديل تلك المناهج وتطويرها طبقاً لمتطلبات واحتياجات وأهداف المرحلة الجديدة التي صنعها الشباب في ساحات الحرية ، ومعنى ذلك ضرورة إجراء عمليات حذف وتصحيح وإضافة واسعة ، حذف كل ما يتعلق بشخصيات الحكام المخلوعين من قبل الشعب ومنجزاتهم المغالى فيها والتي قصد بها التمجيد والتطبيل والتملق للحكام، وكذالك تصحيح وإضافة أحداث تأريخية لم يكن النظام السابق يعري لها أي إهتمام مع انها إنجازات بطولية خالدة في التاريخ ، وكذالك إدخال شخصيات تأريخية كان ذكرها محظوراً أو منتقصاً مثل الشهيد إبراهيم الحمدي وغيرهم من السابقين والآحقين، وما يحتاج إليه الطالب اليمني من ثروة معلوماتية في كل المجالات وخاصة المجال الإجتماعي والدراسات الإجتماعية وخاصة عن ثورات الربيع العربي وأسابابها ومتطلباتها من الحق في الحرية والتعبير عن الرأي المشلول إبان حكم النظام السابق ،والديمقراطية والعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية . نحن كشباب نعلم أن المناهج الدراسية لها الإسهام الأكبر والفاعل في تشكيل وجدان المواطن وفي تنمية وعيه بقضايا مجتمعه وأمته ،وكذالك لها الدور البارز في ترشيد توجهاته وتصحيح تصوراته وفي تعديل سلوكياته ومواقفه ،سواء فيما يتعلق بالمجتمع اليمني الذي ما يزال حسب منظمات ودراسات أجريت عليه أنه من المجتمعات المتخلفة في مجال التعليم بكل مجالاته ، أو فيما يتعلق بالنظام السياسي الذي يحكم الوطن والسلطة الحاكمة ومؤسسات المجتمع المدني أو ما يتعلق بعلاقته بشعوب العالم المختلفة. تطوير المناهج أمر مشروع بل مطلب ملح ،لكن المخاوف من تسييس المناهج وهكذا سنضل ندور في الدائرة نفسها ،فما الحل لهذا المشاكل التي تحدث في مناهج التعليم ؟..