أدركت الدولة أنها في خطر قد يؤدي بانهيار الدولة ومشروع الوحدة الذي لا تزال بعض القوى في صنعاء تعتقد بأنه مشروع مصير وبقاء وسيطرة على كل مقدرات البلد ، مما دفع بالبعض ممن هم من خارج محافظة حضرموت أن يعزموا على السفر والخروج قبل العشرين من ديسمبر ، وكذلك جاءت تحذيرات من أكثر من جهات حكومية ومجتمعية في صنعاء أبرزها تحذير مجلس النواب بعدم المساس بأبناء المحافظاتالشمالية وبعض قيادات الأحزاب . المصدر: http://www.marebnews.com/news27726.html#sthash.i5L57FmV.dpuf وفي نفس الوقت لاقت الهبة تدخل الدولة حيث تم إرسال عدد من الرسائل عبر قيادة السلطة المحلية بمحافظة حضرموت ولكنها قوبلت بالرفض حيث اصدر الحلف بيان بتاريخ 17 ديسمبر 2013 م يعبر فيه عن رفضه بتدخل الدولة في مشروع الهبة وان قضية الشيخ سعد هي قضية كل أبناء حضرموت مؤكدين بان الهبة ماضية في طريقها . كما أرسل الحلف مجموعة رسائل إلى جميع الشركات والمقاولين بان يقفوا مع حلف قبائل حضرموت كورقة ضغط على الدولة وجاءت هذه الرسالة بتاريخ 1612014م . المصدر: http://www.alhelf.com/?p=486 لكن الهبة لم تأخذ مسارها كما خطط لها بسبب تدخل الدولة تمثل في إرسال لجنة رئاسية بقيادة نائب وزير الداخلية وبمباركة عدد من الشخصيات الاجتماعية بما فيهم الشيخ عبدالرحمن باعباد والشيخ عبدالله صالح الكثيري شيخ مشايخ آل كثير والسلطة المحلية بمحافظة حضرموت حيث عقد لقاء موسع لمناقشة تنفيذ مطالب حلف حضرموت دون أن يكون هناك أضرار بمصالح الدولة ومؤسساتها ، هذا الإجراء اضعف مشروع الهبة وأخذت مسار آخر وهو أن تكون الهبة تحت سيطرة الدولة وبإدارة حضرمية هم بالأمس كانوا من اشد المنادين بتنفيذ مخرجات وادي نحب والتي تتضمن مطالب تصل إلى حد فصل حضرموت عن الدولة وبما يحفظ حقوقها وكرامة أبناءها . بعد مضي أيام أصبح مشروع الهبة الشعبية مجرد حركة تسير وفق المنحنى البداية ثم الذروة ثم الشيخوخة ثم النهاية بسبب تخاذل المجتمع أولا في حضرموت وانقسامه بين مؤيد مندفع لحلف حضرموت بصيغته الساخنة وبين مؤيد للهبة وفق مسار حكومي ممنهج لإنهاء هذا الحلف ليكون في فعل كان . تسارعت الأحداث وتغيرت المسارات وأصبحت قضية مؤسس الحلف الشيخ سعد بين خيارين إما أن تنتهج مسار الحكم القانوني والذي تقول فيه لجنة الوساطة بقيادة نائب وزير الداخلية لخشع أن هذا المسار سيأخذ وقت طويل الأمد وأما أن تسلك طريق الحل العرفي القبلي ستكون قصيرة الأمد ، وبالفعل حاولت الدولة أن تضغط على حلف قبائل حضرموت بان يقبلوا بالحل العرفي . الشيخ عبدالرحمن باعباد عضو لجنة الوساطة والتحكيم الرئاسي المرسل لحلف قبائل حضرموت أوضح على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”حيث قال:”بداية في كل القضايا أُفضِّل الصلح على العرف القبلي وما يسمى بالعدالة .. ولما آلت الأمور إلى التحكيم ووقفت في خُطاها وخشينا على حضرموت ما خشينا تم الحل بالعرف القبلي مؤكدا أن هناك توجيهات رئاسية صريحة وقوية لتنفيذ بنود الصلح وهنا نذكر منها : اعتماد توظيف ( 70 % ) من العمالة الخدمية من أبناء المحافظة والأولوية لأبناء مناطق الامتياز، واعتماد ( 50 % ) من الوظائف الفنية والتخصصية للخريجين من أبناء المحافظة من الجامعات والمعاهد الفنية والمهنية ابتداءً من هذا العام وإنزال جميع المناقصات للخدمات النفطية لأبناء حضرموت كذلك التوجيه باعتماد ألف فرد من القوة الشعبية في محافظة حضرموت مع كافة اللوازم الخاصة يتم توزيعهم في الوادي والساحل والهضاب بالتنسيق مع الحلف، تدريب أبناء حضرموت الخريجين من الجامعات لتحويل المبالغ المرصودة في صندوق الإعمار للمتضررين وإعطاء كل متضرر حقه. كذلك توجيهات رئاسية لوزارة الدفاع بنقل مقرات المناطق العسكرية من داخل المدن بعيداً عن التجمعات المدنية والسكنية ومحاسبة الشركات المتسببة في التلوث البيئي ودفع التعويضات اللازمة وإزالة الضرر البيئي سريعا “. كل هذه البنود معززة بمبلغ مالي ضخم مقداره مليار ريال ومائتين واثنين قطعة سلاح وأشياء أخرى . الحلقة القادمة: تحذيرات الحلف للشركات ، بيانات الحلف ، الاختطافات ، ليلة سقوط سيئون.