بدأ المحقق الشهير بنعمر بالتحقيق... في المستشفى الوطني للربيع... مع الخادمة اليمنية الاصيلة الجميلة الفقيرة المضمدة بالشاش والقطن و القسطرة الوريدية.. ولا يرى من وجهها سوى شفتين متورمتين إحداها حمراء و الأخرى سوداء... وعينين سبحان الله المعبود: إحداها زرقاء و الأخرى بنجمة حمراء وساقها المكسورة مرفوعة مجبّرة بجبيرة بيضاء طبية... و مع آهاتها طلب المحقق (بنعمر) منها المتابعة بقوله: أكملي أقوالك يا جميلتي؟! الخادمة : يا مستر بنعمر ثلاث سنوات ونصف من العمل دون كلل لأحقق الأمل في إتمام دراستي الجامعية , و معاونة أسرتي في بعض أموره المادية... فكان عملي في البيوت كخادمة هم و كدر وحزن وشقاء.. وراحتي غرفة غسيلٍ وسهر.. و طعامي فتات للبعير و البقر... إخلاصي لهم ضرب و تحرش و اعتداء... تراني لست من بنات البشر... الزوج إصلاح والزوجة مؤتمر هم من عذبوني وأكلوني وأنا مازلت حية يا بنعمر... الزوجة مؤتمر تهمس بأذن الزوج إصلاح: تحرش يا أبن ال..... برأس أمك أيش عملت معها... تحرش واعتداء يعدل لسانها سبحانك... الزوج: لا تخافي عملت فحوصات طبية مخبرية وكلها ايجابية لا سل ولا ايدز ولا أي امراض مهبلية... الزوجة: طمنتني.. الزوج: طبعا لازم تطمئني فقد اخترتها من مكتب (مشهور) وعليها ضمانة خليجية و اخترتها بمساعدة من ذوي الخبرات العالمية ولديهم فروع في كلاً من تونس ومصر وليبيا وقريباً سيفتحون فرع جديد عند الجاره السعودية... المحقق: كفى همساً أريد تدوين أقوالها.. الخادمة : لقد همْ همَ و سَمْ سَمَ فلذة مني وذلك من الشهر الأول من تواجدي؟!! المحقق(بنعمر) : لم أفهم ما تقصدين وضّحي... الخادمة : لقد أجبرني على الإجهاض فقد كنت لا أدري أني حامل من زوجي 11 فبراير إلا بعد أشهر... الزوج : لاحول ولاقوة الا بالله ؟! حامل و خادمة كيف تجتمعان... و الناس يا سيدي لا ترحم .... الخادمة : رحمتك يا رب... وهل رحمتني أنت أولاً قبل أن تنهش جسدي دون رحمة...؟؟ وهل من الرحمة بعد جريمتك أن تحجز أجري وراتبي !!!! الزوج: حجزت رواتبك لأن المكتب (ملح و ذاب) طلع نصاب ابن نصاب.... الخادمة : إن كان نصابا فتعب عافيتي لن يذهب سدىً سأعترف أني سرقتك ...ولكن... الزوج و الزوجة للمحقق: ويل لها يجب أن تعاقب...! هذه السارقة... الخادمة المضمدة بالشاش : قبل أن أعاقب أضيف إلى أقوالي للمستر بنعمر بأنكما أنتما من قاما بخنقي و إلقائي من الطابق الثاني ليلا ً ليقال أنني انتحرت و لكن عناية الله جعلتني بينكم الآن.. الزوج : اوف اوف اوفنحن رميناك يا بنت ال... !! المحقق (بنعمر) : ألفاظك يجب أن تكون مهذبة يا ابن ل...!! تابعي يا حلوتي فنحن في جريمة شروع بالقتل....!! و هنا الزوجة تضع يداه على وجهها وتردد : أنا بريئه بريئه يا بنت ال... وكان الزوج ينظر للأرض وعلى وجهه ملامح الخبث والمكر والاحتيال ، وفجأة رفع الزوج رأسه ليجد أن الخادمة قد وقفت على ساقيها و بدأت تخلع قناع الشاش و إذا الوجه ليس بغريب إنه وجه أم الزوج.. نعم أمه و تقول له: أنا ماما... أنا ماما... أنا أمك يا ملعون.. ثم ينقلب الوجه إلى وجه ابنته لتقول: أنت بابا أنت بابا.. ليش تعمل بنا هاكذا يا بابا..!! ثم ينقلب إلى وجه أخته.. ثم ينقلب إلى وجه فؤاد الكبسي : انا والقلب كنا اصحاب ولا ادري ما الذي غثاه.. ثم إلى صورة جميلة سعد : يا لطيف والكبر فيك يا لطيف والهنجمة.. ثم إلى وجه نهدين هيفاء وهبي : أنا هيفاء أنا من غيري أنا قلبي اللي ابتلى بعيون حلوين رقصني أنا دلعني أنا.. و مازال الوجه ينقلب و يتقلب الزوج على السرير وهو نائم سابع نومة، تارة يشهق في كابوسه و تارة يضحك وتارة يضاجع ، وزوجته تركله ركلا وهي شبه نائمة لتقول: يبدو أنك لم تأخذ مهدئ (تحميلة البند السابع) كل يوم... يا بعلي الاحمر... أتراها أضغاث أحلامك أم رؤى بحاجة إلى تأويل..!؟