تتحفنا الاممالمتحدة دوما بمواثيقها التي تتحدث عن حقوق الانسان والتزامات الدول تجاه المدنيين في اوقات الحرب, الا انها تختفي تماما عندما يتعلق الامر بالانسان الفلسطيني وإنتهاكات اسرائيل المستمرة للقانون الدولي الانساني والقانون الدولي وجرائمها البشعة بحق الشعب الفلسطيني. وفي الحرب الاخيرة على الشعب الفلسطيني في غزة, روجت الاممالمتحدة للخطوات الانسانية التي تعلنها اسرائيل لابناء غزة حتى ان المرء قد يعتقد بانها إسهامات جديدة لاسرائيل في تطوير القانون الدولي الانساني. ونوضح ذلك بالاتي: 1) اعلنت اسرائيل من جانب واحد عن سحب قواتها من قطاع غزة وتركه لادارة فلسطينية تقوم بمهام امنية لصالح اسرائيل داخل غزة, معتبرة ذلك الاجراء عملا إنسانيا وإنهاء للاحتلال وبراءة ذمة لاسرائيل كدولة محتلة تجاه الشعب الفلسطيني المحتل. غير ان الحقيقة هي إن اسرائيل قامت بتحويل قطاع غزة الى سجن كبير لكل ابناء الشعب الفلسطيني مفتوح فقط لاسرائيل من السماء تمطرهم عبرها بصواريخ طائراتها وقذائف دباباتها وقت تشاء دون حسيب او رقيب. وللتدقيق اكثر فان سجن غزة يختلف قليلا عن باقي سجون الدنيا, فليس فيه على السجان أي التزامات تجاه المساجين سوى قتلهم وقت يشاء عن طريق التجويع والحصار ومنع ادخال الدواء والغذاء او استخدامهم حقل تجارب لأسلحته الجديدة والمحرمة دوليا. 2) في كل حروبها على غزة قامت اسرائيل باستخدام كل انواع الاسلحة المحرمة دوليا, وقصفت سيارات الاسعاف وكل المنشاءات التي يحرم القانون الدولي التعرض لها مطلقا مثل المستشفيات ومحطات الكهرباء والمياه والمدارس, وقتلت الصحفيين والمسعفين والطواقم الطبية, واستهدفت منازل المواطنين والاحياء المكتظة بالسكان المدنيين, وذبحت الاطفال والنساء بكل وحشية وعنف. فماذا كان موقف (المجتمع الدولي) من انتهاكات اسرائيل الجسيمة للمواثيق الدولية الانسانية والمتعلقة بالحروب؟ منح اسرائيل الحق بالدفاع عن نفسها وتاييدها في حربها الظالمة ودعمها عسكريا ودبلوماسيا والتغاضي عن (هفواتها), وإستهجان همجية الفلسطينيين غير المقبولة وإدانتهم بقوة. من ابرز إنجازات اسرائيل الانسانية في حربها الاخيرة على غزة, ثلاثة إنجازات هي: 1- إشعار المواطنين المدنيين في احياء كاملة على اطراف غزة بمغادرة منازلهم والنزوح الى اماكن آمنة وسط غزة, لان تلك الاحياء سيتم قصفها و تدميرها كاملة. لكن الاممالمتحدة لا تعلم بان اسرائيل في حروبها على غزة لا تستثني أي مكان سواء في اطراف غزة او في وسطها ما يعني انعدام أي مكان آمن من القصف الاسرائيلي في كل قطاع غزة. 2- إدخال اسرائيل لاسلوب جديد في حربها الهمجية على الفلسطينيين في غزة عبارة عن صاروخ تحذيري رحيم تطلقه الطائرات الحربية الاسرائيلية على المنشاة المستهدفة فتدمر احد طوابقها وتقتل من فيه, وقبل مرور دقيقة تقوم باطلاق صاروخ اخر على تلك المنشأة يدمرها كليا ويساويها بالارض ويدفن معها كل من كان بداخلها. 3- الهدنة الانسانية وهي دعاية اعلامية اسرائيلية يصدقها المدنيين الفلسطينيين فيعودوا الى مناطقهم لتفقد ما تبقى من مساكنهم, وتسارع الطواقم الطبية لانتشال الضحايا من بين الانقاض, ويتجمع الصحفيين لنقل حجم الدمار الشديد الذي لحق بتلك المناطق. عندها تتذرع اسرائيل باي كذبة وتقوم بقصف تلك المناطق لتحصد اكبر عدد من المدنيين خصوصا النساء والاطفال والطواقم الطبية والصحفيين. فماذا فعلت (الاممالمتحدة – الولاياتالمتحدة)؟؟؟ وماذا فعلت المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان؟ وماذا قدمت منظمة الصحة العالمية؟ وماذا فعلت الانظمة العبرية والجامعة العبرية والاعلام العبري والشعوب العربية؟ وماذا كسبت اسرائيل غير قتل النساء والاطفال وتدمير المنازل والمنشاءة الخدمية والطبية؟ غزة هي المجد للانسان وحقوقه, وهي تاج العرب والعروبة, وهي العار للمجتمع العربي والدولي ومنظماتهم ومواثيقهم المزيفة. غزة هي المنتصرة دوما وهي البطولة والرجولة والشجاعة والصمود باروع صورها. غزة هي الشعب الفلسطيني وهي وحدته وسلطته ومقاومته. على رغم انف بني صهيون واذنابهم العربان العريان.