إن الاعتماد على الظالمين في تقويتهم لتوسيع دائرة الظلم وزرع ثقافة رفع قبح الظلم بطرق شتى منها التوجيه للظلم عن طريق زرع فتن الطائفية وتقوية الحزبية بأسماء إسلامية وتوجيه المجتمع إليها والحث على التعامل معها على أنها المنقذ للمجتمع لأن الناس عادة يبتعدون عن الشيء القبيح حفاظاً على كرامتهم ، لكن الشيء إذا فقد قبحه أو صار محبباً فإن الكثيرين سيرتكبونه ، وهكذا المحرمات إذا كانت في المجتمع قبيحة فإن المجتمع يبتعد عنها ، لكنها إذا تحولت إلى أمر عادي أو أمر محبب فإن ضعاف الإيمان يمارسونها مما يستلزم شياعها وانتشارها ولذا حرمت إشاعة تزوير الحقائق بأسماء إسلامية محببة وأي أمر يؤدي إليها ، وذلك لأنه يكسر الحاجز النفسي بين الناس وبين تزوير الحقائق . وهكذا الركون إلى الظالم يوجب زوال قبح الظلم وإشاعته . ولذا فإن القرآن الكريم يحث الناس على مقارعة الظلم وعدم الخوف من الظالمين ، قال تعالى : ( إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني) البقرة: 150، فينبغي أن لا نخاف من الظالم بل نخاف من الله تعالى فنطيعه في محاربة الظلم وأهله . كما إن الإسلام يأمر بفضح الظالم والمجاهرة ضده ، لأن ذلك يوجب بقاء قبح الظلم ولعله يوجب ارتداع الظالم عن ذلك الظلم أو عن توسيع دائرة الظلم وهنا وجب بيان أن ما جرى في شمال الشمال هو انتقام من الله حيث سلط الظالمين بالظالمين وكل ما نهبوه وأوصلوه إلى مناطق الشمال وتم نهبه من الجنوب بإسم الوحدة المزعومة احترق في [ عمران ] فلقد وجدوا ما وعد ربهم حقا وصدقا وعدلا شاهدا بيانا ، فكل الحرام الذي جمعوه من الثلاث أو الأربع الوظائف للواحد منهم الرواتب المتعددة من الدولة والشيخ والزعيم والقائد قد احترقت كلها في أرضهم لظلمهم فاللهم لا شماتة ولكن ليتعظ من يعجب بهم وبما يعملوه من تنفذ وسلب ونهب ونحن نشتكي إلى الله من الظالمين ، قال تعالى واعظا ومبينا في كتابه الكريم : ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ) النساء: 148. فلقد كشف الله سبحانه الحقائق على صورتها السليمة والحقيقة ناصعة البياض وليس كما يظهره المتأسلمون المتنفذون من نشر الإعلام المزيف وتشويه صورة الإسلام الحقيقي مثل ما يعمل المتنفذون المتأسلمون في بلادنا هذه الأيام في استغلال المناسبات في جمع الأموال لنصرة الإسلام والمسلمين زورا وبهتانا وهي تدر لهم ولجيوبهم من المبالغ الطائلة ثم بعد ذلك يشترون بها ذمم المعوزين في توزيع السكر والبر والرز لتوسيع السيطرة على الحكم كما يظنون وهذا استدراج من الله سبحانه وتعالى لهم وليتبعهم في ذلك العامة والملبس عليهم لحاجتهم الماسة ، وأعرف أناس عمروا البنايات الضخمة وهم موظفون في الحكومة ورواتبهم لا تكاد أن تغطي إحتياجاتهم المعيشية لنصف شهر ولكن عندما عملوا في هذه الجمعيات الغير خيرية لنصرة المسلمين والمستضعفين مثلا في فلسطين أصبحت تدر عليهم الأموال الطائلة والناس تعرفهم جيدا ولكن يستغلون الظروف والمناسبات للشحاتة وهذا من أشد أنواع الظلم . وأخيرا وليس آخرا نقول للمتنفذين والنهابين لقد وجدنا ما وعد ربنا حقا ، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا .