كنا نتحدث مع بعض زملاء المهنة عن الجرعة وآثارها السلبية على الوطن والمواطن وكيف يمكن للصحفي ان يدافع عن قضايا وطنه وشعبه ويقف في صفهم من خلال كشف مواطن الفساد وتعرية الفاسدين وجرنا الحديث إلى الضمانات التي يحتاجها الصحفي عندما يكتب عن هؤلاء الذين دمروا الوطن ونهبوا ثرواته وانهكوه إلى أن أوصلوه إلى الحضيض. احد الزملاء اقترح توفير طقم عسكري لكل صحفي لحمايته مما قد يتعرض من عتاولة الفساد الذين قد يتضررون من تناولات الصحفيين لهم ولفسادهم وكشفه للناس وعلق اخر بقوله اطمئنوا ولا تخافوا وقولوا ما تريدون واكتبوا ماشئتم فلن يلتفت لكم ولا لما تقولونه او تكتبونه فكل مؤسسات الدولة وأجهزتها نائمة بدأ من الحكومة مروراً بهيئات الفساد وجهاز الرقابة والمحاسبة وصولاً إلى نقابة الصحفيين التي انتهت فترة صلاحيتها قبل أشهر وتفرق اعضاء مجلسها بعد توزيع معظمهم على مناصب مختلفة فتخلوا عنكم نظرً لانشغالاتهم الجديدة. اعتقد ان ما كتب في الصحافة اليمنية عن الفساد والمفسدين يكفي لان تسقط حكومات بكاملها لكن حكومتنا وفاسديها لم تهتز لهم شعرة واحدة بل زادوا فساداً في البلاد والعباد وكأنهم يقولون ان كل ما تكتبونه لا يساوي الحبر الذي كتب به وربما ان بعض الكتابات عن الفاسدين تزيد من فرص ترقيتهم فكلما كتبت عن فاسد يتم تعيينه مسئولاً في هذه الحكومة والأدلة في الحياة كثيرة بينما يبقى الصحفي مطحوناً يكابد ويعاني للحصول على لقمة العيش إلا من اراد لنفسه الذل والهوان وباع قلمه بدراهم معدودات ومنصب زائل. طبعاً الصحفي في اليمن مظلوم ومسحوق وتتقاذفه الأمواج بين هذا الطرف وذاك بسبب قلة ذات اليد وحاجته التي يستغلها البعض ولم يجد من ينصفه بل انه دوماً الضحية الأولى حتى من الحكومة نفسها التي مازالت تنظر اليه كموظف في أدنى درجات السلم الوظيفي فلم توافق على اي قانون متعلق بهذه الشريحة وتحسين اوضاعها وأهمها قانون توصيف الوظائف الصحفية وقانون صندوق التكافل للصحفيين والقوانين المتعلقة بحقوق الصحفيين كما انها اي الحكومة لم توفر الحماية الكافية للصحفيين حيث انهم يتعرضون للمضايقات والملاحقات والتهديد والضرب في احيان كثيرة بسبب ارائهم ومواقفهم وكتاباتهم ولابد من وقفة جادة من قبل الحكومة ممثلة بوزارة الإعلام ونقابة الصحفيين ونقابة الاعلاميين من اجل تأمين الصحفي والإعلامي وتوفير الحماية لهم وتحسين اوضاعهم وإصدار منظومة التشريعات الصحفية والإعلامية التي تكفل حقوق وواجبات الصحفي وتجعل من الصحافة منبراً قوياً وحراً لتأدية دورها المناط بها في مساندة جهود البناء والتنمية لليمن. صحيفة الشارع