غزة مسيرة من النضال والصمود المدينة التي لم تقهر بعد رغم تضحياتها بالكثير من خيرة شبابها ونسائها وأطفالها في سبيل الدفاع عن ارضها من دنس الاحتلال ، ورغم الدمار الذي خلفه الاحتلال في حربه الأخيرة ، إلا أن فصائل المقاومة لم تقف مكتوفة الأيدي بل لعبت دوري نضالي دفاعي واجهت به قوات الاحتلال الاسرائيلي وأجبرته على التراجع براً مما عزا به لاستخدام حرب مفتوحة بالطيران الحربي والبوارج البحرية كي يوقف صواريخ المقاومة التي صنعت الرعب في صفوف الاسرائيليين مما كلف الاحتلال الكثير من الخسائر بسبب توقف الرحلات الجوية والسياحية إلى إسرائيل . وبعد إعلان الهدنة بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي بعد حرب دموية ووحشية استمرت لأكثر من شهر جاءت المبادرة المصرية بهدف التفاوض بين الطرفين لوقف الحرب ، حيث توجهت الفصائل الفلسطيني بوفد موحد لأول مرة وبإتفاق واحد وذهب الطرف الإسرائيلي إلى القاهرة ، إلا أن عملية التفاوض شابها الكثير من المماطلة من قبل الكيان الصهيوني المتسمت والمدعوم أمريكياً بهدف توجيه ضربة لفشل فصائل المقاومة في إجراء وإنجاح عملية التفاوض ، كي ترغم المواطنيين في غزة على الرضوخ لأجندة الاحتلال من خلال شق الصف الفلسطيني وبث التفرقة بين فصائل المقاومة لزعزتها فيما بينها وبث الصراعات لتحميل فصائل المقاومة سبب الحرب وآثارها التي يكتوي بها المواطنين في قطاع غزة . كل هذه التقطعات في عملية التفاوض تتماشى مع سياسة الاسرائيليين والأمريكيين في تضييع الوقت والاسهاب في عملية التفاوض لفترة طويلة ، كي يتظهرون بفشل المقاومة في التفاوض ، ولكي تتنصل إسرائيل من التفاوض كونها تخشى نجاح التفاوض والاتفاق لإن ذلك صيبح ملزم لها وهي لا تريد ذلك فتسعى جاهدة لجعل التفاوض متذبذب ومتقطع غير منتهي ، بحيث تستنزف كثيراً من الوقت وتغطية حربها الإجرامية . ويبقى التفاوض الجاري في مصر حاملاً الكثير من علامات الإستفهام على الجانب المصري الذي كان يعول عليه لعب دوري كبير ومحوري بوقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني ، وإدارة التفاوض لكشف المتنصل من التفاوض والمماطل فيه ، ولذا ندعو الجانب المصري إلى الوقوف في صف الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة ونسيان خلافته مع حماس كون الشعب الفلسطيني ليس حماس وبالتالي نحثه على دعم مشروع المقاومة ومطالبها المشروطة في عملية التفاوض لكي تنجح الفصائل في تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني العادلة . لقد بات مشروع المقاومة اليوم هو الوسيلة المناسبة والأفضل لإستعادة الحقوق المسلوبة والمنتهكة لم يركبه شيء ويخفق مشروعه الاستعماري سوى المقاومة التي تقف له بالمرصاد ، وعليه لابد على الدول العربية جميعهاً تبني ودعم مشروع المقاومة بالمال والسلاح كون القضية الفلسطينية قضية كل العرب والمسلمين وليس الفلسطينيين وحدهم ، كون العدو عدونا جميعاً ومخططه الاحتلالي المدعوم من أمريكا يهدف للقضاء على العرب بشكل عام وإن كانت فلسطين هي البؤرة التي ينطلق منها ثم بداء ببث الصراعات بين الدول العربية كي تكون له ذريعة للتحرك والوصول لتحقيق أهدافه وأجندته في المنطقة . إن السياسة التي تنتهجها قطر في المنطقة سياسة قائمة على المصلحة لا أكثر كون مواقفها وكل تبرعاتها مشروطة وبالتالي يجب حماس فك الارتباط بقطر وجعل الدعم القطري للمقاومة والفلسطينيين دعم مفتوح دون شروط لكي تستطيع المقاومة التحرك وتحقيق الانتصار على الأرض ، وعليه فإننا ندعوة الأشقاء في قطر إلى فك تحالفاتهم مع الاسرائيليين والاتجاه لدعم المشروع القومي حتى لا يكون هناك متاجرة بالدماء الفلسطينية لتحقيق مصالح معينة أو خلق سياسة خارجية على حساب أطفال غزة . كما ندعو الجانب السعودي إلى التفريق بين اختلافاته السياسية مع حماس أو الإخوان والنظر لما يحدث في فلسطين على أنها جرائم حرب يجب وقفها ، وليس النظر للحرب على أنها انتصار لسياسته بأعتبار أن الحرب ضد حماس وهذا خطأ فما يحدث في فلسطينوغزة بشكل خاص هي حرب عدوانية ضد الإسلام والإنسانية بشكل عام وليس حرب ضد جماعة معينة وعليه لا بد من النظر للفلسطينيين بأنهم ضحايا عدوان إجرامي وليس جماعات إرهابية يجب القضاء عليها ونحثها على توجيه دعمها لفصائل المقاومة بالمال والسلاح بدلاً من دعم وتبني الجماعات المسلحة والجهادية في المناطق الأخرى ، كون فصائل المقاومة والفلسطينيين هم الأحق بهذا الدعم باعتبارهم يدافعون عن قضية العرب المركزية " فلسطين " التي فشل العرب عن الدفاع عنها طيلة العقود الماضيةالتي تاجروا بدماء أطفال غزة ونسائها لتحقيق مصالحهم الضيقة بالبقاء على كراسي الحكم بشرط الولاء والطاعة لأمريكا .