عشرات المواقع اﻹخبارية ومثل هذا العدد من الصحافيين في كثير من اﻷخبار المهمة والعاجلة، ينجرفون بسرعة وكل موقع وصحافي ينقل بدون تحرٍ ليكون له السبق الصحفي، وﻻ يهمه إن كان الخبر موثوقاً أو غير موثوق فيفقد هؤﻻء الصحافيون والمواقع مصداقيتهم؛ ومن خلال هذه الثغرة الصحفية نجد أن إعلام الحوثي يجيد استغلال هذه الثغرة والخطأ الصحفي القاتل لمصداقية هذه الصحافة فمثلاً: أكثر من مرة يقوم الناشطون الحوثيون بتسريب خبر كاذب عن أنفسهم، وبعدها الصحافيون الآخرون يتلقونه بكل تلهف وينشرونه بكل سرعة، بسبب انتشار مرضا " عاجل والسبق الصحفي" ثم يتبين مع الأيام أنه خبر عارٍ عن الصحة، وبهذا الأسلوب يستطيع الحوثيون مع الأيام أن يشككوا بمصداقية هؤلاء الصحافيين، حتى ولو نقلوا بعدها معلومات حقيقية عن الحوثي، ستصبح هذه المعلومات محل تشكيك من المتابعين؛ بسبب كثرة ما يقعون به من ورطات تسرعهم وعدم التثبت في صحة معلوماتهم ومصادر تلقّيهم. فمثلاً هذه الأيام وفي مظاهرة الإصطفاف الوطني جاءت حشود كثيرة لم تكن متوقعة، وتم نشر عشرات الصورة الحقيقية لكن من خطورة إعلام الحوثي -وبكل وسائله- لا بد له أن يُدخل شيئاً يشكك في حقيقة هذه الحشود الهائلة، قام ناشطوه بنشر صورة من مظاهرة في أحد شوارع حلب بسوريا، وتم فبركة الصورة والتلاعب بها وتم نشرها على أنها صورة للحشد الذي امتد في شارع الزبيري من باب اليمن وحتى جولة عصر، وللأسف تلقفتها بعض المواقع اليمنية ونشرتها ووقعت فعلاً في الفخ، ويوم أمس نشرت العديد من المواقع الإخبارية أن القائد الميداني للحوثيين "أبو علي الحاكم" قد قتله مسلحو القبائل في الجوف، وبعض هذه المواقع كتبت أن مسلحي القبائل قاموا بأسره، وبعدها طلع الخبر مصيدة وفخ آخر سربه ناشطون حوثيون ليشككوا أولاً بانتصارات القبائل هناك، وثانياً للتشكيك بعدها بكل خبر تنشره هذه المواقع أو هؤلاء الصحافيون حتى وإن كان الخبر صحيحاً.. أيها الصحافيون أفي كل مرة لا تعقلون؟