كشفت مصادر مطلعة عن ضغوط تمارسها جماعة الحوثي على الرئيس عبد ربه منصور هادي لحثه على إقالة محافظ مأرب الشيخ سلطان العرادة الذي يتهمه الحوثيون بالإسهام في حشد قبائل مأرب لمنع نشر اللجان الشعبية التابعة للجماعة في مأرب . وقالت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الجمعة نقلاً عن تلك المصادر إن الحوثيين أبدوا إصراراً على إقالة محافظ مأرب الشيخ سلطان العرادة عقب رفضه التوقيع على وثيقة محلية وقعت من قبل بعض القبائل الموالية لجماعة الحوثي، تقضي بنشر لجان شعبية مسلحة تابعة للجماعة في المحافظة للقيام بمهام حفظ الأمن وحماية المنشآت النفطية وخطوط إمدادات الطاقة .
وتشهد محافظة مأرب تصعيداً غير مسبوق لمظاهر الاحتشاد من قبل مسلحي القبائل ومقاتلي جماعة الحوثي استعداداً لخوض جولة أخرى ووشيكة من المواجهات المسلحة، وسبق لمحافظ مأرب أن حذر من تعرض المصالح الحيوية في البلاد للخطر بسبب مساعي جماعة الحوثي إلى زعزعة أمن واستقرار المحافظة التي تنتج أكثر من 70 في المئة من النفط والغاز للبلاد .
وحذر ناشطون سياسيون وخبراء متخصصون في الشؤون الأمنية والعسكرية الرئاسة اليمنية من التداعيات الكارثية لاستمرار حالة الازدواج في الإشراف على الملف الأمني في البلاد بين الحكومة ممثلة بوزارتي الداخلية والدفاع واللجان الشعبية التابعة لجماعة الحوثي .
واعتبر العميد متقاعد محسن عبد الكريم الرضي في تصريح ل"الخليج" أن حالة الازدواج القائمة وغير المسبوقة في الإشراف على الأوضاع الأمنية في البلاد بين اللجان الشعبية المسلحة التابعة لجماعة الحوثي والمنتشرة في كافة أحياء العاصمة والمحافظات الأخرى التي تمدد إليها الحوثيون وبين الحكومة ممثلة بوزارتي الداخلية والدفاع، سيتسبب بالمزيد من التداعيات ذات الطابع الكارثي وسيوفر بيئة مواتية لتنظيم "القاعدة" لتصعيد هجماته التي لا تستهدف فقط الحوثيين ومناطق تمركزهم ولكن أيضاً ضرب ما تبقى من رمزية الدولة التي تتحمل بشكل منفرد ومفترض مسؤولية حماية حياة المواطنين وفرض استباب الأمن والحد من الاختلالات .
وأشار العميد الرضي إلى أهمية أن تستعيد الحكومة وبأسرع وقت السيطرة على الأوضاع الأمنية في العاصمة صنعاء وكافة المحافظات وأن يتم إنهاء الازدواجية القائمة في الإشراف على الملف الأمني في البلاد بين أجهزتها المعنية وبين اللجان الشعبية المسلحة التابعة لجماعة الحوثي.
