حتى اللحظة لا يبدُ بأن قيادات التجمع اليمني للإصلاح قد ادركت اخيراً فداحة ما اقترفته بحق المؤسستين الأمنية والعسكرية منذُ إنشقاق الجنرال علي محسن الأحمر وفِرقَته وانتهاءً بحملة الإقصاء الممنهج الذي طال الجميع ولم يفلت منه احد, تحت رحمة سيفاً ثورياً اُشهِرَ ضد كل من يقف عائقاً في طريق مطالبات الحزب . لا نريد ان نطيل في إستعراض قدرات الإصلاحيين في تقسيم وتمزيق المؤسسة العسكرية , فالحقائق واضحة للعيان ولا تحتاج ل"كتالوج" يشرح كم ان غباء القرار الإصلاحي كان موجعاً بل وقاتلاً . اليوم قيادات الإصلاح تزايد مرة اخرى وتعيد إستنساخ ذات الأسطوانه المشروخة التي ظلت تكررها طوال الثلاثة الأعوام الماضية , وكأنها لا تعرف بأنها في ال2014م وليس في اوج ثورة الشباب , هي في الموقف الأضعف حالياً , ومرونة تقبلها للجميع يجب ان تكون عالية جداً حتى تنفذ بحزبها والوطن معه على الأقل إلى مساحة نسبية الأمان . على مدى الأيام التي تلت دعوة الحوثيين للإحتشاد على ابواب صنعاء , وقبل ذلك حرب حاشد وعمران , ظلت ماكينة الإعلام الإصلاحي يلصق تهم الخيانة والتواطؤ والعمالة والإرتهان و... و.. الخ , على كل من يسدي نصحاً او يقول لمعشر هؤلاء الناس انتم على خطأ وعليكم تدارك ذلك قبل فوات الأوآن , لم يتقبلوا احد حتى شعروا بأن وقع الفأس الحوثي كان اشد ايلاماً وقسوة , فهم اعتادوا ان يناصبوا العداء لكل ماله علاقة بالدولة والجيش ويدونون انتصاراً ومقالات كتابهم تتوعد بالمزيد من البطولات , وهذه نقطة لا اعتقد بأن ثمة من يثبت عكسها , فالإصلاحيين استهدفوا المؤسسة العسكرية بصورة لا يوجد لها مثيل , في البدء صفقوا لإنشقاقها ولاحقاً مستندين إلى ساحات ثورية تصرخ للعبث هيكلوها كما يحلوا لهم ,وانا هنا اورد ذلك للتدليل فقط وليس للشماته بخيبة ما سعىَ اليه الإصلاح , ولو قُدِرَ لهذا الشعب ان يعاقب المذنبين بحق ابنائه لكان الإصلاح وصالح والبقية الباقية من شركاء حكمه على متن طائرة فائقة السرعة إلى الجحيم . لن نخوض في ممارساتهم السابقة التي اوصلتنا إلى ما نحن فيه الآن , لكن دعونا نرصد كيف تتعاطى الجماعة ذاتها مع الوضع المتأزم حالياً وهي محاصرة في صنعاء , قبل ايام سولت لي نفسي ان اقوم برصد لما ينشر في إعلام الإصلاح بِشقيهِ الورقي والإلكتروني وايضاً تدوينات قياداته وقواعده على صفحات التواصل الإجتماعي , فأكتشفت فداحة ان تصطف مع جماعة من اجل الوطن, وإذا بإسمكَ يعتلي قائمة المغضوبين عليهم والعملاء و"سفلة" الإعلام الإلكتروني مع اعتذاري الشديد لإيراد هذا المصطلح الثقيل , حينها فقط تعود بك الذاكرة إلى الوراء في تأنيب ضمير وبكاء على اطلال ما كنا عليه . الا اخفيكم سراً بأني وللمرة الأولى اشعر بأن ندمي يكاد يفتك بي لأني شاركت في ثورة من اجل إيجاد نظام عادل وجيش وطني وقضاء نزيه , وحين شارف الحلم ان يتحول لحقيقة اُختِزل الجيش في فرقة ولواء مدرع في عمران , وصار النظام سيفاً مسلطاً على رقبتي والقاضي المعني بإنصافي "عرشي". شخصياً لم اعد احتمل مزيداً من اللعب على وتر الوطنية الذي لا يجيده سوى الأخوه الإصلاحيين , سأدون اعتذار للوطن رغم كوني لم اقترف بحقه ما يوجب ذلك , لم اسُقط نظاماً حمىَ مصالحي ومدٌني بفرقة عسكرية وامبراطورية مالية ,ليس لي حزباً سياسياً ومجلس تضامن وطني , اخوتي ال6 لا يحملون حصانة برلمانية , وشقيقي الذي يكبرني بسنوات لم يحض بشرف ان يكون ضمن افراد الحراسة الخاصة للرئيس , لكني سأعتذر وكفىَ. لكَ الله ايها الوطن , فنحن لم نكن اكثر من وقوداً ثورياً لِفجٌرً كَاذِبِاً اعمتنا لِحَى مشائخه عن الحقيقة وقادتنا للتهلكة . [email protected]