منذ البداية ونحن نقول: الحوثي مجرد أداة في يد إيران، أداة لتحقيق مصالح إيرانية في اليمن، وتستخدم الدم اليمني والأرض اليمنية وسيلة لتلك الأهداف العفنة التي تفوح رائحتها يوماً بعد يوم..!!. استخدم بطن هذا الشعب كطريقة لسحبه إلى صفّه، ودفعه إلى معمعة لا تمت لمصالحه كشعب بشيء، لم تكن «الجُرعة» هي الدافع لهذه الجرائم التي ترتكبها هذه الجماعة الإرهابية المسلّحة الخارجة عن القانون بحق أبناء هذا الشعب، وما صعدة وعمران منا ببعيدتين. مراهق اسمه "عبدالملك" جاء وشرذمته من الكهوف؛ يحسبهم الرائي مسوخاً بشرية، جاءوا ليتحدّثوا عن التكفييرين وعن القوى التقليدية والتي يقصدون بها حزب «الإصلاح» على أساس أن هذا الشاذ "عبدالملك" ومن معه من الحوثة يمثّلون القوى الحداثية الآتية من وسط أوروبا..؟!!. على الرغم من أني لست من المعجبين بحزب «الإصلاح» ولا من المؤيّدين له، ولكن يبقى حزب «الإصلاح» حزباً سياسياً تنضوي تحت رايته شخصيات سياسية وثقافية وفكرية ودينية، أكاديميون ومثقفون ودعاة لهم صيتهم ومكانتهم وثقلهم العلمي والفكري في البلد، أحترم حزب «الإصلاح» لأنه حزب مدني له برنامجه السياسي والحزبي الواضح، ويستخدم الوسائل السلمية وبرشورات الدعوة إلى الله، وشعارات “ادخل المسجد حياً قبل أن تدخله ميتاً” و“صلِّ قبل أن يُصلَّى عليك”. أحترم حزب «الإصلاح» ولا أحبّه ولن أكون يوماً ما إصلاحية، ولكن الواقع يفرض عليّ أن أجري هذه المقارنة بين الحوثي و«الإصلاح» وإن كانت هذه المقارنة ظالمة؛ فلا مجال للمقارنة بين حزب محترم وجماعة إرهابية آتية من الكهوف. واقع عملي الذي يفرض عليّ بعضاً من الزملاء والزميلات الذين استبدلت عقولهم بأحذية تفوح عفونة؛ يأتون ليخبروك أن جماعة أنصار الشيطان هي تنضوي تحت مسمّى “ طيور الجنّة” إنها جماعة تحمل السلاح زينة، وأنها جماعة مسالمة إلى حد أن قتلهم للجنود في شملان مثلاً والتمثيل بجثثهم هي وطنية بحتة، فلتذهب الوطنية إلى الجحيم، ودعونا نتحدّث عن الإنسانية، الإنسانية التي تفرض علينا أن نحترم جسد الميت؛ أليس في ديننا “إكرام الميّت دفنه” لم يقل حتى إكرام المسلم بل الميّت، هؤلاء الجنود الذين استشهدوا هم يمنيون مسلمون ينتمون إلى الإنسانية. أليس من حق أجسادهم أن توارى في التراب، فقط في بلادنا صيّروا الحوثة تلك «المسوخ البشرية» الآتية من أدغال التاريخ وكهوفه وطنيين، وصيّروا قتلهم تعدل حجّة مع رسول الله، أليس هؤلاء هم من يدّعون نسبهم إلى محمد بن عبد الله، هذه هي أخلاقهم..؟! أشعر بالغثيان وأنا أناقشهم أو أنظر إلى وجوههم، إن حدث وسقطت صنعاء في يد هؤلاء الإرهابيين لن يتورّع هؤلاء عن اغتصابنا والتمثيل بنا..!!. يا الله.. أيُعقل أن أتعايش داخل مقر عملي مع هؤلاء الوحوش..؟! أنا خائفة وفي كل صباح أشاهدهم أقرأ «المعوّذات» وأردّد: “وجعلنا من بين أيديهم سدّاً ومن خلفهم سدّاً، فأغشيناهم فهم لا يُبصرون” التعايش مع أسود جائعة أهون من التعايش مع حوثي مرتزق تقدح عيناه حقداً، ويتحيّن الفرصة الملائمة للانقضاض عليك، لأنك «سنّي» دمك وعرضك ومالك مباح لهم، وفي داخله الشعور بالتفوُّق العرقي والطبقي، والشعور أنه حين يقتلك أو يغتصبك سيذهب إلى الجنّة وسيكون محمد بن عبدالله هناك باستقباله يسقيه شيئاً من دماء «أهل السُنّة» القبائل والجزّارين والحلاقين والعبيد والأخدام والمشايخ..!!. هل ستفعل بنا ذلك السنة وسيرة نبيه عندما تقرأ عن رجل اعرابي ارتعد ت فرائصة خوفاً وهيبة لانه يقف أمام رسول الله، فهدأ من روعه قائلاً « هوّن عليك إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة» لم يقل له أنا سيد ..؟؟!! هل سيفعل بنا ذلك محمد رسول الله الذي قال « بعثت رحمة»..!! "الجمهورية"