تفاجأت بعض الحسابات الاقليمية بالمد التغييري الذي شب في المنطقة العربية فأتجهت على استدارج الربيع العربي الى المربع الجيوطائفي ساعدها في ذلك عدم النباهة التي كانت لازمة توفرها لدى التوجهات التي تبلورت على سطح الظاهرة العربية كما ساعدها ايضا التوجس الانفعالي لدى بعض الانظمة التاريخية في الخليج والمنطقة من الصعود الغبي الذي نط الى مقدمة الربيع العربي لتحقق هذه الحسابات الاقليمية اهدافا عدة في تحركها الاكثر من قاسي وظالم بحق الشعوب وتطلعاتها هي من ناحية ضمنت تمرير مشروع الشرق الاوسط الجديد (الشرق الجيو طائفي) سياسيا..والذي سيخلق وضعية جديدة للوجود الغربي في المنطقة لمدى افتراضي لايقل عن عقود وبما يقتضيه هذا السيناريو الجديد على انقاض التخريجات السابقة (القاعدة) سيوجب تأصيل لمواجهة مفتوحة ومن ناحية اخرى ضمنت هذه الحسابات الاقليمية الانانية حرق استحقاقات التي كانت قد فرضتها المرحلة وبدلا من ان كانت ستتجه نحو انجاز تحولات تاريخية تفضي الى تحولات اقتصادية بدرجة اساسية فان الانتكاسة بقدر ما تقتضي حرق الاستحقاقات والمطالب ستمثل سوقا رابحا لتفريغ مخازن الاسلحة لدى الشركات الغربية كأحتياج يتطلبه مشروع الحرق ومشاهده الصراعية وهو على حساب خبز واستقرار الشرق والمنطقة العربية تحديدا. العجيب في الحدث...ما يوفره العرب من استجابة سافرة لهذا المشروع وقبولهم للسير كجزء من ادواته ومجرياته الاكثر عجبا ان هذه الحسابات الاقليمية تتجه لترميم وتلحيم جبهات واصطفافات تستحضرها من خلف الواقع تنبش المقابر بحثا عن رفات تبعث فيها الروح الشريرة لتعيد انتاجها الى واجهة الصراع العجيب ايضا ان تستسلم التطلعات التغييرية بذهول للمنتجة القائمة وكذلك ايرانكتركيا يبحثان عن اوراق جاهزة ...لايمهمهما ما ستؤل اليه طبيعه هذه الاصطفافات هما يربحان مجانا بالاوراق الجاهزة ليقايضا القوى الاقليمية مصالحهما في سياقات اخرى! ولن تكون ايران او تركيا مع العرب ... فمصالحهما اولا فقد كانت تركيا على تحالف الى وقت قريب بسوريا وفرطت بها وايران لن تستطيع تقديم اي شيئ يعيد الاستقرار للعراق لابد للعرب ان ينظروا في مصالحهم كمنظومة متكاملة ومصالح مشتركة وهوية جامعة وان يحسموا خياراتهم بالقبول ببعض والتنازل لبعض على الاشقاء في الخليج بدرجة اساسية فهم محور الارتكاز في المشروع (الجيوطائفي). وعليهم تقع مسؤلية التطبيع والتهدئة في المنطقة وعليهم اعادة ترتيب اولوياتهم على نحو مختلف عما سبق وكفى اجتراحا للحسابات الانفعالية والتكتيكات الطائشة جبهة سوريا وملف لبنان والعراق لابد من تعاون واضح لتجاوز ما هم عليه من محن وتقديم ما يجب من تنازلات كذلك اليمن وعلى الفور لابد من لعب دور ايجابي يفضي الى مساندة السلطة الانتقالية والدفع بالحكومة الراهنة لترمم قوام الدولة لتستعيد دورها...ودعم تنفيذ مخرجات الحوار الوطني لاوقت للانانية ولاوقت للمناكفات اذ لابد وبسرعة لاتقتضي التأخير المبادرة لاعلان منظومة عربية تقتضي التعاون المشترك لاهم ثلاث قضايا (الامن المشترك - الاقتصاد المشترك - الاستراتيجي المشترك)