كما يفعل رياضيي كرة القدم في العالم من تجسيد للاخلاق الرياضية أو ما يسمى بالروح الرياضية والتي اصبحت رابطاً اخلاقياً مهماً في تأريخ وحياة الرياضة الأكثر شعبية على مستوى العالم ،واليمن إذ يعد مكون رياضي موجود على الخريطة الرياضية العالمية ،ومكون رياضي مهم وفاعل على الخريطة الكروية العربية وبالأخص دول الخليج العربي والعراق،والشاهد على ذلك (خليجي 22 )الجاري. لقد استطاع المنتخب اليمني وبجدارة ليس لها نظير تغيير نظرة الاخرين إليه كوصفه في دورات رياضية خليجية ماضية ب(أبو نقطة)، واستطاع المنتخب وجمهوره الكبير المؤازر له أن يحوزا على حب الجمهور الخليجي وشهادة نخبه الرياضية والإعلامية بالجدارة والفاعلية والتأثير والحضور ،حتى أن أحد المعلقين الخليجيين أردف بالقول في حديثه عن المنتخب اليمني وجمهوره ،أن (خليجي22) فقد بريقه ونكهته بمجرد مغادرة منتخب اليمن البطولة ،ومعه جمهوره الذي ليس له مثيل والذي تفوق على صاحب الأرض عدداً وتاثيراً فلقد كان ملح خليجي22حسب قوله ً. لقد توحدت جميع المكونات الشعبية والسياسية خلف منتخب واحد منتخب اليمن ، مما جعل للكرة المستديرة ومتابعيها خاصة في اليمن خصوصية فريدة من نوعها من المتابعة والتفاعل الغير مسبوق ،وهنا يمكننا القول أن الكرة المستديرة استاطعت أن توحد شعب ووطن وفي ظرف بالغ الحرج والتدهور . ولكن في الجهة المقابلة تبدو لنا ظاهرة غريبة لا نتقبلها وهو أن فتره لم الشمل هذه كانت محددة ولم تستطع الاستمرارية لو قت أطول كما نتمناه ، للأسف الشديد أن هذه الفتره التي كانت وجيزة وبزمن محدد ينتهي كل ما كسبناه من حب وترابط وتوحد وإخاء بانتهاء الحدث. ولكن في المقابل نتسائل كمواطنين بسطاء..لماذا لا نستمر في توطيد دعائم التوحد والمحبة والسلام بين كل الاطياف بكافة توجهاتها؟ بعد هذه المقدمة عن الرياضة نصل الى مضمون موضوعنا هذا والموجه لكل الأطياف وبوجه خاص السياسيون وصناع القرار. أيها السياسيون: لقد فقدتم مفردة هامه من مفردات الحياة السياسية والشعبية ، هذه المفردة لو امتلكتموها لصرنا وصار الوطن في خير وسلام ،هل تعلمون ما الذي تفقدونه؟ إنكم تفقدون وبكل وضوح "الروح السياسية" ،نعم كما يوجد هناك في عالم رياضة كرة القدم روح رياضية تتناسى الأخطاء وتتصافح وتتسامح وتتبادل الإخاء داخل الملعب وخارجه ،نريد هنا وذلك أهم أن تكون لنا روح سياسيه يمتلكها ويمارسها جميع الساسه وصناع القرار ،خاصة وأن المراحل التي يمر بها وطننا الحبيب تتطلب ذلك ؛بل أصبح ذلك ضرورة ملحة تحتم على جميع الفرقاء السياسيين توحيد الصف ونبذ الفرقة والاختلاف. أيها السياسيين: الروح السياسية مطلوبة ويجب أن تجسد من جميع المكونات السياسية والشعبية بمختلف توجهاتها ومشاربها،ليكون التوجه الوحيد هو الأنتماء للوطن الواحد ،نريد كمواطنين بسطاء أن نتجاوز كل أخطاء الماضي وسلبياته ونأخذ منه العبرة فقط ؛ لننظر معاً بنظرة الوطني الغيور الى المسئوليه الملقاة على عاتقنا في الحفاظ على الوطن والشعب ،وجعل مصلحة الوطن فوق كل اعتبار أو مصلحة فردية أو حزبية.نريد أن نلتف جميعاً حول الوطن لنصنع المستقبل الذي طالما انتظره شعبنا اليمني الذي صبر طويلاً وتحمل كثيراً، ولابد أن ينال خيراً جزاء صبره وتحمله الطويلين. نريد واقعاً يسوده الحب والوئام والتوحد والإخاء ،لأنه مهما اختلفنا فإن مرجعيتنا لا بد أن تعود الى الوطن ومن أجل الوطن ،كيف لا والوطن يقول -وله القول الفصل - أن لا اختلاف ولا فرقة تحت رايته ،ولا بد لقيم الحب والسلام والتسامح والإخاء أن تسود تحت لوائه . هيا أيها السياسيين خلدوا تاريخكم واحيو فيكم وفينا الروح السياسية من أجل الوطن وحده،لأن الوطن هو ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا،لنقل معاً وبلا انتظار نعم للروح السياسية. [email protected]