- رحل عن دنيانا الفانية بالامس القريب قبل كتابة هذه الاسطر الحزينة المبدع الشامل في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة والساحتين الفنية والادبية الزميل العزيز الاستاذ عارف احمد عائض البدوي بعد ان ساءت صحته في اخر ايامه نتيجة تخلي الجميع في وطن قدم له المرحوم خلاصة شبابه وعمره ولم يجني سوى النكران والجحود والالم والمرض المزمن الذي استفحل فيه وتمكن منه ولم يحرك احد ساكنا من اجله في محافظة كبيرة وعريقة وعاطفية كتعز العز كما يقال عنها على الدوام !! - مات عارف البدوي ذلك المبدع الانيق الذي قرات اسمه لاول مره في مجله حائطية بمدرستي الاعدادية مدرسة الفاروق بتعز في اواخر الثمانينات من القرن الماضي حيث كان عارف حينها طالبا على وشك التخرج من المرحلة الثانوية وفي ذات الوقت كان قد بدا مشواره في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة كرساما كاريكتوريا وحيدا ومتمكنا من كل ادوات هذا الفن الراقي والمعبر بصحيفة الجمهورية الصادرة بتعز وكاتبا صحفيا لاذعا وشاعرا رائعا وبديعا !! - في المدرسة كان عارف البدوي نجما لامعا وسوبر في الابداع الادبي والفني وفي الوقت نفسه طالبا مجتهدا وعلى خلق رفيع .. واسالوا مدير المدرسة حينها الاستاذ القدير والمربي الفاضل محمد سعيد على صالح اطال الله في عمره الذي كان يثني على سلوك عارف في المدرسة وابداعاته المتعددة في الفن الكاريكتوري والتشكيلي والادب بمجالاته المختلفة وعلى وجه الخصوص في الشعر والقصة القصيرة .. اغلب مجلات المدرسة الحائطيه الم تكن جميعها في كل المجالات الابداعية كانت بتوقيع الطالب عارف احمد عائض البدوي الذي كان يجمعها ويرسمها ويكتبها بخطه الانيق من الالف الى الياء فتلفت نظر قرائها من الطلاب والمدرسين وتخطف اعجابهم واطرائهم !! - وحين تخرج من الثانوية العامة الى الجامعة التحق بشكل رسمي باسرة تحرير الجمهورية كرساما كاريكتوريا غير ان المرحوم الاستاذ عارف البدوي فرض نفسه الى جانب رسوماته الكاريكتورية اليومية في الصفحة الاخيرة من صحيفة الجمهورية كصحفي مهني يجيد كتابة الخبر والتحقيق والاستطلاع الصحفي وكاتب متمكن لمقالات صحفية رائعة بشهادة الاستاذ محمد المجاهد رئيس التحرير السابق للجمهورية الذي سمعته اكثر من مره يثني ويشيد برسوم وكتابات عارف البدوي الشاملة لكل مجالات وفنون العمل الصحفي !! - وفي الثقافة والادب كان للمرحوم عارف البدوي حضور قوي ورائع لاسيما في الشعر والقصة القصيرة .. ففي الشعر كتب ونشر عارف في الجمهورية قصائد بديعة سواء في الشعر الحديث وشعر التفعيلة او في الشعر الفصيح والعامي .. وفي القصة قرانا لعارف في المدرسة وفي الصحيفة قصص قصيرة جميلة تناول فيها معاناة الهجرة والاغتراب والوطن الحب وغيرها من المواضيع الانسانية والسياسية والاجتماعية والثقافية باسلوب الكاتب المبدع والمجيد المعبر عن مكنون مايعتمل في الصدور والقلوب !! - وعلى المستوى الانساني والحياة اليومية وعلاقته بالحياة والناس لم يكن عارف البدوي سوى انسان لطيف المعشر محب للاخرين من حوله .. فلا تسمع منه الا كل طيب من الكلام والفعل والممارسة والايثار والعطاء كما كان صاحب نكتة لطيفة ومؤدبة ومهذبة .. رحم الله الصديق والزميل العزيز عارف احمد عائض البدوي واسكنه فسيح جناته والهم اهله وذويه وزملاءه واصدقاؤه ومحبية الصبر والسلوان .. ان لله وان اليه راجعون .