الدعوة للحياة والحفاظ عليها ، وحمايتها هي بغية وهدف الانسان .. والدعوة الى الموت هي دعوة شاذة ، ناجمة عن انحراف خطير في فكر وسلوك الانسان مهما كان معتقده أو عرقه أو لونه. نحن كأمة عربية ، وكشعب يمني ينتمي لهذه الامة ، منذ اعتناقنا للإسلام كدين وفكر للحياة تحولنا الى أمة تعمل ، وتدعوا للحياة للبشرية كافة ، وكنا نعمل وندعو للحياة من منابر النور وفي ضوء النهار وتحت أعين البشر ، وتحولت مدن هذه الامة الى منابر تشع بنور الحياة للعالم ، لأن الدعوة للحياة لا تحتاج للسراديب والكهوف .. فالسراديب والكهوف هي مراكز للظلام . اليوم السراديب والكهوف التي كانت مساكن للشياطين والوحوش ، أصحبت مساكن لأبناء هذه الامة الذين انحرفوا دينياً وفكرياً وتحولوا الى دعاة للموت والدمار، ومنها تتعالى اصواتهم تدعوا للموت ، الموت لأبناء هذه الامة ، ومنها يتم تصنيف ابناء الامة من قبل هؤلاء الى كفرة وملحدون ومال الى ذلك من التصنيفات التي يبررون بها لأنفسهم القتل ، ومنها تتعالى دعوات الموت لأبناء شعوب وأمم أخرى في هذا العالم ، لإؤربا ، لأمريكا .. وغيرها من الشعوب ، ومنها ينطلق دعاة الموت ليصطادوا فريسة بشرية هنا وهناك ليشبعوا جوعهم، مثلهم مثل الحوش الكاسرة . وهناك في مدن اوربا ، وامريكا وفي ساحتها وشوارعها ، التي تحولت الى منابر للحياة ، تخرج تلك الشعوب لتدعوا للحياة ، هناك اليوم في مدن عدة في امريكا - التي ندعوا لموتها كدولة وشعب وافراد من قبل دعاة الموت في السراديب والكهوف - يثور الشعب الامريكي من اجل حياة رجل اسود قتل على يد شرطي ابيض ، أليس من خرجوا لحياة هذا الرجل الاسود ، يحملون نفس الفكر الذي كنا نحمله للعالم ، ذلك الفكر الذي يقول ، ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا ، والذي يقول الناس سواسية كأسنان المشط لا فرق بين عربي ولا اعجمي ولا اسود ولا احمر ولا ابيض إلا بالتقوى . علينا إذاً أن نعترف أن ديننا وفكرنا ، قد تعرض لغزو من الداخل قبل الخارج ، غزو حوله من فكر يدعوا للحياة الى فكر يدعوا للموت ، وأن نعترف أن الكهنوتية الدينية الضالة - التي حذر منها ديننا وفكرنا الاسلامي العالم المسيحي - قد انتقلت من العالم المسيحي الى العالم الاسلامي بعد أن استجاب ابناء العالم المسيحي لدعوة ديننا وفكرنا الاسلامي لهم للتخلص منها ، ولا يكفي فقط ان نعترف بذ لك ، بل أن نعمل لاجتثاث هذا الغزو الفكري ، والكهنوتية الدينية الضالة من ديننا وفكرنا الاسلامي ، اللذان هما سبب تحولنا من أمة كانت تشع بنور الحياة الى العالم الى أمة غارقة في الظلام ، وليس ذلك فحسب بل الى أمة تشع بشعاع الظلام من السراديب والكهوف الى العالم . إن قتل من هم في السراديب والكهوف لن يجدي نفعا ، وإن تحالفنا مع امريكا والعالم لقتلهم لن يجدي نفعا ، فان هذه السراديب والكهوف سرعان ما تعود لتمتلئ بدعاة جدد للموت ، علينا كي نعود ، دعاة للحياة ان نجتث الكهنوتية الدينية الضالة من مدننا وقرانا ، كي نضمن ان لا تعود هذه السراديب والكهوف للامتلاء مردة اخرى ، وعلينا أن نتحالف مع امريكا وأوربا التي تدعوا للحياة لا التي تدعوا للموت ، لندعي من هم في السراديب والكهوف للحياة ، قبل أن ندعوا هم للموت ، مالم فأننا جميعا سنجرُ لنكون دعاة للموت سواء كنا في السراديب والكهوف أو لم نكن ، وعندها فان حلقة الموت ستتسع ، وستخرج من السراديب والكهوف الى المدن والساحات والشوارع ، وقد بدأت فعلا تتسع ، وبدأت ساحاتنا وشوارعنا ومدننا تتحول لاماكن لرفع شعار الموت بدلا من رفع شعار الحياة. [email protected]